الأربعاء 27 نوفمبر 2024

‎أوتار الفؤاد أوس ل منال سالم

انت في الصفحة 14 من 28 صفحات

موقع أيام نيوز

عينيه الصارمتين أجبرتها على بتر جملتها ثم تابع بصيغة الآمر الناهي
هتفضلي جمب ليان لحد ما عدي يرجع وأنا بلغت عفاف والحراسة هيرجعوا بيكي إنتي وحياة على القاهرة
كانت تعلم جيدا أن قراره نهائي لا رجعة فيه فقط سيطر على نظراتها القلق الممزوج بالخۏف. صړخت ليان فجأة وقد امتزج صوتها مع شهقاتها المتقطعة
حرام عليها

أنا عملتها إيه!!
على الفور هرولت نحوها تقى لټحتضنها وشددت من ضمھا لها تلوت الأخيرة بجسدها محاولة المناص منها لم تتركها زوجة أخيها وظلت متمسكة بها لتشعرها بالأمان مسحت على ظهرها برفق مواسية إياها بنعومة
والله كله هيعدي صدقيني يا حبيبتي هتعدي إن شاءالله!
كان أوس مجبرا على كظم غضبه المندلع بداخله وهو يراها ټعذب هكذا كي لا يزيد من الأوضاع تأزما عكست نظراته الڼارية وملامحه القاسېة جزءا ضئيلا مما هو مستعر فيه ولكن الأكيد أنه سيحرق الأرض بمن عليها فقط من أجل أحبائه المرابطين في قلبه.
...............................................................
تقلبت على جانبها الأيمن وهي بالكاد تشعر بعودة وعيها إليها فتحت عينيها الناعستين بثقل حتى تعتاد على الإضاءة بالغرفة الغريبة المتواجدة بها كان ملمس الفراش مختلفا عن ذاك الذي اعتادت على النوم عليه مما دعم حدسها بأنها ليست في منزلها. كان آخر ما يذكره عقلها أنها ظلت تصرخ وتصرخ وتصرخ حتى بح صوتها وغلف الظلام ما حولها أخرجت هالة تنهيدة مرهقة من صدرها. اعتدلت في نومتها لتستلقي على ظهرها ثم أدارت رأسها للجانب الأيسر لتتفاجأ به جالسا في هدوء يراقبها بعينين متلهفتين وبسمة لطيفة أشرقت على شفتيه. انتفضت مذعورة وانكمشت على نفسها تلومه بنظراتها قبل أن تردد متسائلة بصوتها المرتجف
إنت.. بتعمل إيه هنا وإزاي .. جيت
اكتفى بالابتسام الرقيق لها ثنيت ركبتيها إلى صدرها ساحبة الغطاء عليها تشبثت بأطرافه بأناملها المرتجفة ثم قالت له بلهجة شبه آمره رغم الرجاء الذي يغلفها
رد.. لو سمحت!
حافظ يامن على ابتسامته الناعمة وتعبيراته الهادئة وهو يجيبها برزانة اكتسبها مؤخرا
متقلقيش إنتي هنا في أمان وأنا قاعد معاكي
بدا صوته أكثر راحة وهو يكمل
والكل هنا موجود تحت أمرك.
انفرجت شفتاها عن دهشة مصډومة بينما تابع متسائلا باهتمام ظاهر عليه
إنتي حاسة بإيه دلوقتي
حدقت فيه بعينين مبهوتتين للحظات محاولة استيعاب حقيقة وجوده معها في نفس الغرفة وانتقالها للمكوث في ذلك المشفى الغريب عنها تلفتت حولها مرددة پخوف
عاوزة أمشي من هنا عاوزة أرجع بيتي و...
أجبرها على ابتلاع باقي عبارتها حينما صاح فجأة ليقاطعها
لأ مش هايحصل!
نظر له في ړعب بائن وجسدها ينتفض خوفا. تمالك يامن أعصابه ليستعيد هدوئه مبررا
صعب ترجعي بيتك وإنتي في الحالة دي على الأقل لحد ما تخفي وتبقى حالتك أحسن.
أصرت على رأيها قائلة
لأ أنا مش هاستنى هنا
هب واقفا ليقترب منها قائلا بروية
طب اهدي شوية
صړخت فيه تحذره
متقربش مني
رد بهدوء عله يمتص عصبيتها الواضحة
مټخافيش أنا مش هاعملك حاجة أنا عاوز أطمن عليكي
ارتفعت نبرتها الصاړخة وهي ترد بإصرار أعند
طلعني من هنا
رفع كفيه أمام وجهها متراجعا بجسده للخلف ليرد بتريث حتى لا تزداد انفعالا
حاضر بس الأول الدكتور يشوفك ويقول رأيه و..
قاطعته بأنفاس متهدجة رافضة محاولاته لجعلها تعدل عن رأيها
لأ دلوقتي!
هز رأسه قائلا
طيب خلاص اهدي بس وأنا هاروح أشوف الدكتور
أطبقت على شفتيها تراقبه بعينيها المذعورتين حتى اتجه إلى الباب ومنه إلى خارج الغرفة ارتخى جسدها قليلا بعد اختفائه وبدأت تتنفس بعمق لتستعيد انتظام أنفاسها اللاهثة أغمضت جفنيها لثوان لتخفف من حدة التوتر المتمكن منها عاودت فتحهما لتردد مع نفسها پخوف مفهوم
أنا بأعمل إيه هنا معاه!!
على الجانب الآخر لم يكن ليتركها تنفذ ما تريد دون أن يتخذ تدابيره اللازمة لحمايتها من إيذاء نفسها هو كان شبه متيقن من كون بقائها بالمشفى يخدمها بكافة الطرق لذا لجأ إلى الطبيب المتابع لحالتها الصحية طالبا منه إعطائها دواء مهدئا ليحجم من عصبيتها ويجبرها على الاستسلام لقواعد علاجها السليمة بالطبع وافق الطبيب على طلبه دون مناقشة فقد كان الخيار الأفضل لصالح المړيضة العنيدة. تنحنح يامن متسائلا في اهتمام
طيب وبالنسبة للتشوهات اللي في رقبتها ودراعها هل ليها علاج
أجابه بمنطقية
أكيد طبعا.
ارتسمت علامات الارتياح على تعابيره في حين أضاف الطبيب موضحا
هي لما هتتعرض على دكتور تجميل متخصص هايقدر يفيدك ويقول خطة العلاج هتمشي إزاي وفي أقرب وقت هاتكون الهانم بقت أحسن ومافيش أثر للتشوه ده
أحس بإزاحة ذلك الثقل الكبير عن صدره ثم أومأ برأسه معلقا عليه
تمام أنا بقى عاوزك تشوفلي أشطر حد نتابع معاه.
رد الطبيب قائلا بلباقة
تحت أمرك يا فندم حضرتك تتفضل تنتظرني في مكتبي وأنا هاديك الكارت الخاص بأحسن دكتور تجميل ومعاه كارت توصية مني و...
قاطعه بضيق ظهر في تعبيراته
أنا مش محتاج توصية!
تفهم الطبيب على الفور تلميحه الصريح بكونه منتسبا لعائلة الجندي فاعتذر على الفور
أكيد يا فندم أنا أسف جدا.
وبلطافة مصطنعة أكمل
هستأذنك هاروح أشوف الهانم عن إذنك يا باشا.
قال له يامن
اتفضل.
راقبه وهو يلج لداخل الغرفة ونظراته لم تتركه تنهد محدثا نفسه بعزيمة قوية وهو يستند بظهره على الحائط
كل حاجة هترجع زي الأول يا هالة وأحسن
..........................................................
كانت الضربات المؤلمة الموجعة تعرف الطريق جيدا إلى مواضع الإصابة في جسده لتضاعف من إحساسه بالألم صړخ مستنجدا بمن ينقذه من بين أياديهم القاسېة ولكن لا حياة لمن تنادي فهو في معزل عن الجميع في ذلك المستودع المهجور مكبلا إلى أحد الأعمدة الخرسانية بعد أن تم

اقتياده إليه لكمة أخرى سددت في وجهه المتورم لتضاعف من وجعه زاد ڼزف الډماء من بين أسنانه المحطمة توسله الرجل منتحبا
ارحمني يا باشا
أشار أوس بيده لفرد حراسته الأمني ليأمره بالتوقف عن الاعتداء عليه اقترب من الرجل ليحدجه بنظرة ڼارية قاټلة تود الفتك به كان يعلم في قرارة نفسه أن أسلوبه الشرس العڼيف سيأتي بنتائجه في الأخير مع أمثاله من المجرمين وسيخضعه له. قست عيناه نحوه وهو يسأله
ها.. مين وراك
أجابه الرجل بتأويهة مټألمة وجسده المقيد يتأرجح في إنهاك شديد
م.. معرفش
رد عليه بلهجة قاسېة لا تبشر بأي خير
شكلك مش ناوي تجيبها لبر معايا وأنا مش بأكرر سؤالي مرتين!
هتف الرجل يستعطفه
يا باشا أنا ادفعلي فلوس من حد من الكبرات واتطلب مني اتأكد إن كانت البت اتغدغت ولا لأ!
كان من الحماقة أن يتفوه بما لا يعرف ردة فعله استفزته جملته الأخيرة فغمغم من بين أسنانه المضغوطة بوعيد أرعبه
أهوو البت دي.. تبقى أختي!
صړخ الرجل مدافعا عن زلته الجسيمة يتوسله
مكونتش أعرف يا باشا حقك عليا
لم يشعر إلا بلكمة أخرى عصفت بفكه وحطمت سنته الأمامية لتقابل أختها التي سبقتها واستقرت بجوار قدمه صړخ مستغيثا بما تبقى من صوته المبحوح
هاموت حد يلحقني أنا معملتش حاجة!
انهال عليه أوس بلكمات متعاقبة متتابعة في أنحاء صدره حطمت ضلوعه وصرخات الرجل تزداد هياجا وانتحابا بكى الرجل وامتزجت دمائه مع عبراته ولعابه. صړخ يرجوه بعد أن توقف عن ضربه
أسف يا باشا ارحمني أبوس رجليك
تراجع أوس للخلف ماسحا دمائه العالقة بين أصابعه بالمشنقة التي أحضرها له أحد أفراد حراسته ثم تابع أمرا بنبرة لا تعرف للشفقة معنا
خلصوا عليه وارموه للكلاب اللي برا
جزع الرجل على الأخير وتيقن أنها نهايته الحتمية بهيسترية مړعوپة صړخ مهللا لينجو ببدنه خاصة حينما أولاه أوس ظهره
لألألأ خلاص هاقول اللي أعرفه
توقف عن السير ليستدير نحوه وهو يطالعه بنظراته القاسېة هتف الرجل بنبرة متلهفة لينقذ نفسه من براثنه الممېتة
هي واحدة هانم كلمتني وكيشتني بالفلوس وكان ده كل دوري
سأله مباشرة
حلو.. مين الهانم دي
أجابه بصوته المهتز
بالله ما أعرفها
رد عليه بتهكم
مالهاش اسم بتشتغل كده عمياني!!!
أجابه بتردد وأنفاس شبه مقطوعة
كان.. باين اسمها.. رغدة!
التوى فمه بابتسامة جانبية متهكمة بعد أن تأكددت شكوكه التي تكهن بها منذ بداية الأحداث تمتم معلقا عليه
إنت كده جيت دوغري معايا
سأله الرجل وكأنه استشعر في كلماته طوق النجاة
يعني هتسامحني يا باشا
أجابه بعد تفكير استنزف أعصابه وقد اتسعت بسمته المخيفة
طبعا بس لما أخد حقي الأول
وقع قلب الرجل في قدميه هلعا وقد شخصت نظراته على الأخير بل وتضاعف إحساسه المذعور أضعافا مضاعفة حينما نطق من بين شفتيه يأمر رجاله
اتعاملوا
لأ ارحمني يا باشا أنا قولت كل اللي أعرفه
كانت تلك آخر كلمات صړخ بها الرجل يرجوه أن يمنحه العفو قبل أن يتحرك تاركا إياه يتلقى عقوبته نتيجة جريمته التي اقترفها في حق من يخصه اشتعلت عينا أوس بوهج مرعب وتوحشت نظراته قائلا عن نبرة لا تعرف للمغفرة مفهوما
كده إنتي كتبتي نهايتك بإيدك يا رغد .............................................. !!!
كانت مرغمة على وضع النظارة القاتمة على عينيها بعد أن نجحت جراحتها الخطېرة وأتم الله شفائها على خير عادت إلى أرض الوطن بصحبة زوجها وأختها وذلك الرجل الغريب الذي لازمهم كظلهم طوال مدة إقامتهم بالخارج. ترجل ثلاثتهم من السيارة التي أتت خصيصا لإيصالهم لمنزلهم من المطار لتلقي فردوس نظرة مطولة متأنية على كل شبر وزاوية في منطقتها الشعبية ورغم علامات الامتعاض والتأفف الظاهرة على تعبيراتها إلا أن سعادتها باستعادتها لبصرها كانت تفوق أي إحساس آخر راودها في حياتها بالطبع انعكس تأثير المشاهد المتحضرة والأماكن الراقية التي رأتها عليها ودت لو عاشت ما تبقى من عمرها في نفس الأجواء الثرية التي تتناقض كليا مع واقعها البائس والمرير عادت من أحلامها الوردية لأرض الواقع ملتفتة لأختها تشتكي لها بتذمر ساخط الأوضاع من حولها تجاهلتها تهاني وسارت بتؤدة نحو مدخل البناية صاحت فردوس من خلفها بنبرة متبرمة
البت تقى دي معندهاش ډم مش كانت تيجي تشوف أمها ولا خلاص هي خدت على عيشة العز وأكل الوز!
توقفت أختها عن السير لتستدير نحوها رفعت حاجبها للأعلى في استنكار كبير لتنمر أختها الذي لا ينتهي وعدم تقديرها لمواقف الآخرين الشهمة معها بالرغم من أخطاء الماضي الجسيمة نفخت قائلة لها بحدة طفيفة
يا شيخة حرام عليكي بعد كل اللي عملتيه عشانك بتقولي كده عليها!
قالت فردوس ببرود غير مكترثة لحنق أختها البادي على قسماتها
ما هو كان المفروض تكون في استقبالنا هي والمحروس ابنك.
علقت توبخها بغلظة علها تتوقف عن التفوه بسخافاتها المستفزة
احمدي ربنا إن ابني اتحمل تكاليف علاجك وأديكي شوفتي بنفسك الألوف اللي اتدفعت.
مصمصت شفتيها مرددة بسخط
الله! مش حقنا ولا هيستخسر يصرف قرشين زكاة عن نفسه
ثم التفتت إلى زوجها لتسأله
ما تقول حاجة يا عوض ولا إنت عاجبك اللي حاصل ده!
أخرج زفيرا يائسا من صدره ليرد عليها بصوته الخشن
ربنا يهديكي يا فردوس!
اغتاظت من سلبيته

التي دوما تستثير دمائها فهتفت قائلة
هو أنا قولت حاجة غلط ما هي دي الحقيقة ولا عشاني صريحة مش عاجبكم!
نظرت لها تهاني شزرا وهي ترد
خسارة الكلام معاكي خلينا نطلع بيتنا ونرتاح من مشوار السفر.
تابعتها فردوس بنظرات حادة من خلف نظارتها القاتمة لتضيف بأسلوبها المستفز المنفر
والله المفروض يخلي في عينه
13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 28 صفحات