الأربعاء 27 نوفمبر 2024

‎ضروب العشق ندا محمود

انت في الصفحة 31 من 53 صفحات

موقع أيام نيوز

من كرم ورفيف التحية وانصرف هو فورا دون تلكع بينما هي فتقدمت نحوهم واتخذت مقعدها بجوار هدى من الجهة المقابلة لرفيف وتمتمت بإحراج 
معلش بقى ياطنط هتقل عليكم لكام يوم
أنا والله كنت 
قاطعتها هدى بنظرة حازمة قليلا تحمل الرفق واللين مع ذلك 
هتزعليتي منك كدا ياشفق البيت هنا اعتبريه بيتك خلاص واحنا أهلك وإنتي زي رفيف بنسبالي
أجفلت نظرها أسفل وأجابتها شاكرة إياها بخجل شكرا أما رفيف فكانت تنقل النظر بينهم وهي تمنع نفسها من الضحك كلما تتذكر ما كانوا يخططون له منذ قليل !! 
آذان العشاء ارتفع في المآذان وكان هو يجلس في مكتبته الخاصة في الشركة بعد أن قضى فرضه ويخلو بنفسه ويقرأ القرآن براحة وهدوء تام مع ضوء بني خاڤت استمرت جلسته الهادئة لساعات حتى جذبه من تركيزه في ترتيل القرآن رنين الهاتف الذي كان اتصال من زوجته فتأفف بخنق وأجاب على مضض 
الو
سمع عدة كلمات منها غير مفهومة بسبب بكائها العڼيف فاعتدل جالسا فورا وقال بزعر 
براحة ياملاذ أنا مش فاهم حاجة في إيه بټعيطي ليه كدا !!
غمغمت من بين بكائها بصوت أوضح 
بابا تعبان أوي وأنا رايحة المستشفى دلوقتي
استقام واقفا وجذب مفاتيح سيارته وهتف على عجالة ونبرة قلقة 
مستشفى إيه 
أملت عليه اسم المستشفى فانهى معها
الاتصال واندفع مغادرا حتى يلحق بها على هناك وبعد ما يقارب النصف ساعة وصل وقاد خطواته نحو الطابق الثاني بعد أن استعلم عن اسمه في الاستقبال فأخبروه بأنه يكمن في الطابق الثاني وجدها بين ذراعين والدتها لا تتوقف عن البكاء وهي تشاركها البكاء الصامت وعندما رآه إسلام تقدم نحوه ليجده يهتف بارتعاد 
الف سلامة على عمي حامد حصل إيه 
قال إسلام بحزن ونظرات ضعيفة 
بابا عنده القلب وتعب جامد فجبناه على هنا
رتب على كتفه مغمغما بحزن مماثل له 
ربنا يشفيه يارب إن شاء الله هيقوم بالسلامة
ظلوا لدقائق طويلة بانتظار خروج الطبيب حتى يطمأنهم على وضعه وأخيرا بعد ما يقارب الساعة خرج وأخبرهم بأنه وضعه مازال حرجا وسيتم
وضعه تحت المراقبة إلى حين تحسن حالته وانهى كلامه بتمنيه الشفاء له كما أخبرهم بأن بقائهم هنا لن يجدي بنفع ولا يجوز إلا بقاء أثنين كحد أقصى فطلبت ملاذ من والدتها الذهاب وأنها هي وشقيقها ستبقى معه ولكنها عارضتها بشدة وطلبت منها الذهاب مطمئنة إياها بأنه إذا حدث أي شيء ستتصل بها فرفضت بشدة التحرك من جانب أبيها ولكنها حين وجدت إلحاح والدتها وكذلك أخيها فذعنت لهم وخرجت تنتظر زوجها عند سيارته الذي كان يتحدث مع الطبيب في غرفته ومن ثم وقف يتحدث مع أخيها لدقائق قصيرة قبل أن يأتي ويستقل بمقعده المخصص له في السيارة وهي تترك العنان لدموعها في الانهمار بصمت حزنا وخشية من أن يصب أبيها مكروها 
وصلا للمنزل فأمسك هو بيدها عندما وجدها لا تتحمل السير على قدميها وقادها نحو غرفتها ثم أجلسها على الفراش فنزعت هي حجابها عنها واڼفجرت باكية بشدة ليتنهد هو بعدم حيلة وجلس بجوارها
هامسا في صوت رخيم 
اهدي ياملاذ أنا اتكلمت مع الدكتور وقالي إن احتمال كبير بكرا الصبح يفوق وحالته تتحسن بسرعة ادعيله ربنا يشفيه بلاش العياط ده
خرج صوتها مبحوحا ومرتعش من أثر البكاء وهي تتطلع إليه بعيناها الغارقة في الدموع 
خاېفة أوي عليه أنا مش هقدر استحمل لو حصلتله حاجة يازين
نظراتها العاجزة والمنكسرة مع دموعها هدموا السور الذي قام ببنائه بينهم فلم يتمكن من مقاومتها وأعلن هزيمته المؤقته متجاهلا الصوت الذي في عقله ويصر على تذكيره بما فعلته ويذكره بوعده لنفسه أنه سيحاول نزعها من صميم قلبه حتى يكون الطلاق سهلا عليه ولكن لا حياة لمن تنادي حيث مد كفه ووضعه على وجنتها بلطف ممررا إبهامه برفق ونظرة استقرت في عيناه كانت تظن هي أنها لن تراها مجددا منه حيث نظر لها بحنو
وحب ودفء كما كان يفعل بالضبط قبل زفافهم وهمس في خفوت جميل 
مش هيحصله حاجة بإذن الله قومي يلا اغسلي وشك وصلي ركعتين بنية الشفا لوالدك
لتصعد لشفتيها ابتسامة محبة وهي تميل برأسها على الجانب الموضوع كفه على وجنتها تستشعر دفئه أكثر ثم القت بنفسها بين ذراعيه ډافنة نفسها بين ثنايا صدره الواسع مغمضة عيناها وتعطي إشارة السقوط لدموعها بصمت دموع امتزجت ما بين الألم والحزن وبين الأمل والسعادة 
سعادة !! عجيب أمر هذا العشق هل هناك من يسعد لمجرد شعوره بأنه بدأ يعشق ويسعد كلما تداهمه مشاعر جديدة بأنه يخطو خطوة أخرى في طريق العشق الذي عزم على أنه لن يمل ولن يكل إلا حين يصبح من المصطفين الذين يختارهم العشق ! 
ارتفع صدره عندما أخذ نفسا عميقا وهبط ببطء وهو يخرجه زفيرا متمهلا من أنفه ومد يده مترددا ليمررها بسطحيه شديدة على ذراعها مغمغما في رزانة 
قومي يلا ياملاذ عشان تصلي العشاء
قالت في صوت به أثر البكاء وهي تتشبث بقميصه أكثر بعدما فهمت رغبته في الابتعاد عنها ولكنه يرفض قولها نظرا لوضعها 
صليت من بدري خليك
جمبي يازين ارجوك
هو من أصدر مرسوم هدم السور مؤقتا والآن يأمر
بإعادة بنائه فهذه اللحظات كانت كافية وزائدة عن اللازم لإشباع نفسه الجائعة إليها حتى لو بمجرد عناق دافىء حيث ابعدها عنه برفق وتمتم بنبرة عادت بها بعض الحزم والجفاء مع ابتسامة متكلفة 
أنا موجود في اوضتي لو عوزتي حاجة اندهي عليا
ثم استقام وانصرف تاركا إياه ټصارع الحزن وتمزق القلب بين أمواج ممېتة فلا يكفيها خۏفها وشجونها على والدها بل حتى هو يرفض التخلي عن عقابه له يرفض أن يكون معها زين العاشق ويفضل أن يكون زين الصارم الذي لا يصفح ولكنها لا تجرؤ على وصفه بالقاسې لإنه مهما يفعل ومهما يقول تظل ترى الحنان في عيناه وكأنه يقسو عليها بكلامه وعيناه تعتذر لأنه لا يستطيع تصديقها والوثوق بها ! 
وحتما سيأتي يوم ويقر ويعترف باستسلامه لقلبه الذي يتألم وتسوء حالته يوما بعد يوم بسبب الشقوق التي بينهم مثلما بدأ قلبها هي أيضا يتألم !!! 
فتح باب المنزل ودخل ثم نزع حذائه وتلفت حوله بالمنزل باحثا عنها بنظره فسمع صوت التلفاز وقاد خطواته نحوها ليجدها تمسك بهاتفها وتقلب في صور زفافهم ودموعها تملأ وجنتيها فانتبهت هي لوجوده وأشاحت بوجهها فورا للجهة الأخرى تسرع في تجفيف دموعها 
تنهد هو بعد أن شعر بالإشفاق على حالها فهو يدرك عشقها الچنوني له ولكنه لا يستطيع أن يبادلها نفس المشاعر أبدا وأيضا يصعب عليه أن يكون قاسېا القلب لهذه الدرجة معها 
اقترب وجلس بجانبها ثم جذب الهاتف من يدها وأخذ يقلب بين
الصور حتى هتف بخشوع 
إنتي اللي بتعملي في نفسك كدا مفيش حاجة تغصبك إنك تحبيني ولا أنا عايز حبك ده !
التزمت الصمت لثواني ثم هتفت بقوة وصوت يغلبه البكاء 
بس أنا عايزة أحبك وعايزة أفضل جمبك ومعاك
وضع الهاتف بجانبه ثم اعتدل في جلسته ليصبح مواجها لها ويردف في جدية تامة ونظرات لا تحمل أي حب لها 
أنا مش بحبك يايسر ومش هحبك فخلينا ننهي الجواز ده في اقرب وقت واللي كان غلطة مني وتهور وندمان عليه دلوقتي وكل واحد فينا يرجع لحياته الطبيعية واوعدك إن بعد ما نتطلق هنبقى أصدقاء وهحاول احبك كصديقة ليا وبعتذرلك وبقولك أنا آسف على الكلام اللي قولته عليكي في التسجيل اللي معاكي أنا مستعد انسى كل حاجة حصلت بينا وأي حاجة عملتيها أاااا 
ذاك الأحمق أيطلب منها أن تتخلى عن عشقها له !! الذي احتفظت به في داخلها لسنوات ورفضت أن يأخذ مكانه أي رجل غيره وبعد أن أصبحت زوجته يريدهم أن ينفصلوا ويقول لها بكل وقاحة كوني صديقتي !! هل عشقته كل هذه السنوات لتصبح صديقته ! هل يتوقعها أنها ستقبل بهذا العرض السخيف !!! 
صړخت به پبكاء رافضة إياه الاسترسال في هذه السخافة التي يخرجها من بين شفتيه 
وأنا مش عايزة انسى حاجة ومش عايزة أكون صديقة
أنا محبتكش لكل السنين دي عشان أقبل في الآخر بالدور السخيف ده أنا عايزة أكون مراتك وعايزاك تحبني زي ما بحبك أنا دلوقتي عندي 24 عارف بحبك من إمتى من وأنا عندي تمن سنين يعني 16 سنة
قبض على ذراعيها يهزها بقوة هاتفا في حدة حتى يجعلها تفيق من أوهامها 
افهمي أنا بقولك مش عايزك ومش هحبك أبدا
دفعت يديه بعيدا عنها وهبت واقفة وهي ترفع سبابتها في وجهه محذرة إياه بأعين دامعة تحمل الشراسة والألم 
مش هتطلقني ياحسن ولو طلقتني زي ما هتخليني اخسرك هخليك تخسر كل حاجة حتى أهلك وأمك وأخواتك وإنت عارف إني أقدر أعملها
ثم اندفعت نحو غرفتها مسرعة لكي تترك الحرية لدموعها أكثر وتركته هو يهز
رأسه بنفاذ صبر وعصبية !!
كانت شفق في طريقها للحديقة حتى تجلس في الهواء قليلا ولكنها توقفت حين مرت من أمام غرفته فانتابها الفضول للدخول وإلقاء نظرة عليه تختلس فرصة غيابه عن المنزل فالتفتت حولها تتأكد من عدم وجود أحد في الطرقة ثم تسللت ببطء نحو غرفته وفتحت الباب ودخلت أغلقته خلفها وأخذت تتأمل الغرفة بإعجاب كانت الحوائط من اللون الكافيه الفاتح الذي يميل للأبيض وخزانة متوسطة الحجم من اللون
الأبيض وسجادة على الأرض من نفس لون الحائط والفراش كان لونه أسود لامعا ويوجد حمام داخلي صغير ابتسمت بانبهار من جمال وبساطة هذه الغرفة فهي لم تخطىء عندما قالت أنه لديه ذوق رفيع في كل شيء ليس ملابسه فقط لفت نظرها الصورة المبروزة في غلاف زجاجي وموضوعة على منضدة صغيرة بجانب الفراش فاقتربت والتقطتها تحدق بها بصمت تتفحص ملامح تلك الكامنة بين ذراعيه لم تكن تحتاج لأحد ليخبرها أنها زوجته فابتسامته وسعادته كانت كافية لتوضح مدى السلام الروحي لكليهما وهم مع بعضهم عادت ووضعتها مكانها بتعاسة وعبوس واضح على معالم وجهها وهمت بالالتفات والمغادرة قبل أن يدخل أحد ويراها ولكن
الدرج العلوي للمنضدة كان جزءا منه مفتوحا وبداخله صورة تعلم صاحبها جيدا فاسرعت بفتحه كليا والتقاطها وهي تحدق بصورة ذلك الوغد ا استغرق معها الأمر للحظات وهي تحدق بصورته بدهشة وتطرح الاسئلة في ذهنها عن سبب وجود صورته معه وسرعان ما شهقت بذهول ووضعت كفها على فمها فما كانت تشك به كان حقيقيا هذا الحيوان هو الذي قتل زوجته والآن يحاول العبث معها ليجعل نهايتها مثلها تذكرت جملته لها بالأمس قبل أن يهرب كرم العمايري مش هيعرف يحميكي مني تسارعت دقات قلبها وبدأت تتوتر ومازاد توترها انفتاح الباب ودخوله عليها ليتسمر هو بأرضه مندهشا من وجودها بغرفته أما هي فتلعثمت بشدة وغمغمت بارتباك 
أنا آسفة كنت رايحة لرفيف واتلخبطت في الأوضة ودخلت اوضتك بالغلط
ابتلعت ريقها وهي تشعر بأن دلو
30  31  32 

انت في الصفحة 31 من 53 صفحات