رواية تمرد عاشقة
مدوى وألغى تمرين الأولاد وأمر الأطفال بالذهاب إلى غرفتهم واستدار يخرج يستنشق الهواء بحديقة فيلته أمام حمام السباحة
نظرت إليه نيرة وزمت شفتيها پغضب طفولي واستوقفته وهى تهتف بتذمر طفلة تعشق والداتها
حضرتك زعلت مامي ليه وكانت بټعيط
هتف بصوت عالي وعصبية أرعبتها
ملكيش دعوة بكلام الكبار يلا على أوضتك
خديهم على فوق يلا
نظر إليه علي وهو يهتف بضيق
أنا مش هناقش حضرتك دلوقتي ومسد على أخته وانصرف مع المربية
وقف عمير يتطلع لاثارهم متخصر يده بين جانبيه يجز على أنيابه من فرط غيظه تصاعدت أنفاسه ثم غير وجهته وذهب إلى صالة الجيم التي صممها لكي يمارس رياضته المفضلة ويفرغ كل انفعلاته في الملاكمة لكي يسيطر على غضبه حتى لا يذهب ويكسر عظامها لتذكره جراح الماضي
قصر علي الخولي
في الوقت نفسه كانت الأجواء مختلفة في قصر الحاج علي الخولي نسوة العائلة يتجمعن في المطبخ يحضرن أشهى المأكولات التي تحبها أفراد العائلة وبخاصة الأطفال
أنا خلصت كل الحلويات اللي طلبتيها مني يا مرات عمي وتقدمت من الحاجة
سيدة اتفضلي قوليلي فيه حاجة ناقصة
تقدمت الحاجة سيدة ونظرت بسعادة إلى الطاولة قائلة
لا كدة زي الفل أوي تسلم إيدك روحي شوفي مرات أخوكي خلصت تجهيز التربيزات في الجنينة ولا لسة
وخلي أمك تنزل تقعد معانا شوية يمكن تفك عن نفسها وتشد حيلها
حاضر وهي تستعد للخروج من غرفة المطبخ سألتها ما شوفتيش ملك ومالك
ملك ومالك التؤام البكرى ل علا ومجدي أول أحفاد لعائلة الخولى
أجابتها سيده
بعت ملك للحاجة نيرة تشوفها طلعت ليه و مالك مع كريم في الجنينة
ردت علا
تمام أنا هروح أستنى علي حفيدك أصل لو المدرب وصل قبل منه و تاج واقفة تتكلم معاه مش بعيد يمنع تاج من التدريب مش هو مفعوص بس إيه حمش ولا شاب عنده عشرين سنة وبتضحك والمفعوصة آخر العنقود اللي جننتني
الله أكبر إنتي هتحسدي حفيدي أوعي كدة خليني أروح أرقيه من عينك أنت شكلك إتجننتي وتركتهم وانصرفت
تاج الأبنه الصغرى ل علا و مجدى وآخر العنقود لأحفاد الخولى
اقتربت سلوى من علا وهي تأكل بعضا من الخضراوات مندهشة من تصرفات علا قالت
إنتي بتضحكي ! ده علي ناقص بس يحدد لبنتك تتنفس كام نفس في اليوم
الحقي يا سلوى وإنتي يا علا علي ماسك تاج وپيتخانق معاها عشان لابسة مايوه وهي بټعيط و كريم مقعد نيرة على المرجيحة مش عايزها تسلم على حد وماسكة دموعها بالعافية
ضحكوا جميعهم بصوت عال وتكلمت علا بسعادة
أنا بحب علي أوي هو ده اللي عايزة
أجوزه بنتي وأنا مطمنة عليها معاه بس يا ريت يفضل يحبها كدة لحد ما يكبر قالتها وهي تخرج من غرفة المطبخ
ابتسمت سلوى برضا من أفعال علي التي تشبه أفعال ابنها كريم الذي يكبره بعامين ويرث صفات عمه عمير ووالده يوسف في أغلب الطباع وحدثت نفسها ودموعها تنهمر على وجنتيها
كان نفسي يبقى عندي بنت كمان بدل ما كريم وحيد كان نفسي يبقى عندي أولاد كتير عشان أسعد يوسف وميحسش إن
فيه حاجة ناقصة
تقدمت سلوى من علا ويرتسم على وجهها ابتسامة سمجة وهي تشاهدهم من بعيد وقالت
لا أنا رأيي تروحي تخطبيه من عمير و فيروز وعلى رأي المثل أخطب لبنتك ولا تخطب لابنك وأنا كدة كدة هروح أخطب نيرة تيجي معايا في كرسي فاضي جنبي في الصف وبتغمز بعينها وتضحك
ردت علا بكل سعادة
هو أنا أطول أجوز بنتي لابن عمير و فيروز بس لولا المشاكل اللي بينا كنت
خطبته منهم لما تيجي تروحي إبقي قوليلي عشان نفرح بيهم في ليلة واحدة وأكملا بضحك على تصرفات أبنائهم
ضحكت هالة ورفعت يدها إلى السماء
أنا الحمد لله ارتحت من عليتكم دي وبنتي عاقلة وربنا تاب علينا منكم
وتركتهم ودلفت إلى القصر وهي تضحك
صمتوا عندما سمعوا صوت علي يتكلم بعصبية وصوت عالي كتقليد منه لوالده
إطلعي غيري المايوه ده حالا قبل المدرب ما ييجي على ما أسلم على جدو علي الكبير وتيتة نيرة تكوني غيرتي وبقيتي قدامي
شوفي يا مامي علي بيشخط فيا إزاي أنا هروح أغير المايوه عشان ميزعلش مني تاني وتركتهم وذهبت
ظل علي يتابعها حتى اختفت من أمامه تقدم من جده وألقى عليه التحية وأمسك يده وقبلها باحترام وهتف
إزي حضرتك يا جدو وإزي صحتك
وأكمل بمشاغبة
مستعد عشان نصلي الجمعة في المسجد الكبير اللي في أول المدينة وهنروح مۏتو رجل ولا بالعربية
رد عليه جده بحب
طبعا يا بطلي موتورجل
مد علي يده وأمسكها وأعطى له عكازه لكي يوصله إلى غرفته خرجت الحاجة سيدة وفي يديها صينية بها الطعام الذي يحبه الأطفال رأت نيرة تجلس على الأرجوحة فذهبت إليها تسألها بقلق
إنتي قاعدة كدة ليه يا نيرة القلب وصمتت على صوت كريم الذي تحدث بانفعال مفرط وصوت عالي
مالك يا سوسو ليه بقيتي تنسي كتير
واقترب منها
هو أنا مش طلبت من حضرتك بلاش تقول لها يا نيرة القلب ! أنا بس اللي أقول لها الاسم ده
ضحكت الحاجة سيدة كثيرا على كلام وتصرفات أحفادها التي فاقت عقلها وعزمت على توبيخه وهتفت
أنت مالك دي حفيدتي أناديها بالاسم اللي أحبه وبعدين تعالى هنا أنت مقعدها كدة ليه هي جاية تقعد
معانا ولا تقعد معاك أنت يا ولد
انفعل كريم من قبضة جدته لأذنه فتكلم بصوت عالي وهو يمسك يديها
سوسو لو سمحتي إنتي كدة بتقللي مني قدامها وإنتي كمان بتضحكي ده أنا هموتك يا نيرة القلب عجبك كدة يا سوسو
وابتعد عنها
اتفضلي خليكي في تجهيز الغدا زمان بابا على وصول من السفر وأشار إلى باب قصره الداخلي
عارفة يا تيتة الباب اللي هناك ده ادخلي جوه شوفي شغلك اتفضلي اتفضلي وحفيدتك مسؤولة مني ومن الآخر تخصني مش كدة يا مالك
ينظر إليهم مالك بهدوء وهو يحضر مباراة على الحاسوب النقال ومن ثم لم يعطيهم اهتماما لحديثهم لكنه تحدث بقوله
كريم من مصلحتك أنت و علي متكلموش عشان هخلي تيتة تعاقبكم
تحدثت الحجة سيده
أنت العاقل اللي في العيلة
فقال كريم
هو إحنا فينا من الندالة دي ماشي حسابك معايا متنساش إني أكبر منك
نظرت الحجة سيدة إلى كريم وضحكت
أخرس يا ولد ده أنت ليك معايا حساب منيل ومش هجيبلك هدية في حفلة نجاحكم السنادي أنت بالذات خلي لسانك الطويل ينفعك
اقترب كريم منها
أنا يا سوسو واقف معاكي هتجيبيلي موتسكل ريس بقى وقبلها من يديها أنا قاعد أهو مليش في جو الحبيبة ده
ابتسمت الحجة سيدة بحب
هفكر في حكاية ريس دي بعدين بس أنت يا مالك العاقل اللي في المجانين