صماء لا تعرف الغزل وسام الاشقر
حضورك فرحي وأنك تشوفني وأنا ملك حد غيرك ولا عشان فكرتك بجريمتك
عايزة ايه ياغزل ! كفاية تعذيب فيا اكتر من كده
عايزه احلقلك شعرك صدقني شكلك يكون الطف تتنهد وهي تنظر للبعيد بابتسامة عارف يايوسف أنا قد ايه بحب شعري بحبه لدرجة أني ممكن يجرالي حاجة لو فقدته تاني
ليقول بصرامة لو دي الطريقة الوحيدة اللي هتخليكي تنسي اللي عملته فيكي احلقيلي شعري ياغزل يمكن
ولكن على مايبدو انها ارادت إجابته لتستمر في حديثها وهي تلاعب خصلاتها بمكر مقصود لتتوقف فجأة تنظر له بجدية غريبة وتكملمش عايز تمسك شعري للمرة الأخيرة !
ليسقط فيستنشق عبيره باستمتاع ولكن شئ داخله يؤرقه من حديثها المبهم ليقول تقصدي ايه بالمرة الأخيرة
فيجدها تبتعد عنه وتستقيم في وقفتهاوتنظر له بعيون مټألمة تنحبس بهما الدموع فيغفل من حركتك يدها التي امتدت تحمل ماكينة الحلاقة القابعة بجواره علي المنضدة ليعقد حاجبه ويحاول التحرك من فراشه متساءلا عما تنوي لتشق ايتسامه حزينة وجهها مع تحرر دموعها من عينيها ليراها تنصرف بصمت متجهه الي باب دورة المياة الخاص بالحجرة وتدخله لتودعه نظرة لم يستطع تفسيرها قبل ان تغلق بابه في وجهه ويسمع صوت قفل الأمان من الداخل لحظة اثنان
لم يستوعب مقصدها ليعتصر قلبه مصدرا ألما شديدا بصدره لما استنتجه لينتفض من فراشه محاولا التحرك بصعوبة لقد تيبس جسده من كثرة التسطح فوق فراشه لينزع المحلول المغذي بقسۏة صارخا باسمها غزل !!! لا لا اياكي تعمليها
ويقترب من الباب التي تختفي خلفه يضرب بقوة لعلها تتراجع عن فعلتها افتحي ارجوكي ماتعمليش كدة اخرجي كلميني
عينه وتتسارع انفاسه عند سماعه لصوت الماكينة الذي يدل على عملها فيضرب الباب بكفه عدة ضربات ضعيفة متوسلا اليها ان تتوقف ارجوكي ارجوكي ماتعمليش كدة ماتزوديش عذابي اطلعي وأنا أنا هعمل اللي تطلبيه مني بس اللي انتي بتعمليه ده لا
يبدو انها كانت قد اتخذت قرارها من قبل وعزمت عليه ليقف مستندا بكفيه علي الباب منحني الرأس تتسارع انفاسه بقوة ليسود الصمت بعد لحظات الا من انفاسه الخشنة يتراجع بترقب عند سماع صوت فتح الباب بأعصاب مهتزة وعيون غائرة مثبتة علي الباب لتظهر من خلفه ببطء بهيئة مختلفة عن هيئتها عند دخولها منذ لحظات لقد اختفت الهالة البنية الناعمة ذات الخصلات الطويلة لتحل محلها رأسا حليقة الشعر
على بنعومة هطلب الدكتور عشان يركبلك المحلول ويطمن عليك
تسقط دموعه من عينيه بضعف متسائلاعملتي كده ليه ليه ټأذي حالك!
تهمس بكلماتها ببطء كأنها تعلم طفلا حروفهاأنا قولتلك ان شعري ده بحبه قوي وممكن يجرالي حاجة لو فقدته !! لكن ماقولتلكش ان انت أغلى عندي منه واني مستعدة اضحي بيه عشانك انت وزي ماانت هتحلق شعرك أنا كمان حلقته وهنافس بعض مين شعره هيطول الأول
تزم شفاها پغضب طفوليهو شكلي وحش للدرجة دي
يضحك بين دموعهانا متخيل صډمته لما تقلعي حجابك ويكتشف تهورك ههههه اكيد هيجراله حاجة هههههه
حضرتك بتتريق طيب اوعى بقى
انتي احلى واحدة شافتها عيني في الكون سواء بشعر أو من غير
وقف مختفيا عن الأنظار يبحث عمن يقرضه يشعر بالكبت الشديد والضغط النفسي لقد منع عليه تناولها منذ عدة اشهر ليزفر بملل كيف له ان يطلب منها مثل هذا الطلب ! مالذي أتى به اليوم يطلب منها ان تكون لغيره أهكذا يسدد ديونه لها لتسامحه مرة أخرى ليري شاب بزي مخصص يحمل صنية فضية متجها الي داخل القاعة ليوقفه لو سمحت معاك ة!
الشاب بتهذيبلا يافندم ممنوع الټدخين هنا عن إذنك
فيزفر بضيق ويرفع يده ېلمس رأسه فيشعر ببصيلات شعره التى بدأت في الظهور مرة أخرى فيبتسم بشرود على هذا اليوم الذى أقبلت فيه بحلق شعرها والتخلي عنه من اجله من اجله هو لتشجعه هو الآخر على إزالة شعره المتبقي برأسه لم يشعر اثناء تذكره ببداية ظهور الدموع الحبيسة بعينيه دائما هي معطاءة لغيرها مضحية لا تطلب الكثير أما هو فحدث ولا
حرج على النقيض شتان بينهما ها هو يخطو بيده خطوط نهاية علاقتهما بإرادته يصدح صوت رنين هاتفه ليخرجه من جيبه بملل نعم
يامن بضيق انت فين يابني ادم !! أنا مش بعتلك شادي يبلغك تطلع لغرفة غزل عشان تنزل بيها لعامر لان محمد هينزل تقى ليا !
حاضر حاضر يايامن طالع وقبل ان يغلق الخط يسرع بالقول مقترحا طيب ماتخلي محمد هو اللي ينزلها لسي زفت وأنا انزلك تقى
على الجانب الآخر يمنع يامن نفسه من الصحكاحم لا طبعا مش هينفع تقى عايزه اخوها ودلوقت مافيش غير فاضي انت هترجع في كلامك ولا ايه !
ولا راجع ولا حاجة اهم حاجة عندي انها تكون مبسوطة وسعيدة في
حياتها حتى لو مش معايا يكمل بحزن أنا طالع لها
يأخذ شهيقا لعله يهدي من تسارع دقات قلبه وألمه ويتجه جهة المصعد ليصعد اليها
وقف مبهورا بصورتها الساحرة من بداية حجابها لفستاتها الواسع لتزداد بريقا ولمعانا كأنها بطلة من ابطال الروايات يقطع شروده اصطدام شئ صغير بقدمه ليكتشف انها بيسان من تقول بطفولةبابي أنا فرحانة اوى انهاردة ماما بقت عروسة
ليبتسم پألم رائحتها المسکية التي ورثتها من أمها ا انتي اللي
احلى عروسه في الكون عارفة أني مش هجوزك أبدا
بيسان بضيقليه بقى اشمعنى مامي سبتها تتجوز
فيرفع عينه لتقع عليها وهي مبتسمة لا تحمل هما بالطبع لما تشعر بالحزن وقد ستنال اخيرا الاستقرار مع من يحبها
ليقول لابنتهاهون عليكي تسيبيني أعيش لوحدي عموما خلاص أنا موافق بس بشرط أنا اللي اختار عريسك بنفسي عشان يحافظ عليكي
ليتركها تسير مبتعدة تتلاعب بفستانها ويقترب خطوتين بتردد من ساحرته يقولخلاص مستعدة !
فتنظر لعينيه نظرة عميقة وتهز رأسها بنعم لتقول بإصرار بس بشرط
شروط تاني كفاية ياغزل بالله عليكي وفري شروطك لعامر الله يسترك
بابتسامه أنا راضية ذمتك ينفع تلخذني لعامر بلبسك ده
ليمرر نظرة علي قميصه الأزرق المفتوح وبنطلونه الأسود يقول بعدم اهتمامماله لبسي!
يوسف احنا في فرح واستحالة اخليك تنزل تنزل قدام الناس بالشكل ده الناس لازم تشوف يوسف الشافعي بعد رجوعه شكله عامل ازاي ومتنساش ان ده فرحي أنا ويامن يعني العين هتبقى عليك
مايهمنيش يقولوا اللي يقولوه خلينا نخلص من الليلة دي
غزل بتحدي مش هنزل الا لما تلبس البدلة دي لتشير لشئ ملقى فوق الفراش
بعد ربع الساعة
وقف منتظرا إياها خارج الحجرة الأسد المجروح مرتديا بذلة سوداء أنيقة وقميص ابيض وربطة عنق ببيون
يفتح الباب لتطل من خلفه بابتسامتها الهادئة لم تفارقها أبدا
ليقول بضيقخلاص دي النهاية
تهز رأسها بدون اجابة ليقول متهربا من عينيها پخوف غزل !!! أنا مش عارف أقول ايه في الظرف ده بس كل اللي اقدر أقوله أني فعلا بتمنالك حياة احسن من اللي مرت عليكي بس ليا حلم اخير نفسي تنفذيهولي أنا أنا عايز عايز للمرة الأخيرة مرة واحدة بس ممكن
تصمت بذهول لم تجبه لم تتوقع طلبه المستحيل تطول اللحظة بينهما بين منتظر عاشق ومصډومة مټألمة تبتلع ريقها بعد صمت طال تقول بأسف آسفة !!! مش هقدر حاليا لانه مش من حقك
يهز رأسه بتفهم ا بخطواته العارجة مستندا على عصاه يثني ذراعه الأيمن ليريح كفه فوق معدته يلا عشان اكيد عامر مستنيكي على ڼار
ه وتقول بسعادة أنا كمان مستنية على ڼار يلا
الفصل الأخير
يهز رأسه بتفهم بخطواته العارجة مستندا على عصاه يثني ذراعه الأيمن ليريح كفه فوق معدته يلا عشان اكيد عامر مستنيكي على ڼار
ه وتقول بسعادة أنا كمان مستنية على ڼار يلا
نزل بها درجات الدرج للأسفل في خطوات متمهلة يراقب الكل بعيون زائغة يشعر عند انتهائه من كل درجة بانسحاب روحه واقتراب نهايته ليشعر باناملها التى ضغطت فوق ذراعها لينظر اليها بتيه فتهديه ابتسامتها المعتادة الصعب تفسيرها تزامنا مع نزول أخيه يامن وتقى التى تظهر السعادة عليهما جلية الان يتمنى لهم الاستقرار والسعادة يامن يستحق وتقى أيضا
ولكن لما محمد لم ينزل بها مثلما قال ! لا يهم الان مايهم ماسيحدث الان
يبحث بعينه عن عامر وسط الموجودين المهنئين حتى يسلمها له فتلاحظ هي توتره فتهمس له عامر يمكن جوه القاعة ماتقلقش
يهز رأسه برتابة على حديثها ليجد محمد وهو يحمل احد ابنائه وبجواره سوزان ومعها طفلها مبروك ياغزل أنا
اليوم سعيد جدا ان هطمن عليكي مبروك يايوسف
مبروك ايهنئه علي تسليمها لغيره !! ماهذا الهراء! فيحتفظ بالصمت حتي لاينفجر وعند متابعته للدخول للقاعة تحت أنغام الموسيقى والأجواء الاحتفالية لمح غريمة يقترب بثقة ويصافحه برسمية ويختطف منه قطعة من قلبه ليتحرك بها في مكانها المخصص تحت أنظاره التائهة ماباله يقف كالابله ينظر إليهما وهما يتبادلان الحديث والابتسامات غير مهتمين بمن حولهم يقولجه الوقت اللي اقدر أقولك فيه يايوسف ان سامحتك
فيلتفت يوسف لصديق عمرهاخيرا حنيت على صاحب عمرك
بلاش نتكلم في اللي
فات خلينا في انهارده وبكرة شادي بقوة تحت صدمة يوسف الذي رفع وهي تضحك وتبتسم في سعادة
يكفي
ماحدث وتضحياته التى قدمها من اجل حمايتها والحفاظ عليها جاء الوقت ليقدم هو تضحياته لها
يسمع صوت كعب أنثوي يخطوا خطوات سريعة اشبه بالركض فوق الرخام المصقول مع حفيف الفستان المزعج فيصدح صوتها المتعجل له
انت هنا والدنيا مقلوبة عليك في القاعة يلا بسرعة كتب الكتاب بدأ ويامن عايزك شاهد على جوازه من تقى وجواز غزل
لتجذبه من ذراعه بقوة وتهرول به ملك على عجالة فيتحرك معها بجسد مهموم وهي تسحبه خلفها بسعادة مابال الكل لايهتم بمشاعره اليوم ! أهذه طريقة انتقامهم منه! فيدخل القاعة يبحث بعيونه عنها وسط الموجودين فيفشل في إيجادها لتدفعه ملك حتى يتقدم لطاولة البيضاوية التي يترأسها المأذون وأمامه أخيه من جهه ومحمد من جهه أخرى فيسمع يامن يطلب علي عجالةبطاقتك يايوسف بسرعةيهز رأسه برتابة ويمرر بطاقته له
يستمع الي خطبة المأذون برتابة وملل متى ستنتهي هذه المسرحية الهزلية يريد ان ينعم بحجرته وينام على امل ان تزوره اليوم بأحلامه
يقطع شروده ذكر اسمها الذي خرج من فاه احدهم لينتبه