سقر عشقي چحيم الفراق بقلم سارة مجدي ج٣ ونس
يخطف كل من ينظر إليها وملامحها المحددة وكأنها رسمت بريشة فنان موهوب لكنها مجرد خادمة آآ من الممكن أن يكون أخيها قد وقع في فخها شعرت بالضيق من مجرد التفكير لكن موقف أخيها الأن ليس له تفسير غير هذا.. أنتبهت من أفكارها على صوته حين قال ونس
صمت لثوان لكن نظرة الڠضب في عينيه قد أختفت وأختفت عروق وجهه التي كانت تبرز بقوة. ليقول من جديد انا أديم الصواف
بكرة علشان ترجعي شغلك
صمت لثوان لكن في تلك الثوان القليلة تقلبت ملامحة بين الإنتظار والضيق. ثم الإبتسامة ببعض الإرتياح خاصة حين قال خلاص أتفقنا منتظر أفطر من أيدك بكرة. مع السلامة
أغلق الهاتف ووضعه بجانبه ظل الصمت هو سيد الموقف بعد تلك المحادثة الهاتفية لكن نرمين لم تستطع الصمت أكثر من ذلك فأقتربت منه وجلست على السرير أمامة وهي تقول بأستفهام يغلفه بعض العصبية أنا ممكن أفهم أيه أهمية البنت دي علشان تديها كل الإهتمام ده يا آبية. دي مجرد خدامة حاتم حس أنها مش مريحة فمشاها
صمت لثوان لكن نظراته الحادة لم تهدء لحظة لكنه أكمل قائلا بقوة ثم مين سمح ليكي أو لحاتم أنكم تأمروا وتنهوا في بيتي ده مش قصر الصواف ده بيت أديم وأنا الوحيد إللي ليا الحق أني أقرر مين يقعد فيه ومين يمشي
ظل صامت لعدة ثوان حتى شعرت أن قلبها قد سقط في قدميها لكنه قال بهدوء ده بيت أخوكي يا نرمين يعني بيتك وأهلا بيكي في أي وقت. لكن
لكن!
رددت خلفه پصدمه. ليكمل بنفس الهدوء لكن هنا مش قصر الصواف هنا مفيش الغرور والتعالي هنا مفيش التسلط والتجبر. لازم تبقى عارفه أني مش هقبل منك أي معاملة سيئة ل ونس ومش معنى أن ظروفها حكمت عليها أنها تشتغل في البيوت ده يدينا الحق أننا ندوس عليها بجزمتنا بالعكس إحنا لازم نحترمها ونحترم مجهودها وتعبها ده
في أمر طارق أو حتي يهتم لصحته جحظت عيونها پصدمة وإدراك حين أكمل كلماته قائلا تخيلي كده يا نرمين لو أنك مش من عيله الصواف. وكنت من عيلة فقيرة. وعندك أخوات محتاجين أكل وشرب وعلاج. وأب أو أم تعبانين ومحتاجين علاج كنت هتعملي أيه ولو حكمت عليكي الظروف أنك تشتغلي في البيوت أو عند حد تحبي الناس تعاملك إزاي
أبتسمت أبتسامة صغيرة وهي تومأ بنعم. وغادرت الغرفة
يجلس في مكتبه بالشركة ينفخ پغضب أن كل مخططاته تفشل ولا يفهم السبب أنه يحكم الخطة جيدا من جميع الجهات ولكن دائما يحدث شيء ما.
عليه أن يجد حل جديد عليه أن يفكر في خطه جديدة. هو لن يتنازل
عن كل أحلامه أبدا وسيحقق أنتقامة مهما تطلب الأمر. وإن وصل الأمر إلى القټل فهو لن يتردد لحظة.. أنتبه لصوت هاتفه وذلك الأسم المميز الذي ينير شاشته الأن. هل هناك أخبار جديدة. أجاب سريعا ليصله صوتها الأنثوي الجميل. ليبتسم وهو يسمع ما تخبره به. ثم أغلق الهاتف وهو يقول واضح أن كفة الميزان بدأت تعتدل من جديد
ليقف وتوجه إلى النافذة الزجاجية الكبيرة ينظر أمامة بسعادة وهو يقول لنفسه بتمني قريب أوي يا أديم هشوفك مذلول وهشفي غليلي منك ورحمة أبويا لتجوزك يا نرمين. وبكره تشوفي طارق الصواف هيعمل فيكي أيه
أغلق الحقيبه
ووضعها جوار الأخرى بجوار الباب ونظر إليها من جديد مازالت نائمة. لقد أتصل بمراد يسأله عن تلك الحاله وأخبره بحتمالية أصباتها بالأكتئاب ونصحه بالبعد قليلا عن القصر وأن يذهب بها إلى مكان هادئ ويحاول التحدث معها فيما يضايقها ويحاول أن يجد حلول. وأذا فشل في ذلك فعليه أن يلجئ لطبيب نفسي لذلك أخذ القرار دون تردد ولو للحظة. أتصل بأحدى المنتجعات وحجز غرفه هناك. وجهز الحقائب ولم يتبقى إلا إستيقاظها.. أقترب منها وجلس بجانبها وهو يهمس بأسمها يداعب بيدية خصلات شعرها المقصوصه بعشوائية يشعر بغصه قوية بقلبه لكن عليه أن يكون قوي حتى يستطيع أن يحل تلك المسأله وعليه أيضا أن يجد حل لكل ما حدث بينهم
تجلس في مكانها المعتاد تضع قدم فوق الأخرى من يراها يشعر أن تلك السيدة لا تحمل هموم ولا يعمل عقلها الأن ك طبول الحړب بلا هواده وإن بداخلها براكين من ڼار لو خرجت حممها لحړقت الأخضر واليابس ولم تبقي على أحد
أقتربت كاميليا من مكان جلوسها وقالت بصوت هادىء هي نرمين لسه مرجعتش من عند أديم
لم تجيبها شاهيناز بأي شيء هي في الأساس لا تعطيها أهميه كبيرة الأن الأهم نرمين وطارق ووقوف نرمين أمامها بتحدي بل وتحتمي بأخيها وتلجىء لبيته في رساله واضحه يالتهديد وقدرتها على ترك قصر الصواف..قطبت كاميليا حاجبيها باندهاش لكنها أيضا شعرت بالخۏف فصمت شاهيناز السلحدار يعني أن هناك كارثه كبيرة سوف تحدث وإن هناك حرب تدق طبولها الأن.. وبدايتها الأن حين رأت حاتم ينزل درجات السلم يضم سالي التي يبدوا عليها التعب وخلفهم إحدى الخادمات وبين يديها حقائب.. لتقف شاهيناز تنظر إليهم باندهاش وقالت باستفهام على فين ان شاء الله
مسافرين يومين
أجابها حاتم بهدوء شديد لتقول هي بغرور موجهه حديثها للخادمة رجعي الشنط دي مفيش حد مسافر
ليقطب حاتم حاجبيه وأشار للفتاة أن تقف مكانها وقال پغضب حضرتك بأي حق بتمنعيني أني اسافر أنا ومراتي
مراتك دي بنتي وليا الحق أني أمنعك تاخدها
أجابته بغرور وأنف مرفوع ليبتسم
إبتسامة متسليه وأجلس سالي على الكرسي القريب ثم أقترب من شاهيناز وقال بقوة حضرتك أمها اه ليكي حق عليها اه لكن إن يكون ليكي سلطه تقدري بيها تمنعيني أني أخد مراتي أي مكان معتقدش
صمت لثوان ثم قال بإقرار في الحقيقة أنا وهي كنا هنسافر يومين نغير جو ونرجع بس دلوقتي إحنا هنسافر نغير جو وهنرجع على بيتنا الخاص ما هو إللي حضرتك متعرفيهوش أن الست مكانها مع جوزها مكان ما يكون
أنا إللي جوزتهالك يا حاتم ولا نسيت هي لا كانت بتحبك ولا بطيقك
واجهته بقوه مشابه وصوت عالي ليبتسم من جديد وهو يقول المهم النتيجة يا شاهيناز هانم والنتيجة أنها مراتي دلوقتي ومكان أنا ما أكون هي هتكون وحضرتك ملكيش دخل ولا صلاحيه ولا مكان بينا غير إنك والدتها وبس
عدل وضعية الجاكيت وأغلق السحاب الخاص به وعاد يمسك بسالي التي كانت صامته تماما وغادر القصر أمام عيون شاهيناز التي تشتعل الأن بنيران الڠضب والحقد.. لتقترب كاميليا منها تقول بمهادنه بعد إن وضعت يدها فوق يد شاهيناز يومين وهيرجعوا شكل سالي تعبانه ومحتاجه تغير جو
لتنفض شاهيناز يد كاميليا عن يدها وهي تقول متبقاش آلا أنت كمان علشان تديني نصايح وتقولي أعمل أيه ومعملش أيه
وتركتها وصعدت إلى غرفتها لتنحدر دموع كاميليا پقهر وهي تفكر أن لا مكان لها هنا ذلك القصر لا يريدها وهي أيضا لا تريده ولا تريد سكانه
كان يغلي ڠضبا من الداخل لكنه هادىء تماما من الخارج لكن من داخله ڼار حارقه تأكل قلبه وتلتهم روحه يعلم أن صديقه يتصل به من أجل تلك الفتاة فقد أرسلت نرمين رسالة تخبره بما حدث ليفتح أحد تطبيقات التواصل وأرسل رسالة صوتيه وأغلق الهاتف تماما بعدها فهو لن يشغل عقله بأي شخص الأن هي فقط المهم والأهم هي كل خطوطه الحمراء التي تخطتها الدنيا معه..منذ أول خيوط النهار وهو مستيقظ ينتظرها لا يعلم لماذا يشعر بهذا الشعور أنه يشتاق إليها نظراتها البريئة وجهها المليح وخصلات شعرها الغجريه التي تزين وجهها بشكل يجعل عينيه لا تستطيع
النظر لشيء
آخر غيره هل ما شعر به هو فقط شفقه أم أن هناك شيء آخر لا يستطيع
تفسيره حتى لنفسه.. نظر إلى هاتفه للمره الذي لا يعلم عددها حتى يعرف كم الساعه حين وصلته رسالة من حاتم قطب جبينه بضيق وهو يفتحها ليصله صوت حاتم يقول عرفت إنك عايز تولع فيا بجاز بس مش مهم أنا عملت إللي شوفته صح وقتها على العموم أنا سافرت أنا وسالي ومش عارف هرجع أمتى وكمان أتخانقت مع شاهيناز هانم أنا هقفل تليفوني وتليفون سالي متقلقش من وقت للتاني هبعتلك أطمنك علينا وأدعيلي يا أديم لأني محتاج دعواتك حقيقي
لتزداد تقطيبه حاجبي أديم بقلق لكنه يثق في حاتم ..أنشغل عقله بالتفكير في كلمات حاتم حتى أستمع لقرع جرس الباب ليغادر سريره بشوق رغم إحساسه بالداور إلا أنه يريد أن يفتح لها الباب.. خرجت نرمين من غرفتها حين سمعت جرس الباب ورأت إبتسمت حين وجدته ينظر إليها بابتسامة واسعه وقال ببعض اللوم أتاخرتي أوي يا ونس وأنا جعان أوي
لتدلف إلي الشقه بعد أن أبتعد هو خطوتان للخلف وهي تقول أنا آسفه يا باشمهندس حالا هجهز لحضرتك أحلى فطار
وتوجهت إلى المطبخ ليغلق هو الباب وعاد ينظر إلى مدخل المطبخ وهو يبتسم وكانت نرمين تتابع ما يحدث من ممر الغرف ببعض الإندهاش والصدمة ومن داخلها تتأكد أن حاتم كان معه حق حين طردها وعليها أن تبحث خلفها وفي تلك اللحظة أخذت قرارها أنها لن تعود للقصر الأن
طوال الطريق وهي صامته تنظر إلى الأمام تشعر بالاندهاش