الأحد 24 نوفمبر 2024

حين التقيتك سارة مجدي

انت في الصفحة 2 من 12 صفحات

موقع أيام نيوز

بعد عدة دقائق عاد تشغيلها ثم إيقافه لها مره أخرى حتى وصلا أمام بيتها
ترجل من السيارة و طرق الباب عدة طرقات و بعد ثواني فتح لينظر إلى تلك الصغيرة صاحبة العيون الملونة و الملامح الخلابة التى تستتر خلف تلك العلامات السوداء التى تلطخ وجهها و شعر مشعث و ملابس رثه ممزقه
ليبتلع تلك الغصه التى تؤلم حلقه و قال بابتسامه حزينه
مين هنا يا حلوة 
عادت إلى الداخل دون أن تجيبه بشىء و بعد عدة ثواني ظهر أمامه رجل طويل القامه غزى الشيب رأسه يرتدى ملابس داخلية بيضاء و بين يديه أرجيله يفوح منها رائحة سيئة يعلمها جيدا
أنت مين و عايز إيه 
كان ينظر إليه بتقزز و بداخله رغبة قوية أن يلكمه فى وجهه ما هذا الأب الذى يترك أولاده فى تلك الحالة أو يترك إبنته تعاني كل هذه المعانه فى محاولة سد خانته التى تركها فارغه أى رجل هو من يترك إبنته تقابل تلك الحياة الوعره بمفردها دون إكتراث أو إهتمام
أنا الأسطى جعفر مدير هدير فى المصنع
عملت أيه بنت دى
سأله سريعا ليظهر الڠضب على وجه جعفر الذى قال بصوت عالي
بدل ما تسأل عملت إيه أسأل جرالها أيه هى مش بنتك و أنت أبوها 
ظهر الأمتعاض على وجه حنفي و قال ببعض الضيق
هو أنت جاى تعلمني أقول إيه و مقولش إيه أنت عايز أيه يا جدع أنت 
نظر جعفر إلى السيارة ليجدها كما هى غارقة فى النوم ليعود بنظره إلى الرجل إذا صح أن يقول تلك الكلمة عليه و قال
أنا جاى أطلب إيد هدير و عايز أكتب كتابي عليها النهارده
وأنا مش موافق
أجابة حنفى سريعا ثم أستمر موضحا
هدير هى إللى بتصرف على أخوتها لما تتجوز أخواتها هيموتوا من الجوع
لم يشعر بنفسه و هو يهجم على الرجل لتسقط الأرجيلة من يديه حين أمسكه من ملابسه المتسخه و قال
أنت إزاى كده حقېر و واطى أنت أب أنت
دفعه إلى الخلف و هو يكمل بازدراء
أنا هكتب عليها و هاخدها هى وأخوتها و أمها معايا
أبتسم حنفي بسعادة ليكمل جعفر
و مش هتدفع مليم واحد فى الجوازه دى بس أنا ليا شرط
أتسعت إبتسامة حنفي و هو يقول
شروطك أوامر يا أسطى بس أنا كمان ليا طلب
رفع جعفر حاجبه المقسوم بسبب ذلك الچرح القديم ليقول حنفي قبل أن ټخونه شجاعته أمام تلك الهيئة المخية التى تقف أمامه متجسده فى كتلة عضلات تحمل رأس له عينان حادتان
مهرها و لا هتاخدها كده من غير حاجة
ليعود جعفر يمسكه من ملابسه و هو يقول بصوت جهورى جعل جميع أخوتها تتجمع عند باب الغرفة الداخلية يشاهدون ما يحدث پخوف
أنت كمان عايز تاخد فلوس هى بيعه و عايز تاخد تمنها أنت راجل خسيس و
واطى صحيح
ليبعد حنفي يد جعفر عن ملابسه و هو يقول
تدفع مهرها تاخدها فى إيدك و أنت ماشي وأبقى أكتب عليها براحتك مدفعتش طلبك مرفوض و ورينا عرض إكتافك
لن يتحمل أكثر من ذلك فرفع قبضته و فى نصف وجهه ليترنح فى وقفته و سقط أرضا لينحنى جعفر و نظر إليه و هو مسطح أرضا
هدير معايا فى العربية بره هبعت أجيب المأذون و هكتب عليها و هديلك ٥ الآف جنيه بس مش عايز أشوف وشك نهائى و لا تقرب من هدير و لا من أخوتها و هتمضيلي وصل أمانه اااه علشان مترجعش فى كلامك موافق
ظل حنفى ينظر إليه پخوف ثم أومىء بنعم ليرفع جعفر عينيه إلى الأطفال الواقفين عند الباب و قال لأكبرهم
تعرف شيخ الجامع
أومىء الصبي بنعم ليقول له
روح ناديه بسرعة
ليركض علي إلى الخارج سريعا منفذا أمر جعفر دون أن يفهم و لكنه سعيد بسبب ما فعله فى والده الذي يظل طوال الوقت فى المنزل بين سبهم و و أيضا بسبب قسوته على أمهم المړيضة و أخذه للمال من هدير حتى يشترى تلك الأشياء الغريبة التى تجعله يقوم بأفعال لا يفهمها بسبب أن هدير دائما تبعدهم عنه حتى لا يأخذون شىء من أفعاله
بعد عدة دقائق عاد علي و بيده شيخ الجامع ليجد حنفي يجلس أرضا أسفل قدمي شاب ثلاثيني رغم أن ملامحه تبدوا عليها الشړ إلا

أنه توسم فيه خيرا و لا يفهم السبب
وقف جعفر سريعا و هو يقول
أتفضل يا شيخنا
جلس الشيخ عبد العليم و قال
خيرا ان شاء الله
كتب كتاب يا شيخنا .. بس الله يكرمك عايزين نخلص بسرعة
إبتسم الشيخ عبد العليم و أخرج دفتره من حقيبته الجلديه و هو يقول
مبارك يا أبني أين العروس 
تحرك جعفر إلى خارج المنزل و أقترب من السيارة و توجه إلى باب السائق
و فتحه و جلس بهدوء ثم قال بصوت هادىء
هدير هدير
فتحت عيونها بأرهاق و نظرت إليه بتشتت ليبتسم إبتسامة صغيرة و هو يقول
هدير أنا عايز أطلب منك طلب و لو سمحتي مترفضيش 
أعتدلت تنظر إليه باستفهام و حيره ليكمل هو بصوت حاني لكنه يحمل أيضا من الحزم الكثير ما جعلها لا تعلم ماذا عليها أن تقول
أنا طلبت إيدك من أبوكى و هو وافق و الشيخ عبد العليم جوه مستنيكى علشان نكتب الكتاب 
فتحت فمها ليشير لها بالصمت و أكمل كلماته
أنا أتفقت مع أبوكى على كل حاجة أنت و أمك و أخواتك هتيجوا تعيشوا معايا فى البيت أنا مقطوع من شجرة و لا ليا قريب و لا حتى غريب و أنتوا هتبقوا كل عيلتي و أهو القفه أم و دنين يشيلوها أتنين
كانت الدموع تتجمع فى عيونها و لم تستطع أن تجيب بأى شىء على كلماته ليقول هو بابتسامة رجاء و توسل
أرجوكي مترفضيش
لم تشعر بنفسها و هى تؤمىء بنعم ليبتسم و غادر السيارة و توجه إلى بابها فتحه و أشار إليها
لتترجل من السيارة ليمد يده يدعم وقفتها لتدخل إلى البيت بخطوات مترنحه لم تنظر إلى والدها الذى ينظر إليها بشړ و ڠضب مكتوم
أجلسها على الكرسي المنفرد و أنحنى ينظر إلى حنفي فى عمق عينيه و قال بتقزز
مش يلا بقا يا عمي
أومىء حنفي بنعم و هو يتذكر كيف جعله يمضى على وصل الأمانة دون أن يعطيه المال مشترطا أن يسلمه المال بعد عقد القران
بداء الشيخ عبدالعليم فى عقد القران و خلال دقائق كانت توقع بأسمها أسفل الورقة التى جعلتها الأن زوجة الأسطى جعفر السمج
غادر الشيخ عبدالعليم
ليقف جعفر ينظر إلى هؤلاء الأطفال اللذين يقفوا عند الباب الداخلى ينظرون إلى ما يحدث بالخارج دون فهم أو إستيعاب و قال
يلا يا ولاد لموا كل هدومكم و حاجاتكم
ثم نظر إلى هدير التى تنظر إليه بزهول و صډمه و عدم إستيعاب أقترب منها متجاهلا حنفي الذى ينظر إليهم پغضب
يلا يا هدير ساعدى أخواتك و جهزى والدتك علشان نمشي
أومئت بنعم و كأنها مغيبه عن العالم و الناس و تحركت بالفعل لكن بهدوء شديد بسبب ذلك الدوار الذى لم يفارقها يعلم إنها مازلت متعبه و لكن عليه أن ينهى الأمر مع حنفي
حين دلفت إلى الغرفة و أغلقت الباب نظر إلى حنفي و قال
هوصلهم على البيت و هجبلك الفلوس
و مد يده فى جيب 
الجلباب التى تملئها الرقع و خرج من المنزل
ظل جعفر ينظر فى أثره بتقزز و أشمئزاز ثم نفخ الهواء ببعض الضيق الذى تبدد و هو يرى الصغيرة التى فتحت له الباب تقف عند باب الغرفة المفتوح تمسك بين يديها بؤجه صغيرة تحمل فيها ملابسها القليله تنظر إليه بعيونها التي ټخطف الروح و القلب
و بعد عدة ثواني لحق بها أخواتها حتى خرجت هدير تحمل حقيبة مهترئه و قالت بخجل
أحنا جاهزين بس
أقترب منها و هو يقول باستفهام مصاحب بابتسامة صغيرة حانية
بس أيه 
أشارت إلى الغرفة لينظر إلى الداخل ليرى ذلك الجسد الهزيل الممدد على أريكة صغيرة فى إحدى جوانب الغرفة ليدرك ما تريد هدير قوله ليومىء بنعم
دلف إلى الغرفة و أقترب من الأريكة ليشعر بالصدمه حين وقعت عينيه على أمرأة أربعينيه بيضاء لكن المړض رسم على ملامحها المميزة آثاره لكن ما تراه عينيه يدل على أنها كانت سيدة جميلة بملامح ټخطف القلوب أبتسم لها لتبادله الإبتسامة 
توجه إلى السيارة و نظر إلى علي و قال
أفتح الباب يا بطل
لينفذ الصبي ما قاله له جعفر ليجلسها داخل السيارة و نظر إليهم من جديد و أشار إليهم أن يصعدوا إلى السيارة و فتح الباب لهدير و أشار لها أن تصعد هى الأخرى حملت أختها الصغيرة و ركبت بالفعل ليغلق الباب ثم وضع كل الحقائب فى شنطة السيارة و جلس مكانه و تحرك فى إتجاه بيته و حياة جديدة كان يتمناها هو منذ سنوات و حيره و خوف تسكن عيونها من مجهول لا تعلمه رغم إحساسها بالأمان الذى يسكن قلبها يجعلها تريد أن تغمض عينيها و ټغرق فى النوم براحة لأول مره منذ سنوات
............يتبع.....
الفصل الثاني
عيونها تدور فى كل مكان ترى أمامها بيت أدامي يليق أن يسكن به من هم من بني البشر غير ذلك الكوخ الصغير المتهدم التى كانت تسكن به هى و أخوتها و والدتها
بيت

مكون من طابقين يطل على حديقة صغيرة الطابق الأرضى صالة كبيرة و على الجانب الأيمن يوجد المطبخ الذى حين دخلته شهقت بصوت عالى بسبب إتساعه و أيضا جمال ألوانه و وجود كل الأغراض به حتى غسالة الأطباق
أقترب جعفر منها و قال بصوت هادىء
كنت بجهز فى البيت ده و أنا بتخيلك فيه كل يوم
نظرت إليه بعدم تصديق ليبتسم و هو يكمل
من أول يوم ډخلتي عليا ورشة المصنع و أنت باصه فى الأرض و إيدك بتترعش و الدموع ماليه عيونك سكنتي قلبي و كنت بدعى ربنا فى كل أذان إنك تكونى ليا ست بيتي و مراتي
أنهمرت دموعها فوق وجنتيها من الصدمه أو عدم التصديق لا تعلم و لكن الأرض تميد بها و لم تعد قدميها تحملانها ليقترب منها سريعا يضمها إلى صدره وهو يقول بقلق
أنت لازم ترتاحي .. كلام الدكتور معملناش منه أى حاجة تعالى معايا يلا
و تحرك ببطىء لتريح رأسها على كتفه العريض ليبتسم رغما عنه لذلك القرب الذى كان يحلم به طوال حياته
حين وصل إلى السلم كانت قدميها ثقيلة جدا لا تستطيع رفعها لينحني قليلا و حملها بين ذراعيه و كأنها عصفورة صغيرة بين يدى عملاق ضخم
صعد الدرج و هو يتأمل ملامح وجهها الملائكي لكنه شاحب مرهق يسكنه سنوات و سنوات و هذا هو دوره الذى خلق من أجله
توجهه مباشرة إلى الغرفة الكبيرة مرورا بثلاث غرف .. أولهم غرفة الصبيه و الذى أصبح بداخلها علي و حسام .. و

انت في الصفحة 2 من 12 صفحات