الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 18 من 103 صفحات

موقع أيام نيوز


.
ولكن كرم كان قد غفا دون ان يستمع لشئ 
ليزفر أكرم أنفاسه بضيق
محدش ضيعك غير دلع ماما
....................
ډفن وجهه في عنقها وهو يستنشق رائحتها التي افتقدها ..فأخذت تبتعد عنه 
موافق علي شغلك يامرام 
فجففت دموعها فمنذ ساعات أخبرته أنها لن تتراجع عن قرارها وحدث شيجار بينهم وترك لها المنزل وها هو يعود يراضيها

 وحشني حضنك اووي
تذكرت المرات العديدة التي منعته عنها برفض صريح فكلما اقتربوا من بعضهم ليله تستيقظ كارها لنفسها وله متذكرة زواجهم العرفي ومافعلته معه في الحړام
...............
يشعر بالغيرة كلما رآها تقف مع معاذ يتحادثوا ..وتبتسم له 
شعور الغيرة لم يجربه يوما مع سيلا ..أما ورد كل شئ معها مختلف
منذ لقائهم بالشرفه وهي تتحاشا نظراته ..وكأنها تخاف من شئ 
تتحدث مع معاذ الذي يخبرها بسعاده عن خطبته لجارته الجميله التي يحبها ..رغم سعادتها بحديث معاذ عن خطيبته الا ان قلبها يوجعها وهي تتذكر ماجد من كان يوما خطيبها 
واستأذن معاذ منها ليتابع عمله .. لتلتف حولها تبحث عن جواد فتجده بجانب كنان وتلاقت عيناهم 
........................
أنهي جاسم حديثه معها في الهاتف ولم يعد كما كان يشعر بالهفة في حديثهم .. وأخرج العلبة الأنيقة التي بها خاتم من الألماس ذو فص ازرق يليق بها وبعينيها الزرقاء .. رفيف هي الزوجه المناسبة له في كل شيء عائلة ومستوي وثقافة ... ولكن لما أصبح مترددا بعلاقتهما 
وجائت صورة مهرة أمام عينيه بموقفها اليوم عندما أخبرها برحلتهم غدا مع المستثمرين الأيطالين ..وكان ردها 
قولهم شكرهم وصل ..انا اديني اليوم ده اجازه وكده تبقي عملت معايا الواجب ياذوق 
كانت تحادثه بتلقائية ولم تدرك آخر جملتها الا عندما سمعت صوته المتهكم
ياذوق ..انتي فاكره نفسك فين يامهرة
وعاد من شروده وأبتسم 
.......................
وقفت أمام مرسي البواخر حانقة من تلك الرحلة التي قد دعوة إليها من قبل المستثمرين الايطالين 
فهم أرادوا قبل رحيلهم ان يدعوها مع جاسم ك شكر لها عما فعلت معهم
ونظرت إلي فستانها الصيفي الطويل بمقت علي شقيقتها 
فورد قد أصرت عليها بأرتدائه حتي نظارتها حاولت أخذها منها ولكن في النهايه نجحت بأن تخبئها في حقيبتها من أجل ان ترتديها ووضعت بيدها علي خصلات شعرها المعقودة وتمتمت بضيق 
انا ماليش في الأجواء ديه ..لاء انا لازم امشي
وكادت ان تلتف... فسمعت صوت جاسم وهو يهتف بأسمها ويبدو أنه قادم أتجهها 
وتذكرت نظارتها التي تعطيها عمرا أكبر من عمرها 
وفتحت حقيبتها سريعا لتخرجها ولكن أين النظاره 
وظلت تبحث وتبحث ولكن دون فائده
وزفرت أنفاسها بقوه وهي تعلم هوية من فعل بها ذلك فبالتأكيد ورد هي من أخذتها 
وألتفت بأرتباك ..لتجد جاسم يقترب منها ويخلع نظارته السوداء ويرتدي قميصا ابيض وبنطال من نفس اللون وحذاء رياضي 
كان يسير وكأنه كعارض الأزياء فيبدو ان للمال مميزات كثيره منها ان تجعلك كالنجم اللامع 
كويس أنك جيتي يامهرة
فأشاحت وجهها نحو البواخر المصفوفه بالمرسي 
ورد السبب هي اللي اقنعتني مرفضش الدعوه 
فأبتسم وهو يطالعها ولم ينتبه لفستانها ولا أنها اليوم لم ترتدي نظارتها
طب كويس ان في حد ليه تأثير عليكي 
وأشار لها نحو الباخره التي سيصعدوا عليها 
اعتبريه يوم ترفيهي 
وسار أمامها لتتبعه في صمت الي ان صعد علي الباخره ليستقبله أحد المستثمرين مرحبا 
ونظر إلي مهرة التي لم تصعد .. فمد لها يده كي يساعدها للصعود 
لتنظر مهرة حولها وهواء البحر يداعب وجهها .. وأرادت ان ترفض مساعدته ولكن عندما رأت المسافه الصغيره الفارغه بينها وبين الباخرة جعلتها تمد يدها بأرتباك له 
فأبتسم جاسم خلسة وقد فهم نظراتها ولم يعلق 
وبدأت الباخرة تتحرك وأندهشت

بأن جاسم يجيد الايطاليه ببراعه ... كانت امرأه واحده غيرها معهم ويبدو أنها رفيقة أحدهم ولعدم فهمها للغتهم لم يتشاركوا الحديث 
أخبرها جاسم بسعادتهم لقبولها الدعوة فهم الي الآن لم ينسوا ضيافتها لهم ولا طبق الكشري الذي اكلوه 
ليندمج جاسم بعدها معهم ..فمشروعهم قد وضعت اساسياته وجاسم هو المسئول عنه هنا وهم سيعودوا لوطنهم 
وأبتعدت عنهم الي ان يأتي موعد الغداء او العشاء
فالشمس قد قاربت علي الغروب 
كان الجو مشحون بطاقة جميله جعلتها تنسي حنقها من تلك الرحله وتقدمت لحافة الباخرة وتركت لرئتيها حرية التنفس بأستنشاق الهواء وتمتمت براحه 
الجو جميل بشكل ورد كان عندها حق
ونظرت حولها لتتأكد من خلو المكان الا بها في هبطت للجزء السفلي من الباخرة 
وقررت ان تطلق لخصلات شعرها العنان 
واخذت تفرد خصلاتها الطويله المموجه بأيديها 
ولم تدرك بوجود جاسم الذي هبط من أعلي باحثا عنها .. فاليوم لأول مره يري خصلاتها الطويله ذات اللون البني
فهي دوما تعقد شعرها تخفي طوله.. عيناه اليوم كانت تري مهرة الأنثي 
وفاق من شروده وهو يجدها تحني جذعها العلوي علي حافة الباخرة وتمد يدها نحو المياه الجارية
الفصل الرابع عشر.
_ رواية لحن الحياة.
_ بقلم سهام صادق.
كانت علي وشك ان تصل كف يدها لملامسة المياه ولكن صوته جعلها تتراجع سريعا متذكرة خصلات شعرها التي قد تركتها حره
المرادي احنا في النيل ..مش في حمام السباحه
فأرتبكت وهي تلتف نحوه تجمع خصلاتها .. تطالعه بأعين متوتره 
ليقترب منها جاسم متفحصا هيئتها 
اول مره اشوفك لابسه فستان 
ونظر لعينيها التي تشبه لون خصلاتها 
فين النضاره 
يبدو ان اليوم هو يوم رؤيتها وكأنها ليست هي 
وعقدت شعرها برابطته ثم مسحت عليه ترتبه 
مجرد تغير 
وضيقت عيناها وهي تتذكر فعلة ورد بأمر نظارتها 
اما موضوع النضاره .. نسيتها 
فأبتسم جاسم وهو يطالعها 
بس باين ان نظرك كويس ..ميستهلش انك علطوول لبساها 
فأشاحت وجهها بعيدا عنه ..تنظر إلى مجري المياه 
ممكن نسميها تعود 
وابتسمت وهي تشعر بملمس الهواء يداعب وجنتيها 
 الجو جميل اوي 
فخطي خطوه لجانبها .. متنهدا براحه 
فعلا .. 
وتابع وهو يطالع ما أمامه بأعين ثاقبه 
الجو الجميل والراحه النفسيه بتجدد الطاقه
فزفرت مهرة أنفاسها ببطئ 
حيث كده من واجب صاحب الشركه علي موظفينه رحله كل فتره عشان نجدد طاقتنا 
وألتفت نحوه ..فوجدته يطالعها وهو يعقد حاجبيه متذكرا يوم ان سألها صديق والده في النادي الرياضي إذا كان ديكتاتورا في عمله ام لا 
للاسف انا ديكتاتور 
علمت من رده الساخر أنه يتذكر نعتها له بذلك فيما مضى 
ياخسارة .. كلها أحلام موظف غلبان 
فأتسعت أبتسامته ... وهو يحدق بها 
انتي غلبانه يامهرة .. اي حد يقول الكلام ده غيرك 
وتابع وهو يتذكر مواقفها
قوانين عمل وبتطبقي اللي يعجبك .. جدال وبتجادلي معايا انا شخصيا .. قرارات وأخدتيها 
فكشرت بوجهها بطريقة مضحكه 
هو قرار واحد اللي أخدته وكان صح 
فطالعها جاسم بهدوء وهو يري أصبعها أمامه 
كويس أنك كنتي بتشتغلي حرة نفسك 
وتابع ضاحكا 
انتي مديرة نفسك يامهرة...دماغك ديه مينفعش معاها رئيس ومرؤوس 
رغم أنها تعلم ان كلماته لم تكن مدح... الا أنها شعرت بفخر 
أوعدك بعد تجربتي العظيمه في شركتك .. مش هكرر تجربة الشغل مع مدير يؤمر وينفش ريشه عليا ولا كأنه ..
وأتسعت عيناها وهي تجد ان كلماتها قد فهمها عليه وحده ..فهي تتحدث بالمجمل وقد أخذت راحتها في الحديث معه كونهم الأن خارج العمل 
احم هو انت كنت جاي ليه 
ليزفر جاسم أنفاسه بحنق وهو يبتعد عنها صاعدا لأعلي 
انتي لسانك ده محتاج تحجيم ..
وتابع دون ان يلتف إليها 
ياريت تحصليني 
لتنظر اليه وهو يصعد لاعلي متمتمه بحنق 
الراجل كان لطيف معايا ..
وأتبعته وهي تحادث نفسها
بس ده طلع بيضحك ويبتسم وبيتعامل ببساطه 
وقبل ان تكمل باقي حديثها مع نفسها .. وجدته يقف أمامها لا يفصل بينهم إلا خطوه واحده ..ومال نحوها
عدي السهره ديه علي خير وبلاش تحرجيني 
فأتسعت عيناها ..وهي تجده يكمل سيره 
.......................
جلست بأرهاق على فراشها وكادت ان تغمض عيناها 
مهرة انتي هتنامي قبل ماتحكيلي التفاصيل 
فتأوهت مهرة بأرهاق وأخذت تتثاوب 
بكره ياورده هحكيلك كل حاجه.. مش كفايه يوم الاجازه ضاع 
لتتمتم ورد بألحاح 
عشان خاطري يامهرة 
وازداد ألحاحها ..الي ان وجدت مهرة تدفعها بيدها عنها
بس خلاص 
وزفرت أنفاسها وقد عادت ذكرى اليوم بكل مافيه 
الباخرة كانت جميله اوي ياورد .. ولا الأكل تحفه 
فحدقت بها ورد بملل 
أكل يامهرة .. انا عايزه أسمع تفاصيل مواقف 
وغمزت بعينيها وهي تتنهد 
مثلا الأيطالين كانوا بيتعاملوا ازاي .. جاسم بيه تعامله معاكي بره الشغل وفي الهواء الطلق كان ازاي
فأبتسمت وهي تتذكر ماحصل بينهم
جاسم بيه والهواء الطلق .. ورد حببتي جو الأفلام والروايات بتاعتك انسيها
وتابعت وهي تأخذ وسادتها بين ذراعيها وتعطيها ظهرها 
وعشان أريحك انا مجرد لجاسم الشرقاوي حتت موظفه لا راحت ولا جات .. وهو بالنسبالي بلاء مستنيه أخلص منه وأرجع لحياتي ومكتبي الصغير والقضايا بتاعتي 
وغفت وهي تحلم بأحدي مرافعاتها أمام القاضي وصوتها يزلزل المحكمه 
.......................
أرتدت ثيابها الرسميه بسعاده وهي تتأمل هيئتها أمام المرآه لتجد كريم يقف خلفها مبتسما 
مبسوطه 
فحركت رأسها بفرح .. وأكملت وضع زينتها ثم خرجت من الغرفة 
دون ان تعطي له اي ردة فعل كما ظن 
فقد ظن أنها ستعانقه كما كانت تعانقه 
او ستطبع قبلة

أمتنان علي وجنته 
ولكن كل شئ أصبح في الماضي ..مرام تبتعد عنه تريد ان تأخذ فقط .. تعاقبه علي ماأقترفه بحقها رغم أنه ندم .. 
يريد الفتاه التي أحبها ولكن اين هي 
ونفض تلك الأفكار وخرج من الغرفه .. ليجدها في حجرة صغيريه تقبلهما وتخبر المربية بأمر طعامهم 
فأبتسم وداخله يحادثه
أعذرها وتحمل 
....................
دمعت عيناها وهي تستمع لأشتياق جواد لوالديه 
وضمته إليها وهي تتمتم 
لا تبكي جواد... سأبكي وسنغرق المكان
فأبتعد عنها جواد وهو ينظر لعينيها الدامعه ووجنتيها المبتله بدموعها ..ثم نظر لأرضية المكان متسائلا 
مازالت الأرض نظيفه ورد ..ولم يغرق شئ
وبعد ان كانت تبكي ..اڼفجرت ضاحكة وانقضت عليه تقبله وتدغدغه
أريد ان أكلك 
فضحك جواد بشقاوة 
لا تأكليني ورد 
فأكملت دغدغته بطفوله 
يالك من لذيذ ..همممم
كان كنان يقف يطالعهم مبتسما فقد جاء للتو من جولته من مطالعة أعمال المنتجع ومتابعة المهندسين
حول الفترة المتبقية من أكتمال كل شئ قبل أفتتاح المنتجع 
ولم ينتبهوا لوجوده الا عندما أقترب منهم .. وقد رأه جواد 
خالو 
وركض نحوه ..ليحمله كنان بحب .. وعيناه علي ورد التي وقفت تطالعهم بأرتباك تفرك يديها بتوتر كعادتها
.....................
حملت بعض الأوراق من أجل توزيعها علي مدراء الأقسام لتتفاجئ برقية تقف أمامها مبتسمه
صدفه جميله يامهرة
فأبتسمت مهرة لشقاوتها وصافحتها بود رغم انهم لم يلتقوا الا مره واحده 
ازيك يارقيه ..أكيد كنتي عند أستاذ مسعود
فمالت رقيه نحوها بمشاغبة 
لازم كل فتره اجي أشوف أحواله مع لطيفة 
فضحكت مهرة ... لتمتعض رقية 
شوفتي اه انتي اخدتي بالك من نظراتها..الا هو عامل مش شايف
فهتفت مهرة بتعجب 
انتي موافقه يتجوز 
فحركت رقية رأسها له 
مش عارفه.. بس انا نفسي اشوفه سعيد 
واقتربت منهم لطيفه بوجه مبتسم وصوت كعب حذائها يطرق الأرض
انتي لسا هنا ياحببتي 
ورمقت مهرة بنظرات ممتعضه .. لتلتقي عين رقية بمهرة فتبتسم 
وكادت ان نتصرف مهرة بعد ان وجدت ان وجودها ليس له داعي 
مهرة ممكن رقم تليفونك ..
وتابعت بود 
عايزه نكون صحاب
..........................
تفاجئ كريم من
 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 103 صفحات