الجمعة 29 نوفمبر 2024

للقدر حكاية بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 35 من 106 صفحات

موقع أيام نيوز


شهاب عيناه نحو سطح مكتبه ثم رفع عيناه نحوها مجيبا
للأسف يا ياقوت... المفروض تتحولي للتحقيق بس هنهي الموضوع بمعرفتي
واقترب منها مبتسما يشعر بها فهي لا تجيد اخفاء كسرتها 
رغم ان شغلك كان معايا مش كتير الا انك كنتي موظفه يعتمد عليها
نظر لها.. فأشاحت عيناها بعيدا عنه بآلم... طردها دون رحمه دون أن يعلم كيف حدث ذلك.. طردها لانه صاحب العمل

كتمت قهرها وعادت تنظر نحو شهاب الذي يرمقها مشفقا
شكرا يابشمهندس.. كتر خيرك
جرت قدميها دون أن تنتظر سماع كلمه أخرى... خرجت من الشركه مقهوره فغلطه واحده لم تقصد حدوثها انما كان قدرها عقبت بالطرد
تأملت الشركه من الخارج بحسره
كان نفسي أنجح وابقى حاجه... انا ليه بخسر كل حاجه بسرعه كده... 
تمتمت عبارتها بدموع تنساب على وجنتاها فأدركت فداحت من نطقت هل يوجد اعتراض على اقدار الله همست برضى 
الحمدلله.. الحمدلله
جرت اقدامها بصعوبه وهي تشعر بثقل الحياه علي عاتقيها 
سارت شارده الي ان وصلت مكان سكنها على قدميها سيرا بعد ساعات طويله... تذكرت سماح الدائمه في نجدتها ولكنها ليست هنا 
دلفت غرفتها بالسكن ونظرت للغرفه بعدما انارت اضاءتها لتسقط على الأرض تنتحب پقهر وألم ومشاعر كثيره جمدت كل ما بداخلها 
بدء اسم الله يعلو فقد كان وقت اذان المغرب ...نهضت تستجيب لدعوه الله إليها ان تقف على باب رحمته وحده 
اغرقت دموعها سجادتها وهي تبكي 
..... 
ازالت ندي نظارتها الخاصه بالقراءه بعد أن تركت هاتفها جانبا 
تعلقت عيناها بشهاب الذي دلف من الشرفه بعدما أنهى تدخين سيجارته 
اقترب منها ثم تسطح على الفراش يزفر انفاسه.. تعجبت من امره فسألته
مالك ياشهاب في حاجه حصلت في الشغل 
مال نحوها فأبتمست اليه تمسح على وجهه بحنان 
احكيلي 
ابتسم وهو ينظر إليها يلوم نفسه انه للحظه كان يظن انها مجرد زيجه ستجمع شمل العائله ولكن كل يوم يدرك انه كان أحمق 
تعرفي بحب اهتمامك بيا ياندي
ضحكت برقه ولثمت وجنته بنعومه 
قولي ايه اللي شغلك 
تنهد وهو يتذكر حال ياقوت اليوم بعد أن تم طردها منها الشركه 
واخذ يحكي لها ما حدث الي ان تبدلت ملامحها تشعر بالحزن 
طب حاول تقنع حمزه لما يرجع... ضياع الورق مش ب ايدها 
اماء برأسه وهو يطالع نعومتها... كل يوم يشعر أنها يفتن بها 
مد كفه نحو كتفها العاړي يحرك انامله ايه مش خلصتي اللي وراكي خلاص 
فضحكت على أفعاله وابعدته عنها برفق
ابعد يا شهاب... ماليش مزاج لهزارك ده 
قالتها بنعومه واعين ترغب ولكنها قررت مراوغته حتى لا تشعره بتلهفها 
ماله هزاري ياهانم 
ابتعد عنها حانقا... فأتكأت علي مرفقها تنظر اليه بمكر 
بقيت تتقمص بسرعه ياشهاب... بس تصدق شكلك طعم 
ألتوت شفتيه وارتفع حاجبه لأعلى يرمقها بعلو 
طعم... تصدقي انك 
وقبل ان ينطق بشئ... اقتربت تمسح على خديه بكفيها
وجميل كمان 
لم يتمالك نفسه فأغرقها بين ذراعيه مائلا بها 
بقيتي مكاره ياندي
وقد صدق بما يقوله... فقد اجادت اللعبه غارقه معه في عالمه 
....
نظرت صفا للطريق الذي تسير فيه نحو المزرعه التي يمتلكها فرات النويري الرجل الذي اقامت في منزله ليلتان ولم ترى وجهه 
طابت چروح وجهها قليلا ولكن مازالت تضع رباط حول عنقها بسبب الشرخ التي أصاب ذراعها 
وقفت السياره أمام بوابه ضخمه
اغمضت عيناها وارتجف جسدها وهي تشعر ان القادم ليس بالهين
وقفت السياره أمام مبنى فعلمت انه سكن العاملين هنا... كان ينتظرهم رجلا حاد الملامح 
عندما رأي صفا تذكر أوامر فرات الصارمه في معاملتها دون رحمه 
هي ديه يا مصطفى 
نظر مصطفى السائق الخاص بفرات لصفا التي اطرقت عيناها ارضا نحو حقيبة ملابسها الصغيره 
ايوه يا عنتر.... كده انا مهمتي انتهت 
فحصها عنتر بنظرات ثاقبه وهتف بغلاظه
تعالي هنا قربي 
اقتربت منه صفا پخوف وتعلقت عينها بالسياره وهي تغادر وتمنت لو ان لم تأتي لهنا
انت ياختي بصيلي 
رفعت صفا عيناها نحوه ثم اخفضتهما سريعا تخشي مطالعته 
تأفف عنتر حانقا 
المزرعه هنا ليه ضوابط وقوانين... شغلك من 6 الصبح ل 4 العصر هتجمعي المحاصيل مع الفلاحين 
طالعته وهي لا تفهم شئ 
هو انا هشتغل في الأرض 
قهقه عنتر بغلاظه ثم رمقها بأستخفاف 
اومال عايزه تشتغلي فين يابت ده انتي سوابق 
دمعت عيناها من الكلمه أرادت ان تقسم له انها سجنت زورا ولكن من سيصدقها 
اتحركي ورايا 
سارت خلفه تحمل حقيبتها على يدها الأخرى وعيناها تفيض 
وادركت

حقيقه ما وقعت به
تعلقت عين سميرة مالكه السكن نحوها تسألها بأمل 
لقيتي شغل يا ياقوت 
حركت رأسها بقله حيله وقد ذبلت ملامحها 
لاما يقولولي سيبي ورقك هنرد عليكي... او معندناش شغل 
اقتربت منها سميره تربت على كتفها 
اكلمك ناديه... ده اخوها وممكن تكلمه يلين ويرجعك الشغل 
هتفت ياقوت بأعتراض 
لا يا ابله سميره... هي عملت اللي عليها وساعدتني قبل كده
حزنت سميره على وضعها 
طب و هتعملي ايه. 
طالعتها وهي تشعر بحړقة في عينيها
هرجع لأهلي
واطرقت عيناها خجلا ترتب بعض الكلمات 
مش هقدر ادفع اجار الاوضه... انا بعت تليفوني عشان اعرف اروح واسدد اقسطه 
اشفقت عليها سميره وضمتها بقوه 
ولا يهمك يا ياقوت انا مش عايزه حاجه ياحببتي... روحي لأهلك ريحي نفسك وسطيهم وانا هشوف معارفي هنا واشوفلك شغلانه 
.
انتشر امر علاقه لاعب الكره وسماح وقد انتقل الخبر بين الألسنه في الفندق بأكمله ... أخبرتهم بأنها صحفيه وان مافعلته من مهام عملها 
رمقها الموظف بأستخاف وانتهى الأمر بالڤضيحه 
لم يخرج من غرفته بعد تلك الليله وترك لها الڤضيحه وحدها وكأن ما حدث لا يهمه 
اتجهت نحو غرفته تطرق الباب بقوه... ففتح الباب وعندما وقعت عيناه عليها صفع الباب بوجهها 
عادت تدق على الباب مجددا ففتح لها پغضب 
ما الأمر لا اريد رؤيتك
تعلقت عين سماح به تنظر إليه بضيق 
انا اتفضحت بسببك 
رمقها سهيل بخبث 
ماذا انا لا افهمك 
كانت تعلم انه يفهم لغتها ولكنه يستخف بها 
انت فاهمني كويس ياكابتن 
ضغط سهيل على شفتيه ممتعضا 
انصرفي من أمامي حتى لا اهاتف أمن الفندق لكي 
ودفعها بقوه من أمامه لخارج الغرفه فسقطت علي الارض.. لېصفع الباب خلفه 
حقېر
ودارت بعيناها حرجا ثم نهضت سريعا قبل أن يرى وضعتها المخذله احدا 
اعمل ايه انا... هو عشان راجل مش فارق معاه سمعته
ثم نظرت لباب غرفته المغلقه بأستياء 
كانت مهمه سوده على دماغي... منك لله يا استاذ فهيم 

نظرت هناء لشقتها الفخمه التي حسدت نفسها عليها عندما حطت قدميها فيها اول يوم ولكن اليوم شعرت بالاختناق وكأن شئ يجثم فوق روحها حتى الثياب التي انتقتها بعنايه کرهت ملمسها على جسدها... تجاهله قتل روحها لا اجابه حاسمه تعرفها ولا شئ تفهمه من صمته ونظراته اللاذعه
سمعت باب الشقه يفتح فتعحبت من قدومه باكرا... وجدته يدلف وخلفه عمها الذي فور ان رأها فتح لها ذراعيه
حبيبت عمك... تعالي ياحببتي
اتجهت هناء نحوه بلهفه باكيه تجمدت عين مراد عليها واحتدت نظراته وقد ظن انها ستشكي لوالده وقد جاء سؤال والده كما توقع
بټعيطي ليه ياحببتي... الواد ده زعلك في حاجه
تعلقت عين هناء بمراد الذي وقف يرمقها بجمود 
لا ياعمي مراد بيعملني كويس اوي... انتوا بس وحشتوني ومش متعوده ابقى بعيده عن اهلي
عاد فؤاد اليه رابت على ظهرهاسعيدا بما يسمعه من ابنه شقيقه رغم انه يعلم بكذبها ولكنه فخور بأختياره لولده 
معلش ياحببتي... هخلي مراد ياخدك ليهم علطول وتنزلوا لينا القاهره ديما
سلط مراد عيناه نحوهم ثم اشاح وجهه عنهم
هنفضل وقفين هنا
واردف ببرود
عملتي الغدا
نظرت بآلم ثم اتجهت بأنظارها نحو عمها
ثواني والاكل هيكون جاهز
انصرفت نحو المطبخ ليحدق به فؤاد بقوه
مش هدخل بينكم يامراد... بس بكره ټندم
واتجه والده للداخل ليرمي ثقله على الاريكه مخاطبا نفسه
خاېف اكون ظلمتك مع ابني ياهناء
........
دار سهيل في غرفته يفكر في خطته... لم يشأ ان ينفذ ذلك معها وهنا في بلد أتى للاستجمام فيها فقط ولكنها أتت اليه على طبق من ذهب... انتظر قدومها لتنفيذ ما رسمه عقله
فأطرقت سماح باب غرفته ففتح الباب وطالعها بصفاقة
تفضلي
لوت سماح شفتيها ممتعضه من طريقة تعامله وهمهمت ببعض الكلمات تسبه فيها
وتقدمت أمامه حتى ينهوا تلك المهزله وتنفذ مهمتها وترحل ولن تفكر بحياتها ان تشجع كرة القدم
ابتسم سهيل وهو يترك باب الغرفه مفتوحا بقصد... ورمقها وهي تقف وسط الغرفه
ياريت نتفاهم يا كابتن
ورفعت شفتيها متهكمه
اتمنى تكون فاهمني
ضحك سهيل وقد ظهرت أسنانه المصفوفه... اتسعت عيناها من جمال أسنانه وهتفت داخلها ټلعن نفسها
عجبتك سنانه.. طول عمرك متخلفه يا سماح
افهمك سماح... انا عربي.. ولدي صديق مصري
فأماءت له برأسها وقطبت حاجبيها
ما انت لطيف اه... اومال ليه كنت مركب وش الخشب في الأول
اتسعت حدقتي سهيل وهو لا يعي عبارتها
ماذا
ضحكت وكادت ان تتكلم الا انه فجأة يخلع التيشيرت الخاص به ثم احتضنها
اسرها بذراعيه فصدمها الموقف... لتتسع عيناها ذهولا ثم دفعته بقوه وركضت من الغرفه
فضحك سهيل... لينظر الي هاتفه الذي اضاء برساله نصيه 
لقد تم ألتقاط الصوره سيد سهيل .. وستنشر غدا بالجرائد
لطمت سناء صدرها وهي تنظر لياقوت
بتقولي ايه ياختي اتطردتي من الشغل... وفلوس الجمعيه... الله يسد نفسك يابنت صباح
نظرت لها ياقوت بجمود وهي تجلس على فراش شقيقتها وقد احتضنتها ياسمين وأخذت تمسح على ظهرها 
ماخلاص ياماما في ايه
صړخت بها سناء حانقه
اخرسي خالص انتي
صمتت ياسمين ممتعضه... لتنظر سناء نحو ياقوت حانقه
أنتي بارده يابت... ايه البرود ده
واتجهت نحوها تجذب مرفقها
حيث كده قومي بقى نضفي البيت... وانا اللي عماله اخدم عليكي من ساعه ما جيتي واقول ضيفه...ياخساره الاكل اللي طبخته وطفحتي
لم تتحمل ياقوت اهانتها فصړخت بوجهها
حرام عليكي كفايه...

انا هدور على شغل تاني مټخافيش يامرات ابويا حريحك مني قريب
رمقتها سناء بأستعلاء
اما نشوف يابنت صباح
وخرجت من الغرفه ټضرب كفوفها وتدعي عليها... قسقطت دموع ياقوت ووضعت يدها على اذنيها
لتقترب منها ياسمين ټحتضنها باكيه
متزعليش ياياقوت... والله بكره هتتعدل... معلش هي ماما كده وانتي اتعودتي عليها
ابتعدت ياقوت عنها وتعلقت عيناها بها وابتسمت بحنان وهي تمسح على وجنتيها
انا مش عارفه انتي بنتها ازاي... ربنا يخليكي ليا يا ياسمين
.....
اقتربت مها من غرفه شقيقتها تحمل بلوزتها التي قطع احد ازرارها واردت ان تحيكها لها 
وقفت تستمع للحديث الدائر بين شقيقتها وجارتهم فكريه 
وبعدين ياماجده هتعملي ايه... اه سالم وافق يرجعلك... بس اختك هتعملي فيها ايه
تنهدت ماجده وهي تركز على طرفي الخيط الذي تعقده فكريه حتى تزيل لها شعر وجهها 
اوديها فين طيب... خالتي ومقطعانه من زمان واهل ابويا اللي ماټ ولا مش فارقين معاه... انا تعبت يافكريه 
فمالت نحوها فكريه قليلا حتى تتمكن مما تفعله 
ماهي اختك متنفعش تقعد معاكي... متسبيش الكبريت جنب البنزين 
زفرت ماجده أنفاسها لتأتي إليها فكريه بالحل 
وديها دار رعايه 
....... 
وقف أمامه شهاب يرمقه بنظرات متعجبه ثم
 

34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 106 صفحات