منقذي الزائف بقلم بتول علي
من الأول كنت هقعد في شقتي لولا إن هي الي أصرت نيجي نقعد مع حضرتك عشان متزعليش وتفكري إنها السبب في بعدي عنك ومع ذلك شايفاها وحشة وعمرك ما هتشوفيها غير بالصورة الي أنت رسماها ليها مهما عملت
ممكن ادخل
هتف بها مسعد وهو يقف على باب
غرفة ابنته الشاردة أمام النافذه فالټفت على صوت أبيها لتهتف بإبتسامة واسعة
دلف للداخل وجلس فوق الفراش لتتبعه سريعا تجلس جواره فبدأ حديثه يقول
جيت من الشغل لقيت أمك بتقولي إن العريس معجبكيش قولتلها أحسن برضو أنا مكنتش موافق أصلا بس حابب أعرف السبب منك
تنهدت تسرد عليه مقابلتها لذلك الرجل وما إن انتهت حتى أكملت
ليه مينفعش أتمسك بشغلي واتجوز ! ليه مش زي باقي البنات الي بتتجوز وهي بتشتغل عادي !
عشان أنت مش موظفة عادية أنت مديرة وكل الي بيتقدمولك أقل منك وبيقلقوا إنك بعدين تتنطتي عليهم بوظيفتك معظم الرجاله يابنتي ميحبوش إن مراتهم
تبقى في وظيفه أعلى منهم وللأسف كل الي اتقدمولك من المعظم دول
نظرت لوالدها بحيرة وهي تردد بوهن
وأنا المطلوب مني ايه اعمله أتنازل عن وظيفتي عشان اتجوز !
زي ما أمك قالت احنا مش عايشين العمركله وهييجي يوم وتلاقي نفسك لوحدك
التف ل آمال يكمل حديثه بجدية
وساعتها يا أم زينب جوزها نفسه مش هيسندها ولا مضمون ولو في يوم جه عليها وحبت تبعد هتلاقي نفسها مش عارفه تسند حالها ولا لاقية اللقمة تاكلها ويمكن ده يخليها تطاطي لجوزها وتكمل معاه الي هيسندها بجد شغلها ومكانتها والبيت ده هم الي هيحموها من غدر البشر أنت ضامنه جوزها ده يبقى ايه ولا خصاله ايه !
اثبتي على موقفك يابنتي وأعرفي إن الجواز نصيب زيه زي كل حاجه في حياتنا ولو نصيبك متتجوزيش يبقى ساعتها تقدري تسندي نفسك وترضي بنصيبك
ابتسمت لأبيها بإمتنان وهي تومئ له موافقة على حديثه ليبادلها الإبتسامة قبل أن ينسحب للخارج هو ووالدتها وما إن خرج حتى هتف بحدة
آمال الي قولتيه جوه مسمعوش تاني
أنا بس
قاطعها بنبرة
حادة
سمعتي أنا قولت ايه
أومأت برأسها
موافقة وهي تتجه للمطبخ لتكمل إعداد الطعام
محتاجه حملة نضافة للصبح دي
بقالها سنة مقفولة طبيعي يعني
ردد
جملته وهو يضع هاتفه فوق الطاولة وتبعها فتحه لأحد الحقائب وإخراجه لثياب له ثم أردف بمرح
أنت هتغير مش هتنزل الشغل
تسائلت بها وهي تتجه لحقيبتها ليجيبها بهدوء
لأ عندنا تنضيف مش فاضي
وقفت تطالعه بإندهاش وهي تردد
أنت هتنضف معايا بجد
اعتدل بعد أن التقطت
ثيابه وهو يجيبها بتأكيد
طبعا اومال هسيبك في الشقة دي كلها تنضفيها لوحدك ! معنديش ډم للدرجادي !
ايوه يا حبيبي بس الشقة مبهدلة وهتتبهدل تراب غير إنها محتاجه مجهود
أردف بسخرية
ويعني أنت مش هتتبهدلي تراب وهتبذلي مجهود ! ايه الفرق بقى ! يلا هروح أغير وأنت غيري عشان نبدأ
ا
أكدت على حديثه وهي تردد
طبعا مش هنحتاج أنا جهازي كله هنا والفرش الي اشتريناه سوا قبل الجواز برضو هنا بصراحه كان عندك حق لما فرشت الشقتين
عشان تعرفي كنت معارضاني أنت وعماله تقوليلي مصاريف على الفاضي
كنت فاكره إننا مش هنحتاج للشقه هنا
هز رأسه وهو يجيب بسخرية مبطنه
أنا بقى كنت واثق إننا هنحتاجها بقلك ايه هقوم اطلب دليفري وبعدها ادخل استحمى واغير هدومي وبكره نكمل بعد الشغل ومش ضروري تيجي أنت عشان متبقيش تعبانه لما نييجي ننضف
أومأت وهي تنهض معه مرددة
ماشي وأنا هروح أطلعلك هدوم وبكره هبقى اتسلى كده في التنضيف لحد ما تيجي
متفكريش في حاجه يا زهرة احنا خلاص ارتاحنا وحياتنا إن شاء الله هتبقى هادية ومستقرة
أتاه صوتها الحزين وهي تسأله
ليه مفضلناش هناك وقدرنا نتفاهم مع مامتك ونبقى عيلة واحدة أنا مكنتش اتمنى إنك تسيب أهلك يا ياسر
تنهيدة قوية صدرت منه قبل أن يقول
ولا أنا يا زهرة كنت اتمنى بس مش كل الي بنتمناه بيحصل هي دي الدنيا ومين عالم يمكن في يوم أمي تعرف إنك مش وحشة زي ماهي شايفة وتفهم إنك أحسن اختيار اختارته في حياتي
وأنت أعظم اختيار يا ياسر وهفضل أقول إنك عوضي الحلو
كانت أحسن صدفة في عمري يوم ما اشتغلتي في شركتي وشوفتك
التاسعة صباحا
كيف لها أن تتأخر على عملها لهذا الحد ساعة بأكملها تأخير منذ متى وأنت تتأخرين عن عملك يا زينب هذا ما كانت تحادث به ذاتها وهي تركض في أرجاء الغرفة حتى انتهت من ارتداء ثيابها والتقطت حقيبتها تسرع للخارج وقبل أن تصل لباب الشقة استمعت لصوت والدتها يصدح من خلفها
استني يا زينب افطري
رددت باستعجال
معلش يا ماما متأخره افطروا أنتوا
وصلت للشركة التي تعمل بها أخيرا لتلتقط أنفاسها بصعوبة فقد وصلت في
تمام التاسعة وخمسون دقيقة جلست في غرفة مكتبها تتابع الأعمال لتدلف لها السكرتيرة الخاصة بعد ساعة تطلب منها الذهاب لمدير الشركة
لأنه طلبها في أمر هام
قطبت حاجبيها باستغراب فلم تتعامل من قبل معه رأته مرة تقريبا أثناء اجتماع لجميع المسؤلين في الشركة ولم تراه من حينها فجميع تعاملاتها مع نائب رئيس مجلس
بلونها الجذاب وشعرها الأسود الذي جمعته على
هيئة كعكة فوق رأسها مع القليل جدا من مستحضرات التجميل وحددت عيناها البنية بكحل أسود رسم بإتقان رغم بساطة ملامحها إلا أنها جميلة وجذابة بشكل ما خاصة مع بشرتها المائلة للخمرية تنحنح بهدوء حين لاحظ إطالة تحديقه بها وأخفض عيناه الخضراء التي تشبه غابات الزيتون وهو يردد بهدوء
اتفضلي يا
صمت وهو يحاول تذكر اسمها لتجلس وهي تردد بنبرتها الهادئة
زينب سعد
رفع نظره لها وردد بابتسامة
اتشرفت يا دكتورة طبعا ده أول لقاء لينا وأكيد مستغربة إني طلبتك أولا أحب أعرفك بنفسي
أكمل حديثه مشيرا على اللافتة الصغير الموضوعة على المكتب أمامه
أنا دكتور ياسر الدميري مدير الشركة !
أنا ياسر الدميري مدير الشركة
أومأت بابتسامة مرددة
غني عن التعريف يافندم
بادلها ابتسامة طفيفة وهو يقول
كنت طلبت من عادل أخويا يدورلي على موظف من الي عندنا يكون عامل دراسات عليا في المواد الفعالة فيه في دماغي فكرة لتصنيع دوا جديدة وهحتاج أعرف أدق التفاصيل عن المواد الفعالة في التركيب الجديد وعادل شرحك ليا وقالي إنك عاملة ماجستير في المجال ده
أومأت بتأكيد وهي تقول
ايوه وحضرتك تقدر تسألني عن اي حاجه وأنا هجاوبك وممكن برضو تعرضلي التركيب الي في دماغ حضرتك وأقولك رأيي فيه
وبعد نصف ساعة كاملة من الحديث كانت ابتسامة راضية ترتسم على ثغر ياسر وهو يردد
ترشيح موفق جدا من عادل بجد مبهور بكمية المعلومات الي عندك
ابتسمت تردد
أنا قعدت 4 سنين مبعملش حاجه غير إني بتعمق في دراسة المواد دي وغالبا قرأت معظم الرسايل والأبحاث الي اتعملت عنهم
ردد بإعجاب
هايل هتفديني كتير الفترة الجاية ايه رأيك تشتركي معايا في التركيبه الجديدة
اتسعت عيناها بذهول وهي تسأله
بجد !
ايوه متفاجئه ليه
ذمت شفتيها قليلا بحيرة وأردفت
اعذرني بس يعني دايما أصحاب الشركات بيفضلوا يعملوا التركيبة لوحدهم عشان تبقى بإسمه هو بس وده بيضيف لإنجازاته المهنية وبيرفع من شركته فإن حضرتك تعرض عليا أشاركك فيه حاجه غريبة
ضحك بخفوت وهو يردف
لأ أنا مش أناني ومعنديش أي مشكله إن اسمك يتكتب مع اسمي وفي النهاية الدواء بيخرج بإسم الشركة وبالنسبة لسي في الإنجازات فأنا الموضوع ده مبيشغلنيش أهم حاجه عندي المصلحة العامة إلا بقى لو أنت حابه يكون اسمك لوحدك
أردف الأخيره بمرح
لتجيبه مبتسمة بمرح مماثل
لأ أنا مش أنانية
أسبوع كامل مر دون جديد
زهرة وياسر استقرت حياتهما بشكل كبير بعد ابتعادهما عن والدته وللآن حياتهما خالية من المشاكل منذ ابتعدا عن بيت العائلة
سارت في طرقات الشركة وهي تحمل الأوراق بين يديها تتابعهما بتمعن حتى شهقت بخضة حين اصطدمت بشخص ما رفعت عيناها تقابل من اصطدمت به لتجده شاب يبدو في أوائل العشرينات هذا ما رجحته وسيم إلي حد ما بشعره الأسود وعيناه البنية وبشرته القمحية المناسبة تماما لملامحه رددت بحرج
أنا آسفة مكنش قصدي
تعلقت عيناه بها لا يدري ما الذي يجذب بها تحديدا لكنه شعر وكأنه يود النظر لها لوقت طويل دون ملل تنحنح بارتباك حين لاحظ نظراتها المستغربة لصمته وقال بابتسامة صغيرة
أبدا ولا يهمك بس كان ممكن تقعي لو مكنتش خدت بالي على آخر لحظه
رفعت حاجبها باستهجان مرددة
ده إن دل على شئ يدل على إنك مكنتش مركز برضو يعني مش غلطي لوحدي
ضحك بخفوت مرددا بمرح
أنا وقعت بلساني ولا إيه ! عموما أنا كمان آسف
ابتسمت بهدوء مرددة
حصل خير يا دكتور
بالمناسبة أنا دكتور عادل الدميري
تصلبت ملامحها بدهشة لثواني قبل أن تردف بتفاجئ
رئيس مجلس الإدارة !
أومئ بتأكيد وهو يقول
شكلك أول مرة تشوفيني
ايوه فعلا أصل أنا دايما تعاملي مع نائب حضرتك أو مدراء الأقسام أنا زينب سعد المديرة التنفيذية
هتف بإدراك
آه أنت الي رشحتك لدكتور ياسر
أومأت بتأكيد وهي تهتف
بالضبط
مش متخيله ياسر شكرني ازاي على اختياري ليك واضح إنك عجبتيه جدا
طالعته بصمت ليكمل هاتفا بتوضيح
طبعا اقصد شغلك
أومأت برأسها متفهمة
أكيد طبعا فاهمة عموما أنا كمان محتاجه أشكر حضرتك على الفرصة دي بعد اذنك
اتفضلي
رددها بهدوء وهو يتابع ذهابها بأعين مهتمة لا يعلم لم شعر بنفسه قد أنجذب لتلك الفتاة من مجرد حديث معها !!
بس أنا شايفه لو قللنا النسبة شوية من مادة هيبقى أفضل عشان متسببش آثار
جانبية كبيرة
هتفت بها زينب وهي تجلس أمام ياسر المستمع لها بإهتمام في الأيام السابقة يقضون أكثر من ساعتان يوميا في البحث والتجربة لتحضير التركيبة الجديدة التي يريدونها ولعل ما يقلقها ما بدأت تشعر به تجاهه في الأيام التي اختلطت به فيهم بدأ يشغل تفكيرها بشكل كبير وهذا بداية غير مبشرة بالمرة
دكتورة زينب
انتبهت على هتافه فنظرت له بانتباه ليكمل
روحت فين
نفت برأسها مرددة
لا أبدا معاك
وقد كانت معه بالفعل بعقلها وأذنها وقلبها الذي بدأ يغزوه مشاعر جديدة
عليها لم تشعر بها من قبل ولكنها تشعر
بأن ما تفعله خطأ فادح ولا تعرف سبب شعورها بهذا
منذ الصباح وهي تشعر ببعض التعب الذي يزعجها بحق بعض التقلبات بمعدتها مصاحبه بدوار طفيف يجعلها غير قادرة على حفظ توازنها بالكامل زفرت بضيق حين استمعت لرنين جرس المنزل فهي ليست قادرة على النهوض من الأساس لكنها نهضت بصعوبة لتفتح الباب صدمت ملامحها حين رأت والدة زوجها أمامها