ضروب العشق ندا محمود
ويسر لما بياجوا هما وإخواتك بحسهم بيضايقوا وبذات يسر ده غير إن جدتك كمان أسبوع ولا حاجة وهتاجي وهتعوز تخلي حسن وزين ياجوا ياخدوا يومين معانا هنا وعيب تقعد وسطيكم وهي غريبة عنكم كلكم
عثر على الأوراق أخيرا ثم القاها على سطح المكتب وهو يجيبها بفتور وشيء من الانفعال البسيط
وأنا أعمل إيه بس أسيبها في بيتهم وحدها ويحصل
زي ما حصل لما جبتها أنا تعبت والله كل حاجة بتضغط عليا !! لو عندك حل وهيخليها في آمان قوليه وريحيني
ابتسمت بمكر وقالت مباشرة دون أي مقدمات
اتجوزها
الجمته الكلمة في أرضه وجعلته يحدق بأمه في دهشة ولا يستوعب ما اخترق سمعه للتو وسرعان ما ضحك ساخرا دون أن يتحدث ويسمع استرسالها في الحديث وهي تقول بحكمة
استمر في ضحكه المندهش وهمهم في ازدراء
أنا مش مصدقك والله ولا مستوعب اللي بتقوليه
رسمت محل ابتسامتها قسمات الحزم والاستياء البسيط وقالت في شيء من الجفاء
اطال النظر في وجهها للحظات فلقد كانت كلماتها قاسېة عليه ولم يتوقعها منها قط !
خرج صوته الغليظ وهو
يهم بالانصراف
بظبط هو ده اللي هعمله يا أمي
وصل عند الباب وتوقف عندما سمعها تهتف في قسۏة ونبرة لا تحمل المزاح أو الرحمة
عليك لغاية ما أموت ولساني مش هيخاطب لسانك أبدا شوف بقى هتختار إيه
الټفت لها برأسه ومال بها قليلا للجانب وكأنه يتوسلها بنظراته قائلا لا تفعلي هذا بي أرجوك لا تجبريني على الاختيار بينكم ! بينما هي فوضعت الصخر على قلبها حتى لا تلين له ولنظراته التي تذيب الثلج واشاحت بوجهها بعيدا عنه ترفض النظر إليه موضحة له عدم رغبتها في رؤيته إلا حين يخبرها بقراره النهائي فيصدر هو تنهيدة مسموعة في حيرة وألم ثم قام بفتح الباب ورحل وتركها تتخبط في مشاعرها مابين شفقتها عليه وما بين رغبتها في أن تراه سعيدا حتى لو لن يكون في البداية سعيدا ولكنها متأكدة بأن هذه الفتاة هي التي ستعالج الآمه وفي النهاية هو بنفسه سيشكرها !!
إيه ده زين
الحمدلله ياحبيبي بخير وإنت عامل إيه مراتك مجاتش معاك ولا إيه !
أجابها بالنفي وشيء من العجلة
لا مجاتش أنا جيت اتكلم مع رفيف في حاجة وماشي تاني عشان معايا اجتماع
خير هو في حاجة ولا إيه
ملس على وجنتها بحنو هامسا
خير إن شاء الله أنا هروح اشوفها
ثم تركها وتوجه للأعلى مسرعا وبينما هو في طريقه لغرفة شقيقته قابل شفق التي كانت في طريقها للأسفل حتى تشرب فأجفل نظره عنها فورا
أرضا وتوقف لثانية واحدة القى عليها تحية السلام وقاد آخر خطواته لغرفة شقيقته دون أن ينتظر منها الرد حتى لترد هي في نفسها تحية السلام عليه وتكمل طريقها للأسفل وهي تبتسم بتعجب من هؤلاء الإخوة فكرم كان يرفع نظره إليها بصعوبة في البداية بسبب حياءه وأخيه الأكبر لا يختلف عنه كثيرا سوى أنه ملتزم ولا يرفع نظره في امرأة أيضا ولكن ليس من حياءه بل من فرط تدينه وأخلاقه الحميدة وخلال المرتين التي رأت فيهم حسن اتضح لها من مجرد نظرة أنه لا يشبه إخوته بتاتا في شيء !
طرق الباب وانتظر أن يأتيه صوتها تسمح للطارق بالدخول حتى فتح الباب ودخل وبعفوية شديدة وثبت من فراشها واقفة وعانقته مرحبة به بحرارة فغالبا يكون الأخ الأكبر للفتاة الوحيدة بمثابة أب وليس أخ
بادلها هو ترحبيها به بحنوه المعتاد عليها وهو يهمس في صوت ينسدل كالحرير ناعما
عاملة إيه يارفوفتي
دلعه المميز لها هو ما قاله رفوفتي ولكن من أشقائها يدلعها على طريقته فمثلا حسن يقول لها أحيانا فيفي وكرم رورو ولكن الأقرب لقلبها هو ما يناديها به أخيها الأكبر
غمغمت في رقة
الحمدلله كويسة وإنت
بخير الحمدلله أنا حسن كلمني من كام يوم في موضوع الشغل وقالي إنك قولتي ليسر وكدا وكنت عايز آجي اتكلم معاكي في الموضوع ده بس مكنتش فاضي
تهللت اساريرها وقالت بحماس
يعني موافق بجد !
جذبها من يدها بلطف واجلسها على الفراش وبدأ يتحدث بنبرة صوت جادة ونظرة ثاقبة تعرفها جيدا منه مما جعلها تتوتر
موافق وكمان جهزي نفسك وتعالي مع كرم بكرا عشان تبدأي ويسر تعلمك زي ما قالت بس مش هو ده الموضوع اللي جاي عشان قوليلي بقى إنتي كلمتي يسر فعلا !
ارتبكت بشدة وتلعثمت فطالما سأل هذا السؤال حتما عرف بأنها تحدثت مع علاء وكان يسألها بوضوح وبنظرته هذه لأنه متيقن أنها لم تتمكن من الكذب أمامه وإلا ستكون عواقب كذبها أشد فأخذت شهيقا قوي واخرجته زفيرا
متمهلا ثم تمتمت في توتر
الصراحة لا بص هو مفيش حاجة أصلا والله كل كل ما في الموضوع
إني كنت راجعة من الكلية وعلاء شافني بالصدفة وقالي تعالي هوصلك البيت في طريقي وأنا ركبت وهو سألني عن الكلية والكلام جاب بعضه واتكلمت عن الشغل وكدا يعني وقولتله إنكم مش موافقين فقالي إنه هيكلم عمي ويخليه يحاول يقنعكم وعشان عمي مسافر فشكله قال ليسر وهي قالت لحسن بس هو ده اللي حصل والله
لو كانت كذبت كان سيغضب بشدة منها ولكن صراحتها هدأت من روعه كثيرا وتمتم في رزانة ونبرة دافئة
طيب وهو هل يصح إنك تركبي معاه في العربية وحدك
هزت رأسها بالنفي وهي تطرق رأسها أرضا بإحراج وهمست في صدق وضيق من نفسها
أنا مكنتش اقصد أعمل حاجة غلط والله هو لما قالي اركبي محبتش اكسفه وإنت عارف إن علاء كويس جدا ولو كان غير كدا أنا مكنتش هتكلم
معاه كدا نهائي أو هركب معاه أصلا
أكمل بنفس نبرته السابقة
أنا مقولتش حاجة على علاء أنا عارف علاء كويس وإلا كان زمانك هتشوفي ردة فعل مني مختلفة أنا بتكلم عليكي إنتي ده غلط واسمه خلوة وإنتي فاهمة يعني إيه خلوة فأنا مش هقول حاجة المرة دي
وهعديها بس هتكون آخر مرة ولو حصلت تاني الصدفة دي ابقى اعتذري منه بأي طريقة ودايما تخلي في حدود في تعاملك مع أي راجل مش مع علاء بس وتبقى الحدود دي كمان لما تكوني مضطرة يعني في عمل أو شيء تاني إنتي مضطرة تتعاملي فيه مع راجل فتحطى حدود ومتسمحلهوش ولا تسمحي حتى لنفسك إنتي تتخطيها
ثم توقف عن الكلام للحظات واسترسل حديثه بابتسامة ساحرة ولين
عشان متأخرش
تجولت إلى مايقارب الساعة والنصف بين محلات الملابس النسائية وخاصة محلات الملابس الفضفاضة كالرداءات والعباءات والتنانير ألخ وبينما هي في آخر محل تحاسب على آخر شيء ستشتريه لفتت نظرها ساعة الحائط التي تجاوزت الثالثة عصرا فخفق قلبها ببعض التوتر واسرعت للخارج بعد أن حملت أكياس ملابسها عازمة على الوصول للمنزل مسرعة داعية ربها ألا يكون وصل قبلها فهي لا تدري كيف ستكون ردة فعله
عشر مما أثبت لها أنها ستتلقى توبيخا وسخطا عڼيفا منه فقادت خطواتها المتعثرة لداخل البناية ثم استقلت بالمصعد الكهربائي وبعد لحظات وقفت أمام طابق شقتها فخرجت وتحركت صوب الباب ببطء وتردد تحاول إيجاد الحجج والأعذار التي ستبرر بها خروجها دون إذنه تفكر كيف ستهدأ من ثورته !
وضعت المفاتيح في قفل الباب وأدارته للشمال ثم فتحته بحذر وأدخلت جسدها تدريجيا أولا رأسها التي تلفتت يمينا ويسارا باحثة عنه ثم خطت بقدمها اليمني للداخل وأخيرا جسدها كله ثم أغلقت الباب بحرص شديد وبطء وإذا بها تنتفض واقفة كأن عقرب لدغتها حين سمعت صياحه مناديا عليها
ملاذ
ازدردت ريقها بارتباك والتفتت بجسدها بعد أن القت بالأكياس على أقرب مقعد منها ثم ذهبت له وهي تقدم رجل وتأخر الأخرى حتى وقفت أمامه وخطفت نظرة سريعة له لتجد وجهه مشټعلا يعطي أحمرارا مريبا وخرج صوته الذي وقع في نفسها وقع مهيب ومخيف
كنتي فين !
انزوت نظرها عنه في ربكة ملحوظة وهمهمت بأسف صادق
أنا آسفة
ارتفعت نبرة صوته قليلا وصارت أشد قسۏة
أنا مش بقولك اعتذري أنا بسألك كنتي فين ! وطلعتي من غير ما تقوليلي ومش بتردي على تلفونك كمان
كان صوتها منخفضا وفيه شيء من للإحراج منه وهي تتمتم
روحت اشتري كام حاجة ليا ومكنتش متوقعة إنك هتتعصب كدا أوي والله ولو كنت أعرف كنت قولتلك وأنا أساسا كنت ناوية أرجع قبل ما ترجع بس تأخرت ڠصب عني
سرت رعشة في جسدها أثر صرخته العڼيفة والثائرة بها وهو يخرج شحنة غضبه المكتظة داخله
مفيش حاجة اسمها مكنتش متوقعة في حاجة اسمها إنك متجوزة ولما تطلعي من البيت تشاوريني وتاخدي إذني الأول مش تطلعي وتدخلي على مزاجك
هي لم تكن تقصد أن تخالف قواعد المرأة المتزوجة عند خروجها من المنزل ولكنها كانت تريد أن تفاجئه بما عزمت عليه ولا تريد أن يعرفه حاليا إلا تحين اللحظة فرفعت نظرها له وقالت باعتذار ينبع من صميمها وصوت رقيقا به خضوع كامل لأوامره
حاضر أنا آسفة أول وآخر مرة صدقني مش هتتكرر تاني
لانت نظراته قليلا لها وسكنت ثورته في الأعماق بعض الشيء ثم اقترب منها وهو يتفحص يديها الفارغتان مغمغما بغلظة صوته الرجولي
وفين الحجات اللي جبتيها دي وإيه هي !!
ابتسمت بلطف وتحدثت بنبرة انوثية ناعمة
عملاها مفاجأة ليك لما ياجي وقتها هتعرفها
ران الصمت عليه لثوان يحاول تخمين هذه المفاجأة التي تتحدث عنها ولكن لم يعطيها إهتماما زائدا عن حده حيث نفضها عن ذهنه وثبت تركيزه على نفسه المتأججة بنيران الغيرة فكما أخبرها هو لا يستطيع الوثوق بها حتى الآن ولم تتمكن من
إستعادة هذه الثقة وما يدور في عقله الآن هو سبب كل هذا الڠضب ويجعله ېحترق ويأكله أكلا حيث همس في نظرة تركت أثرا سلبيا في نفسها ونبرة صوت خاڤتة تحمل لهيب الغيرة والازدراء
معا
وياترى روحتي تشتري الحجات اللي عملاها مفاجأة ليا دي بس أصل إنتي متعودة بتقولي للناس رايحة مكان وبتكوني روحتي مكان تاني خالص
وقعت كلماته الجافة التي لا تحمل الرحمة
كصخور ضخمة وتركت أثارها من چروح على جسدها وبالأخص قلبها أيشك بها ! يذكرها بليلة زفافهم حين أخبرتهم بأنها ذاهبة للحمام وخرجت لتقابل خطيبها السابق هل حقا يظنها الآن خرجت لتقابله مجددا !!! ولكنها وعدته بأنها