السبت 23 نوفمبر 2024

منقذي الزائف بقلم بتول علي

انت في الصفحة 15 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز

وهم ولا لهم بالغ 
ياسر خلاص عشان خاطري بلاش مشاكل أنت آخر مرة كلمتها اټخانقتوا وفضلت تقول إنك بتزعقلها عشاني 
جملة واحده خرجت من بين شفتيه بنبرة جامدة حادة جعلتها تتراجع في وقوفها أمامه حين قال 
أوعي يا زهرة 
ابتعدت مرغمة لأنها تعلم حالته هذة جيدا فياسر رغم كل خصاله الجيدة إلا أنه في غضبه لا يراعي أحد وهذا أكثر ما تخشاه حاليا !
أتمنى تكوني خلصت كلام في سيرتي أنا و مراتي 
ايه دي يا ياسر ! وسيرتك ايه أنت ومراتك الي بجيب فيها 
رفع حاجبه باستهجان وهو يشير لها بيده مرددا بسخرية 
والله إجابة سؤالك عندك مش عندي أنا سمعت كلامك ومستني أعرف امتى هتقتنعي إن حياتي دي تخصني أنا ومسمحش لحد يدخل فيها حتى لو كان أنت يا ماما 
وقفت متحفزة حين رأت دلوف زهرة للغرفة فاستشاطت وهي ترى إبنها يتحدث معها ويحاسبها أمام تلك الغريبة الغير مرغوب في تواجدها بالمرة فهتفت بضيق 
بتتدخلي في حياتي
!! 
هتفت سمية بضيق من حديث والدتها التي لا تراعي وجود زوجة شقيقها 
خلاص يا ماما مفيش داعي للكلام ده ! 
الټفت لها باهتياج وهي تردد 
ليه يا عنيا خاېفه على أحاسيسها ماهي عارفة إني مش موافقة من الأول على الجوازه دي ولا عشان أول مرة أقولها في وشها 
الټفت ل زهرة وهي تسألها بسخرية 
ولا ايه يا يامرات ابني مش أنت برضو عارفة إني مجبرة اتقبلك عشان ابني 
أجلت حنجرتها من غصة البكاء التي تتملكها وهتفت بدموع محتجزة في
عيناها 
هدأت نبرتها وهي تجيبها بضيق 
عشان من أول ما قالي عليك وعلى وضعك وأنا قلتله لأ من البداية قلتله شوفلك حد تاني يكون مناسب أكتر واحدة من مستوانا ومن طبقتنا واحدة تكون صغيرة متكسفش أعرف عليها معارفي أنت عارفة كام واحده من معارفي قالولي ليه ابنك أتجوز واحده كبيره كده مش كان أولى يتجوز شابة صغيرة 
ماما ! 
أنت عاوزه مني ايه ليه مش عاوزه تسبيني في حالي وتخليني أعيش حياتي الي اخترتها بسلام الناس الي بتقولي بيتكلموا عليها دول ميعرفوش سنها أصلا عشان يتكلموا ومعتقدش أنها باين عليها الكبر للدرجادي بس أنت الي ماشية تقولي أنها كبيرة وعانس ومكنتش لاقيه الي يتجوزها مش صح
توترت ملامحها وهي تستمع لسؤاله ولم تجيبه ليكمل بنبرة مټألمة 
حتى لو مش حباها ورافضة وجودها المفروض كنت تتقبليها عشاني عشان سعادة إبنك عشان
متنكديش علي عيشتي زي ما بتعملي من وقت ما خطبتها لكن ازاي أنت متقدريش تتنازلي عن كرهك ليها مقابل حبك ليا 
في ايه 
رددها عادل الذي دلف للتو مستغربا من صوت أخيه العالي لم يجيبه ياسر وهو يكمل 
مش عاوزاها في البيت يا ماما مش كده 
وصمتها كان

إيجابة واضحه له فتنهد بقوة قبل أن يقول 
حاضر يا ماما أنا همشيهالك من البيت خالص يمكن ترتاحي 
أنهى حديثه خارجا من الشقة تاركا تلك التي ابتهج وجهها واتسعت ابتسامتها وهي تستمع لحديث ولدها الذي يعلن بقرب زوال تلك المصېبة التي وقعت فوق رأسهم انتبهت لنظرات أولادها لها فهتفت بضيق 
في ايه بتبصولي كده ليه 
هتف عادل بعتاب 
ليه كده يا ماما ليه مصممة تبوظي حياتنا ليه مش عاوزه تسبيه يعيش مع مراته الي بيحبها في هدوء ليه
كل الي بتعمليه ده هتستفيدي ايه 
أنا معملتش حاجه 
ابتسم ساخرا وهو يكمل 
أنت فاكره إن ياسر هيطلع يمشي زهرة لوحدها 
تجمدت ملامحها وهي تردد بقلق 
قصدك ايه 
هز رأسه بيأس وهو يجيبها 
نفت برأسها پذعر وهي تردد 
لأ لأ ياسر مش هيمشي ويسبني عشانها 
ارتفع صوت عادل قليلا بضيق وهو يهتف 
ياماما افهمي بقى ياسر مش هيخرب حياته عشانك خصوصا ومراته معملتش حاجه مش هيمشيها ويبعد عنها وهي مأذنبتش 
جلست على الأريكة خلفها پصدمة وهي تهز رأسها بنفي ترفض فكرة أن يبتعد ولدها عنها من أجل زوجته ! 
أنت ساكته ليه يا زينب 
ابتسمت بتوتر طفيف وهي تهتف 
أبدا بسمعك 
أومئ موافقا وهو يكمل 
ايه رأيك في كلامي 
يعني معنديش تعقيب عليه بس حابه أعرف ايه المطلوب مني 
مش مطلوب منك حاجه غير إنك تهتمي بإبني وتعامليه كأنه ابنك وتاخدي بالك مني ومن البيت اعتقد ده الطبيعي يعني 
أومأت برأسها متفهمه وهي تقول 
فاهمة طبعا بس يعني بالنسبى لشغلي ا 
قاطعها وهو يردد 
لا مش هينفع شغلك ثم إنك مش هتحتاجيه يعني أنا حالتي المادية كويسه جدا وكمان هيبقى صعب تشتغلي وتهتمي بالبيت وبإبني خصوصا أنه لسه بيبي يدوب سنتين ومحتاج رعاية 
اقتضبت ملامحها وهي تردد 
بس أنا مش هسيب شغلي أنا مديره تنفيذيه فاهم يعني ايه يعني مكانه عمري ما هعرف أوصلها تاني أنا سنين عمري الي فاتت كلها كانت فالدراسة والماجستير الي بسببهم أنا بقيت في وظيفتي دي في عمري ده عاوزني بالسهولة دي أسيب شغلي ! 
هتف بتوضيح 
لو فضلت في شغلك مش هتعرفي تاخدي بالك من ابني ولا من البيت طفل عنده سنتين هتسبيه لمين 
تسائلت باستغراب 
وأنت بتسيبه لمين دلوقتي 
لخالته لحد ما بخلص شغل
واروح اخده بس لما
اتجوز مش هيجيلي عين أطلب منها تاخده وهي عارفه إن سبب من أسباب جوازي هو إني اجيب أم لإبني 
تنهدت بهدوء وهي تقول 
حقك تطلب واحده متفرغة لإبنك بس أنا كمان حقي أبدي رغبتي في تمسكي بشغلي 
ومع إصرارها على موقفها وإصراره المماثل وعدم استطاعتهما التوصل لحل وسط كان ينتهي اللقاء بكلمات مجاملة مقتضبة 
ها يا حبيبتي ايه الي حصل 
أردفت بها آمال بلهفة ما إن ذهب الأخير لتجيبها زينب بهدوء بالغ 
محصلش نصيب يا ماما 
أنهت حديثها تاركه والدتها التي أحبطت ملامحها وقد خاب أملها بإكتمال الزيجة هذة المرة أيضا دلفت لغرفتها وألقت ذاتها على الفراش بإرهاق وعقلها يدور بتفكير لم لا يتوافق طموحها مع مستقبلها لم لا يمكنها التوفيق بين الزواج والإستمرار في عملها الذي
أخذ الكثير من الجهد للوصول له 
كتمت شهقاتها حين شعرت بفتح باب الشقة ومسحت دموعها سريعا لا تريده أن يرى تأثير حديث والدته عليها حديثها الذي أصاب قلبها ببراعة مفشيا فيه الكثير من الألم وقفت تنظر له بهدوء حين أصبح أمامها ولم يخفي عنه إحمرار أنفها وعيناها لكنه تجاهلها متجها لغرفتهما لتتبعه بعد ثوان باستغراب دلفت لتجده واقفا أمام خزانته يخرج ثيابه
يضعها في الحقيبة الكبيرة الموضوع فوق الفراش اقتربت منه باستغراب قلق وهي تسأله 
ياسر بتعمل ايه 
ياسر رد علي بتلم هدومك ليه 
رد بنبرة جامدة 
هنمشي من هنا هنروح شقتنا 
اتسعت عيناها پصدمة فقد حدث ما خشته وسيبتعد عن أهله بسببها فتحت فمها تنوي الحديث لتجده يزيحها من أمامه وهو يردد بحدة 
مش عاوز أسمع كلمة منك 
هتفت بتردد 
اسمعني بس ا 
قاطعها بحدة وهو يلقي قميصه في الحقيبة 
أنا قولت مش عاوز أسمع صوتك يا زهرة كفاية إنك أنت السبب في الي احنا فيه أنت الي أصريتي نيجي نعيش هنا ونسيب شقتنا قولتيلي بلاش تبعد عنهم في أول جوازك عشان والدتك متفكرش إن ده رغبتي وإني السبب في بعدك عنهم وعشانك أنت وافقت وجيت هنا ومن يوم جوازنا واحنا مرتحناش مشاكل وخلافات وقرف مرتحتش يوم من ساعة ما تجوزنا بس خلاص مش ناوي أضيع باقي حياتنا في القرف ده كفاية السنة الي عدت 
أنهى حديثه مستكملا ما يفعله فحاولت إقناعة بالعزوف عن قراره 
ياحبيبي مامتك أكيد هييجي يوم وتعرف إن الي بتعمله ده غلط وملوش داعي وهتبقى كويسة معانا 
حدجها بنظرة ساخرة دون رد فهو أكثر من يعرف والدته ويعرف جيدا
أنها لن تتراجع عن رأيها في زوجته 
هتفت باقتراح ما إن رأته لا يهتم لحديثها 
ايه رأيك أروح اقعد عند ماما كام يوم لحد ما مامتك تهدى و 
اطلعي بره 
هتف بها بعصبية واضحة وهو يضرب الخزانة بيده فانتفضت على صراخه بها تنظر له بعدم استيعاب لثوان ثم قالت بتردد 
ياسر أنا مش همشي من هنا مادام مش هروح لماما مش هروح في حتة 
الټفت لها بأعين كادت تخرج من مقلتيه وصړخ بها بنبرة أعنف 
اطلعي برة يا زهرة عشان مزعلكيش 
انتبهت لخروجه بعد دقائق يسحب حقيبة الملابس الكبيرة خلفه لتقف بتوتر تطالعه بترقب أوقف الحقيبة ووقف بملامح مبهمة ثم هتف 
لآخر مرة هسألك يا زهرة هتيجي معايا ولا امشي أنا 
طالعته بتيه وهي تسأله 
أنت ممكن تمشي من غيري 
امتعضت ملامحه وهو يجيبها 
مش هغصبك تيجي معايا لو مش حابه بس أنا تعبت من المشاكل ومش مستعد اتحمل أكتر أنت حابه تفضلي براحتك 
اتسعت عيناها پصدمة لحديثه لم تتوقع أنه مستعد للإبتعاد دونها يخيرها إن كانت ستذهب معه أم لا وكأن ذهابها من عدمه لن يفرق معه فقد اتخذ قراره وانتهى الأمر !! 
مش هغصبك تيجي معايا لو مش حابه بس أنا تعبت من المشاكل ومش مستعد اتحمل أكتر أنت حابه تفضلي براحتك 
اتسعت عيناها پصدمة لحديثه لم تتوقع أنه مستعد للإبتعاد دونها يخيرها إن كانت ستذهب معه أم لا وكأن ذهابها من عدمه لن يفرق معه فقد اتخذ قراره وانتهى الأمر !! 
اذدردت ريقها ببطئ وهي تطالعه بصمت لثوان ثم قالت 
هاجي معاك هجهز شنطتي 
أنت كنت مجهزها 
أومئ بانشغال وهو يغلق أنوار الشقة 
يشير لها بالخروج بعد أن
أخرج الحقائب 
قولت أشوف عندك آخره ايه 
خرجت بملامح مندهشة من تفكيره ووقفت على مقدمة الدرج تنتظره حتى أغلق باب الشقة وهو يقول 
هنجيب باقي الحاجة بعدين 
حمل الحقيبتان وترجل الدرج تتبعه هي بعدم رضى داخلي لكن استسلمت لإصراره على الرحيل بهتت ملامحها وهي ترى والدة زوجها تخرج من شقتها تقف أمام ولدها بملامح مصډومة وهي تسأله پذعر 
اي الشنط دي يا ياسر 
أجابها بهدوء تام 
شنطنا مش قولتلك هطلع امشيها لتكوني فكرتي إني همشيها واقعد !
تلجلجت في حديثها وهي تقول 
يابني أنا مقولتلكش تمشيها أنت الي قولت يعني الي بينا عادي وبيحصل في كل بيت متكبرش الموضوع 
نفى برأسه وهو يهتف بجدية 
لا ياماما الي بيحصل ده مش عادي وأنت عمرك ما هتتقبليها أنا عارفك كويس وتعبت من المشاكل ووقوعي بينكوا في كل مشكلة مش عارف اراضي مين وأجي على مين اريح لنا كلنا البعد وكده كده هجيلك وهكون معاك وقت ما تحتاجيني بس إني أعيش بمراتي بره ده أفضل لينا كلنا 
تمسكت بذراعه وهي تهتف بنفي وقد بدأت في البكاء 
لأ لأ يا ياسر مش هتمشي هتسيب أمك عشان مراتك هتبعد عني عشانها وهتسمحلها تاخدك مني ! 
هز رأسه بيأس وهو يقول 
شوفت بقى إن طول الوقت هتكوني حطاها في دماغك ومعتبراها ند ليك هتاخد منك ابنك وهتقسيني عليك عرفت إن وجودكوا مع بعض في بيت واحد مينفعش ماما لو سمحت سبيني ابعد على فكره أنا
14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 33 صفحات