بقلم ندي محمود
إن دي المرة التانية والعداد شغال
ماهذه الطريقة هل يعقل أن يكون شك بأمري ! لا بالتأكيد لا فلو كان لديه ذرة شك واحدة لن يكون هادئا هكذا ! أذا فلماذا ينظر لي بطريقة مرعبة هكذا !!! أسئلة كثيرة طرحتها في ذهنها من فرط الارتباك فلم يسبق لها ورأت هذه النظرة بعيناه ولم تعد تفهم مالذي دهاه وما التحول الرهيب الذي طرأ عليه فجأة بهذا الشكل ! لكن ما يهدأ من روعها أن رغم حالاته البركانية الجديدة لا تزال ترى وميض من حبه لها بعيناه وسط أشد لحظات غضبه منها وهو ما يمنعه عن الاستسلام لجموحه أمامها
رايح فين !
طالعها للحظات في جمود قبل أن يسحب يده من قبضتها ببطء ويبتعد متجها إلى باب الغرفة لكنها هرولت خلفه وسدت عليه الطريق هاتفة بشراسة
رايحلها !
فريدة ابعدي من قدامي لأني مش ضامن ردة فعلي لو اتعصبت اكتر من كدا عليكي
مش هبعد ياعدنان واضح إن اللي كنت خاېفة منه حصل بس صدقني أنا مش هسمح بده أبدا
فهم مقصدها جيدا وتلمحياتها حول مشاعره تجاه جلنار فمسح على وجهه متأففا وهتف بنبرة شبه مرتفعة
إنتي
عايزة إيه دلوقتي ابعدي
تصلبت بأرضها بقوة وقالت في نظرات كلها حقد وغيظ
عايزاك تطلقها !
الفصل الحادي عشر
عايزاك تطلقها !
عقد حاجبيه باستغراب من جملتها والتزم الصمت لثواني معدودة حتى أردف ببرود
مش هينفع
فريدة بعصبية
ومش هينفع ليه بقى
عشان بنتي
تلونت عيناها بلون الحمراء ليست غيرة ولكنها نقم وضغينة تحملها لجلنار وربما خوفا من خسارتها لكل شيء سعت في بنائه
عشان بنتك ولا عشانها هي ياعدنان !
انتصب في وقفته ووضع قبضتيه في جيبي بنطاله هامسا
هتفرق معاكي في إيه
نعم !!
كان ردا عڼيفا منها تبعه رده الهادئة بشكل مثير للأعصاب
يعني متحطيش نفسك في مقارنة يافريدة
القى بكلماته ثم عبر من جانبها وانصرف بقت هي بأرضها تعيد تكرار ما قاله في عقلها وتتساءل ماذا يقصد ! جملته مبهمة لكنها تحتمل شقين !
لا يمكن اسمحلك إنتي وبنتك تسرقي مني كل اللي بنيته استحملت حجات كتير وأولهم عدنان رغم عدم حبي ليه بس عشان اوصل لهدفي وإنتي دلوقتي عايزة تاخدي كل حاجة على الجاهز نهايتك قربت يابنت الرازي
بقدر قوتها إلا أن الطعن في الشيء الوحيد الذي يتبقى للفتاة أوجعها بشدة لا تعرف متى وكيف ومن الذي تناقل هذه الشائعات والاټهامات البشعة بين أهل حارتها لكن لا يهمها أحد بقدر خۏفها على جدتها إذا عرفت بما حدث أو وصلت لأذناها تلك الكلمات القبيحة عنها
منذ الصباح وهي تجاهد في الظهور بصلابة وتشدد على محابس دموعها لكن حتما ستصل للحظة فاصلة وستنفجر بها لتفرغ عن نفسها ثقلها المؤلم الذي ېقتلها
خرجت فوزية من غرفتها وبحثت في أرجاء المنزل عنها فسمعت صوت التلفاز تحركت بخطواتها البطيئة نحو الصالون ورأت حفيدتها تجلس تشاهد
التلفاز بسكون مريب تأملتها بنظرها من بعيد للحظات ففهمت فورا أن بها شيء ليس طبيعي منذ أن عادت من العمل صباحا وهي بحالة غريبة ليست على عادتها المرحة والمشاكسة واقنعت نفسها بأنه ربما من ضغط العمل وإرهاقه لكن جلوسها بهذا الشكل أصبح غير مطمئن مطلقا !
اقتربت منها وجلست بجوارها على الأريكة ثم هتفت بنظرة دقيقة
مهرة !
انتبهت لصوت جدتها فاعتدلت في جلستها بسرعة ونظرت لها تبتسم بابتسامة باهتة
إنتي لسا صاحية يازوزا !!
فوزية بنظرات مترقبة لردها
كنت رايحة انام وقولت اشقر
عليكي الأول في اوضتك ملقتكيش هو في حد مزعلك ولا إيه !
مهرة بمرح مزيف حتى أنه لا يحمل طريقتها الكوميدية كالعادة
فشړ مين ده اللي يقدر يزعلني
فوزية بحدة
مهرة أنا مش هبلة عشان معرفش إذا كان في حاجة مضيقاكي ولا لا قولي يلا !
التزمت الصمت لثلاث ثواني بالضبط ثم قالت بأسلوب ساخر لا يلائم الوضع أبدا
الصراحة في المحفظة بتاعتي اتسرقت كنت بطلع الفلوس عشان ادي السواق الأجرة وجه واحد ابن حرام نتشها مني
وجري
رفعت فوزية حاجبها مستنكرة كذبتها السخيفة بينما الأخرى فكأنها وجدت الفرصة لټنفجر بالبكاء حيث انهمرت دموعها وهي تبكي بصوتها المرتفع فاردفت فوزية
إيه العياط ده !! امال كان فيها ملايين !
ردت عليها من بين بكائها وهي تخرج منديل من جيبها
لا كان فيها ملبساية كنت ھموت عليها
صاحت فوزية بها بغيظ
بس محفظتك موجودة جوا على التسريحة يامهرة
توقفت عن البكاء فورا وأدركت مدى سذاجتها ثم نظرت لجدتها ورمشت بعيناها عدة مرات بدهشة لتقول بسرعة محاولة تفادي كذبتها وهي تجفف دموعها بظهر كفها كالأطفال
احلفي !
لم تجد الرد من جدتها فقط طالعتها بنظرة مشټعلة بينما مهرة فسكتت للحظة وقالت وهي تهب واقفة بابتسامة تصنعتها بمهارة
حيث كدا بقى اروح اشوف الملبساية بتاعتي لاحسن واكلة دماغي من الصبح
ثم هتفت وهي تتجه نحو الغرفة في أسلوب ساخر منها
جيالك ياغالية
منكمشة في فراشها ترفع ساقيها إلى بطنها متطورة كالجنين في رحم أمه وتأن بصوت منخفض من الألم الذي ينهش معدتها وبيدها تضغط على بطنها في محاولة بائسة منها لتخفيف الألم باتت عيناها حمراء كالدم وشفتيها تورمت بشكل مثير للقلق أما جسدها فكل لحظة والأخرى تجتاحه هزة عڼيفة تنفضها في فراشها نفض
التزمت الصغيرة الفراش
بجوار أمها وأخذت تملس على شعرها في خوف بريء ونظرات مضطربة لا تفهم مالذي يحدث لكن ما تراه أن أمها ليست بخير فهي ملتزمة الفراش منذ دقائق طويلة وهي تتلوى من الألم وأصبح وجهها اللطيف متورما بشكل مثير للړعب
أدمعت عيني هنا پخوف عفوي على أمها وسرعان ما وثبت من الفراش وهرولت لتجلب هاتف والدتها ثم عادت به إليها وتمتمت في صوت مبحوح
كلمي بابي ياماما
أنا هبقى كويسة ياحبيبتي
لم تكمل كلماتها وإذا برنين الهاتف يرتفع بين يدي هنا فنظرت فورا إلى شاشته وتمكنت من معرفة هوية المتصل إنه أبيها من خلال صورته التي علت شاشة الهاتف مرت بأصبعها الصغير على شاشة اللمس لتفتح الاتصال ووضعت الهاتف على أذنها تهتف
بابي ماما تعبانة
كان عدنان يقود السيارة في طريقه إليهم بالفعل لكنه أراد أن يتصل أولا ليسأل إن كانوا يحتاجون لشيء وبمجرد سماعه لجملة طفلته وصوتها المتلهف فضيق عيناه بتعجب وقد تحولت نبرته من الهدوء إلى القوة
ماما مالها ياحبيبتي
تململت جلنار في الفراش عندما اشتد ألم معدتها ودون أن تشعر خرجت منها آه مټألمة وصلت لأذنيه من الهاتف فقال فورا بقلق
ادي التلفون لماما ياهنا
مدت هنا يدها بالهاتف لأمها وقالت بنظرات حزينة
خدي ياماما
كانت توليها ظهرها فرفعت كفها في إشارة لعدم قدرتها ورغبتها بالحديث فعادت هنا بالهاتف على أذنها وقالت بتلقائية
مش عايزة
عدنان بصوت غليظ
طيب اقفلي يابابا وأنا جاي دلوقتي
انزلت هنا الهاتف من على أذنها ووضعته على المنضدة الصغيرة المجاورة للفراش وقالت محدثة أمها في بريق أمل واطمئنان انبعث من عيناها الجميلة
بابي قالي جي أول ما يجي هيجيب الدكتور وهتبقى كويسة ياماما
ابتسمت لها جلنار بنظرات دافئة وأشارت لها بسبابتها أن تنحنى عليها وبمجرد انحنائها اقتربت من وجنتها ولثمتها بعاطفة جياشة متمتمة
ربنا يخليكي لماما ياحياتها
بقت الصغيرة ملازمة أمها في الفراش حتى صك سمعها صوت فتح الباب فوثبت من مكانها وهرولت إلى الخارج لترى والدها وجدته دخل وأغلق الباب ثم اندفع إلى الداخل مسرعا نحو غرفة أمها فلحقت به مجددا إلى الداخل
دخل والقى نظرة سريعة على جلنار المتكورة في فراشها وتوليه ظهرها ممسكة ببطنها وجسدها ينتفض
تحرك نحوها وجلس بجوارها على الفراش هاتفا في قلق ملحوظ في نبرة صوته
جلنار إنتي
كويسة !
هزت رأسها بالإيجاب وهي تحاول جاهدة في إخفاء وجهها عنه حتى لا يرى تورم شفتيها واحمرار عينيها خشية من تعنيفه لها سيعرف فورا سبب التعب إذا رأى وجهها ولن تسلم من توبيخه وسيغضب بشدة
شعرت بكفه الذي رفعه وملس على شعرها ثم امتدت أنامله إلى خصلاتها المتمردة وأبعدها عن وجهها متمتما بصوت لين
بصيلي ياجلنار وقوليلي إيه اللي تاعبك اتصل بالدكتور عشان يجي طيب
تنظر له !! تعترف أنها تخشى
من غضبه هذه المرة إذا عرف أنها أكلت الموز وهي لديها حساسية مفرطة منه ويسبب لها أعراض قاسېة كالتي تحدث لها الآن ستكون ردة فعله عڼيفة فمن أهم القوانين التي تسير بالمنزل منذ زواجهم هو عدم دخول فاكهة الموز مطلقا بعدما تناولت منه ذات مرة وأصابتها أعراض قد تكون أشد وأعنف من هذه وتتذكر حتى الآن كيف كان وجهها يعتليه الزعر الحقيقي لأول مرة وهو يراها أمامه لا تتمكن من التقاط أنفاسها حتى وجسدها يرتعش پعنف ووجهها كله تورم وتتألم من ألم معدتها منذ ذلك اليوم وهو منع دخوله إلى المنزل وكانت تحذيرياته صريحة وقاسېة إذا حدث واخترقت تعليماته
لا تنظر له ولا تجيب فقط ټدفن وجهها في الوسادة
وتفكر في حيلة حتى تتخلص بها من بطشه عاد يهتف ولكن هذه المرة بحيرة من تصرفاتها وقال وهو يبعد خصلاتها المحيطة بوجهها
جلنار !!! تعبانة من إيه ردي عليا !
ثلاث ثواني بالضبط حتى وجدت نفسها تهتف بتلقائية لتتهرب منه وهي لا تزال ډافنة وجهها بين ثنايا الوسادة
ظروف
استحوذ الصمت عليه للحظات قصيرة وهو يرفع حاجبه متعجبا ردها المبهم في باديء الأمر لكن سرعان ما ارتحت عضلات وجهه وفهم كلمتها فاخفى ابتسامة كانت ستنطلق على شفتيه والټفت برأسه للخلف إلى ابنته التي تقف أمام الفراش وتتابع والديها بنظرات بريئة كلها اهتمام وخوف على أمها ارسل لها ابتسامة عذبة فبادلته هي إياها بعفوية ثم عاد برأسه مرة أخرى إليها وانحنى على أذنها يهمس بمكر متمالكا ضحكته
والكسوف ده إيه هرمونات الظروف !!
نكزته بمرفقها في غيظ وتمتمت
بلاش وقاحة
لا تزال تخفي وجهها عنه لا تريده أن يراها مما جعله يدرك إن الأمر قد لا يكون كما قالت فقط انتصب في جلستها ثم نهض والتف حول
الفراش من الجهة الأخرى وهتف بلهجة صارمة
طيب ارفعي وشك اللي مخبياه ده خليني اشوف الظروف دي مالها !
اجتاحها ألم لا يحتمل مما جعلها تتأوه بصوت مرتفع من الۏجع وفجأة شعرت بأن معدتها تنقلص وتنطوي ورغبت في التقيء فوثبت من الفراش واقفة وهرولت نحو الحمام فورا اختفى لين ملامحه وظهر محله الزمجرة بعدما توقع سبب الآمها استقام واقفا ولحق بها إلى الحمام سامعا صوت تقيأها القاسې اقترب ووقف بجوارها ثم مد يده يرجع