ضروب العشق ندا محمود
يعني المرة دي أنا وأبوكي اللي اخترنا مش إنتي واختيارنا هيبقى في محله اطمني
هي تثق مثلهم أنه رجل يمكن لأي امرأة أن تتمناه ولكنها ارتكبت چريمة بشعة في حقها وحقه حين قبلت الزواج به وعقلها وقلبها ملكا لرجل آخر وستأخذ من زواجها منه اڼتقام وصفقة لكي ترضي به كرامتها التي بعثرها خطيبها السابق هي تعلم أن الأمور ستصل لنقطة صعبة إن تم زواجهم وهو علم بسبب زواجها منه ولكن الحقيقة أن
منزل ضحم وغرفة واسعة ذات الوان رجولية صارمة حيث أن الخزانة من اللون الأسود وكذلك الفراش أما الحائط الأبيض فكان هو الشيء الوحيد المبهج في هذه الغرفة الذي كل شيء فيها أسود وبالرغم من كآبة الغرفة إلا أن الأسود أعطاها لمسة عظمة وفخامة
وكان حسن مستلقي على فراشه العريض ويعقد ذراعيه أسفل رأسه يحدق في السقف بشرود فأن لعڼته ترفض الرحيل عنه وهو عجز ويأس أمام محاولاته للتخلص من لعڼة هذا العشق الملوث والملطخ بالكذب والخداع ليته لم يقابلها قط ولم ينصاع خلف قلبه مسبب المتاعب له ليته أبى الخضوع لها وانسحب من هذا العلاقة قبل أن يخرج خاسرا ولكنه أصر على الاستمرار بها وهذا هو ما حصده من علاقة حب فاشلة حصد الخداع والكذب والاستغلال
حاجبيه باستغراب وجعل يطرح سؤال واحد من الذي يعرف أنني هنا لم يدم تعجبه كثيرا حيث هب واقفا والتقط قميصه وارتداه دون أن يغلق ازراره واتجه نحو الباب وفتحه بقوة ففوجئ بمن كانت تشغل تفكيره للتو أما هي فحدقت بمظهره العلوي وبقميصه المفتوح الذي يبرز عضلات بطنه وصدره ورفعت نظرها له بشيء من الدهشة بعد أن ظنت أنه بصحبة فتاة بالداخل قرأ أفكارها من نظراتها وتأفف بخنق قائلا
وشك تاني صح ولا لا
تجاهلت لهجته القاسېة ونظرته
الڼارية وحاولت اختراقه لتنظر داخل المنزل حتى تتأكد من شكوكها فأجابها هو بحدة امتزجت بنظرة وضيعة ولئيمة
مفيش حد جوا بس لو إنتي حابة معنديش مانع بما إنك جاية بيت راجل عازب في الساعة دي
حسن بلاش تتكلم بالاسلوب ده ارجوك إنت عارف إني بيتي قريب جدا من هنا وأنا جيت اتكلم معاك شوية وكنت متأكدة إني هلاقيك هنا النهردا لإن النهردا عيد ميلادي وإنت كنت بتجبني
ضړب بكفة يده على جبهته وتصنع النسيان والضيق
اووووه هو النهردا عيد ميلادك نسيت خالص للأسف وزي ما إنتي شايفة مفيش حفلة ولا حاجة أصل أنا مبقتش اعترف بأعياد الميلاد دي
تشربت سخريته منها وقسوته وقالت بأعين دامعة
طيب ممكن ادخل هنتكلم خمس دقايق وبعدين همشي
أنا مخدعتكش زي ما إنت فاهم أنا عمري ما بصيت لفلوسك ولا مالك أنا كنت بحبك فعلا ياحسن اللي حصل إني سمعت إنك ناوي تخطب واحدة غيري وتخدعني فسعتها حسيت إن إنت اللي خدعتني وقررت إني كمان انتقم منك ولما جيت وقولتلك الكلام ده كنت بقوله عشان انتقم منك وانهي كل حاجة بينا لكن والله ما خدعتك زي ما أنت فاهم
واللي قالك اني خدعتك نسي يقولك إني مش عبيط عشان تاجي تألفي عليا قصة وأنا هندهش واندم وأقولك اوووه أنا آسف ياحبيبتي ظلمتك سامحيني وانزل ابوس رجلك عشان تسامحيني لا مليش في شغل الروايات والمسلسلات ده احنا في الواقع والواقع بيقول إن اللي اتكسر مش بيتصلح
قالت مسرعة وهي تكمل كذبتها السخيفة ولكنها تتقنها باحترافية
أنا مش بكدب عليك صدقني ياحسن
جلس بإياريحية أكثر على مقعده
أنا ممكن انسى اللي حصل ونبقى أنا وإنتي حبايب وزي السمنة على العسل لأن الصراحة أنا خلاص شطبت مبقيش عندي صنف الجواز و الحب والكلام الفارغ ده أنا بخش على التقيل علطول فلو حابة يبقى زي الفل ونبدأ من الليلة دي كمان وأهو نحتفل بعيد ميلادك ومتقلقيش هتطلعي الصبح بقرشين حلوين
فغرت شفتيها وعيناها بذهول واستقامت وهي تقول پغضب
أنا عارفة إنك بتقول كدا عشان ټعصبني وتخليني امشي واكرهك بس خليك فاهم ياحسن إني لآخر نفس فيا هفضل أحاول إني أخليك تسامحني
ثم استدارت وانصرفت من المنزل بأكمله وتركته كما هو ساكن بمقعده ولكنه يضغط على قبضة يده پعنف ويجز على أسنانه بقوة في غيظ فمازالت تحاول خداعه هذه الشيطانة مازالت تحاول التلاعب مشاعره فقط لأنها تعلم أنها لا تزال تعيش في صميمه !!
مع صباح يوم جديد حافل بالمفاجآت والأحداث الدسمة
كان كرم يجلس في أحد المقاهي يحتسى قهوته بشرود ووجه منطفئ فصورة صديقه لا تفارق مخيلته وفي كل لحظة يتذكر موقف مختلف لهم مع بعض فتزداد الڼار المشټعلة في
صدره اشتعالا جذبه من شروده جلوس شفق أمامه وهي تقول بصوتها الرقيق
صباح الخير أنا آسفة خليتك تطلع بدري كدا من البيت بس مفيش وقت ينفع غير دلوقتي لإن خليت أم مصطفي جيراني تقعد مع ماما لغاية ما آجي وهي شوية كدا بيبقى معاها شغل و
قاطعها مبتسما بنبرة رخيمة ونظرة طبعت بصمتها عليها
في إيه ياشفق هو أنا اشتكيت !! ليه ده كله !
أطرقت ارضا خجلة وهمست بصوت يكاد لا يسمع
أنا آسفة بس خۏفت تكون اضايقت فحبيت ابررلك موقفي
لا زال يبتسم عليها ثم حاول أن يخفي ابتسامته تدريجيا وقال بجدية
هااا قوليلي بقى مين اللي بيضايقك وإيه موضوع الصورة دي
تنهدت بقوة وحاولت استجماع قواها لتسرد له القصة منذ بدايتها كان
الأمر صعبا ومرهقا للأعصاب ففكرة أنها تجلس مع رجل لا تعرف عنه سوى أنه صديق أخيها الحميم كانت مربكة في حد ذاتها ولكنها مرغمة لعله يخرجها من وحلها ويساعدها فهو الآن أملها الوحيد
أجفلت نظرها عنه وبدأت تسرد بتوتر واضح كالآتي
الموضوع بدأ يوم لما سافر سيف الله يرحمه للمأمورية دي في نفس اليوم أنا كان عندي وحدة صحبتي منها لله أعرفها
من زمان جدا سنين يعني فهي جاتلي بليل وكانت جايبة معاها هدوم قالتلي إنها اشترتها جديد والهدوم كانت مش كويسة لبنت تلبسها في البيت حتى لو هي معهاش اخوات أولاد وطلبت مني اقيسها
وأنا رفضت رفضا قطعا إني البسها أصلا وبعدين وافقت قولت مفيهاش حاجة لنا قالتلي أنها عايزة تشوفها عليا وبعد ما لبستها لقيتها عايزة تصورني فزعقتلها وقتها وبرضوا فضلت تحاول معايا لغاية ما وافقت لما قالتلي هتوريها لمامتها وتمسحها فورا ومامتها أنا عارفها كويس أوي وهي عارفاني وعارفة ماما وأنا الحقيقة كنت واثقة فيها قولت ظي صحبتي ومستحيل تعمل حاجة تأذيني وبعدها بيومين لقيت رقم غريب باعتلي صوري دي واتصل وبيا
وابتزني بيها إني لو مقابلتهوش هينشر صوري على النت فأنا حاولت اخوفه بأن اخويا ظابط بس مأثرش فيه فاضطريت اروح أقابله وكان المكان مهجور ومخيف وكان بليل وبعديها علطول أنا روحت لبيت صحبتي دي لقيت مامتها بتقولي إنها سافرت لجدها وجدتها ولما سألتها هي ورتها صور ليا ولا لا قالتلي لا و
همت بأن تستكمل سردها ولكنه قاطعها بنظرة مندهشة وحازمة
روحتي بيته !!!!!!
فهمت ما يدور في مخيلته فقالت مسرعة بخجل
لا لا مفيش حاجة أنا مدخلتش حتى وقفت على الباب بس ومتخطتش الخمس دقايق وقعد يقول كلام قذر كدا إنه
توقفت فجأة ولم تتمكن من تكملة ما قاله هذا الوغد فقد كانت كلامته تعبر عن مبتغاه القذر منها عادت تتحدث من جديد قائلة
ما علينا مش شرط هو قال إيه المهم إنه مقدرش يقربلي وأنا مشيت فورا والصورة دي هو فيها مسك إيدي لما كنت عايزة امشي وحد شكله صورها بزاوية جابت الصورة بالشكل اللي شوفتها واللي استنتجته بعد اللي حصل إمبارح إن هي عملت كل ده عشان تفرق بيني وبين الولد اللي شفته إمبارح لإنه كان بيحبني وهيكلم سيف عشان نتخطب وكدا وشكلها كانت عينها عليه فحبت تأذيني بأي شكل وبعد ما صورتني بعتتله الصور عشان تفهمه إني مش كويسة بس هي متعرفش إني خدمتني لأنها كشفتلي حقيقتها وحقيقته
هتف كرم وهو يشعر بالتشتت
شفق أنا مش فاهم وحدة وحدة عليا بالله عليكي دلوقتي إيه حكاية الواد بتاع إمبارح ده بظبط
عادت تشرح له بتوضيح أكثر
عمر أنا أعرفه من زمان أوي واحنا نعرف عيلته وهو معايا في الكلية وهو كان بيحبني وحاول كذا مرة أنه يكلمني وأنا كنت برفض وآخر حاجة طلبت منه إنه يكلم سيف ويتقدملي لو فعلا هو بيحبني الكلام ده كان قبل ما يسافر سيف بيومين وصحبتي دي كانت غيرانة مني بمعنى أصح فحبت تأذيني بالطريقة دي
طيب والراجل ده كلمك تاني
هزت رأسها نافية وقالت
لا متصلش تاني
طيب اسمعي لو كلمك تاني وطلبت منك تروحيله تقوليله موافقة وتتصلي بيا تقوليلي على المكان وأنا هتصرف
أمامت له بالموافقة بدون جدال أو نقاش ولكنه أكمل بنبرة واضح عليها الاستياء
الفصل الخامس
سقط هاتفه من يده في العربية فانحنى لكي يلتقطه وكانت هي قد افاقت من شرودها وبمجرد وقوع نظرها على الطريق صړخت بهلع
كرم !
رفع نظره على أثر صړختها وانحرف بالسيارة بقوة عن الطريق وأوقفها على الجانب ثم أصدر تنهيدة حارة واضعا كفه على وجهه وقال دون أن ينظر لها
أنا آسف إنتي بخير
اخرجت هي الأخرى زفيرا براحة وتمتمت برقة غير مقصودة
حصل خير الحمدلله أنها جات سليمة خلي بالك إنت وبتسوق بعد كدا !
استغفر ربه مرارا وتكرارا ثم قال البسملة وحرك محرك السيارة من جديد وانطلق بها ولكن كان أكثر حذرا ويقود بهدوء وبعد دقائق توقف أمام منزل صديقه وقبل أن تترجل من السيارة اتاها صوته الخاڤت
زي ما قولتلك ياشفق اتصلي بيا
أردفت يإيجاب
حاضر !
خرجت
من إحدى محلات مستلزمات التجميل وهي تحمل بيدها أكياس بها ملابس وأكياس أخرى بها مستلزمات مختلفة وكانت على وشك الاستقلال بسيارة الأجرة لولا يده التي قبضت على ذراعها وهو يقول
ملاذ !
التفتت خلفها وطالعته بدهشة وسرعان ما سحبت يدها پعنف صائحة به
إنت إزاي تمسك إيدي كدا ! طبعا ما أنت حقېر وماخد على السڤالة دي !
غمغم أحمد بنبرة شبه راجية
ملاذ بلاش كلامك ده ابوس