الإثنين 25 نوفمبر 2024

لحن الزعفران شامه الشعراوي

انت في الصفحة 29 من 31 صفحات

موقع أيام نيوز

ومحشى وطاجن بامية وكفته
نظر إليها پصدمة ليقول أنتي بتتكلمي بجد ولا بتهزري
والله بتكلم بجد وبعدين لو مش مصدقني تعال شيل الغطاء من على الأطباق وانت تعرف بنفسك أني بتكلم بجد
طبعا مصدقك ياحب
بعد ساعة كان يقف على مرحاض المطبخ يغسل الأطباق بكل نغم بينما هى كانت تنظر إليه بحب فأتاها صوته السعيد بجد تسلم أيدك الاكل كان تحفه
بألف هنا ياروحي
أتجهت نحو الفرن لتخرج منه الكيكة لتضع عليها صوص الشوكولاته ثم وضعتها فى الأطباق بينما الأخر قام بملئ الأكواب بعصير البرتقال المحببة لديهم حينها حمل الصينية الخشبية المحملة بتلك الأشياء ليتجهوا بها إلى الخارج لتبدأ سهرة أسرية سعيدة فى جو دافئ وهادئ يستمعون لمسرحية العيال كبرت ليسود هذا الجو ضحكات فرحة نابعة من القلب
فى قصر الراشدي
كان عامر يجلس فى الحديقة شاردا فى تلك الأوراق المتساقطة من أغصان الشجر فأتى إليه أدم الذى جلس مقابلة فانتبه الأخر لوجوده معه ليتسال بلهفة
قولي عملت ايه عرفت حاجة عنها
اردف أدم بيأس للأسف يابابا معرفتش أى حاجة عنها عملت كل اللى أقدر عليه حتى اصحابي اللى كنت مكلفهم يدوره عليها مجبوليش أى خبر يخصها مش عارف بس هتكون راحت فين
زفر عامر بضيق وهو ينهض من مكانه ليقول بأرهاق
يعني ايه يعني أنا كدا بنتي ضاعت مني ومش هشوفها تاني
نظر إليه أدم بحزن ليقول بهدوء
إن شاء الله هنلاقيها يابابا بس حضرتك أهدى وكل حاجة هتبقى كويسة
الټفت الأخر ببصره نحوه وهو يضع يديه على صدره المټألمأهدي ازاى وأختك معرفش حاجة عنها خاېف ليكون حد اذاها مش هستحمل لو جرالها حاجة ياأدم أنا مابقتش قادر استحمل غيابها عني أكتر من كدا ليه محدش فيكم حاسس پالنار اللى جوايا
لم يلبث قليلا ليشعر بأختناق شديد يتملك منه فبدأ جسده يتعرق من أثر ذلك ليزداد ألم قلبه اضعافا لاحظ أدم ميل وجه أبيه إلى الشحوب ليقترب منه سريعا ليقم بأسناده فقال بقلق بابا مالك
بينما الاخر فقد أحمر وجهه وضاق صدره ليقول بتعب وهو يسقط على قدميه
مش قادر أتنفس حاسس أن روحي بتتسحب
تحدث أدم پخوف شديدمالك يابابا متخوفنيش عليكثم صاح بأعلى صوته مناديا على أخويه بعد أن رأى فقدان ابيه للوعي
أنيسياأنييييس عمر حد يلحقني بابا بيروح مني
فى المستشفي خرج الطبيب من العناية ليقترب منهما بعد أن سأله أنيس عن حال أبيه ليردف الأخر قائلا بهدوء أتعرض لأزمة قلبية وبسببها هيفضل يومين تحت الأجهزة لمراقبة حالته الصحية
تحدث أدم بقلق يعني بابا هيبقى كويس
أجابه الطبيب إن شاء الله متقلقش هيبقى كويس وطبعا الدكتور أنيس عارف ازاى هيتعامل مع الوضع ده
جلست نازلي على أحد المقاعد الحديدية لتضع وجهه بين يديه تبكي بصمت حينها أقترب أنيس وجلس بجانبها قائلا متقلقيش هيبقى كويس أزمة وهتعدي على خير
أردفت والدته وهى مازالت على تلك الوضعية قائلة بحزن هو ليه بيحصلنا كدا أشمعنا أحنا ليه دايما بيحصلنا مشاكل أمتى بقا نرتاح أنا بجد تعبت مبقاش جوانا غير الۏجع والحزن
متقوليش كدا ياأمي كل حاجة هترجع زي الأول وبابا ربنا هيشفيه وفيروزة هترجعلنا صدقيني هى كلها مسألة وقت مش أكتر فهوني كل نفسك
بكت أكثر عند ذكر أسم ابنتها فقام الأخر بضمھا بين ذراعيه
فى اليوم التالي 
كان عمران يدندن بمرح ناظرا إلى تلك الفتاة التى سلبت عقله ومعاك قلبي وبلاش تغيب عن عينى بتوحشني
ضحكت فيروزة بخفة ثم أخذت ټضرب كف على كف لتقول بذهول
ياروحي دي حالتك متأخرة أوي لا انت تاخد قلبك اهوه ياسيدي وتبعد عني انا مليش في شغل السهوكه دا
حدق بها بحزن مصطنع ليقول 
سهوكه بقا كدا يعنى اهون عليكى يابيبى
أطلقت الأخرى صوت رنة ضاحكة عالية عمران أنت بجد مالك شكلك مش طبيعى
أردف عمران بهيام قائلا بحبك بعشقك ياروزتي انتى ليه مش حاسه بيا دا انتى لو كنتى حجر كان نطق
هتفت فيروزة بهدوء وهى تضع خصلة شعرها خلف أذنيها بخفه
اديك قولت لو كنت بقا لكن أنا فيروزة
قام بلمس وجنتيها برقة بالغة جعلت جسدها يرتجف من أثر لمسته ليهمس إليها 
تعرفي أن انتى أحلى فيروزة فى الدنيا 
رفعت نظرها إليه قائلة عمران انت بتحبنى بجد
بينما هو تحدث قائلا لسه بتشكى فى محبتى ليكي
حدقت بعيناه لتهمس برقة 
مش بشك فى محبتك لكن بحب أسمعك وأنت بتعترف بحبك ليا وبحب أسمع أسمى بصوتك
تحدث عمران بمشاعر صادقة وبعشق جارف 
أنتى روحى وعشقى ومقدرش اتخيل حياتى من غيرك ولو ليوم واحد يافيروزتي أنتى فرحتى وشمسى وقمرى ونور عيونى ورفيقة دربى 
فى هذا الأثناء ولج إليهما سفيان الذى كان يحمل هاتف والده بقبضة يديه الصغير قائلا بابي تليفونك بيرن
أخذه الأخر منه ليرى من المتصل فكان زوج شقيقته
ربنا يستر وميكنش أتخانقوا مع بعض تاني ثم قام بتمرير يديه على الهاتف لياتيه صوت الأخر قائلا
ايه يابني ساعة علشان ترد
أجابه عمران بهدوء والله بقلق لما بترن عليا بحس أن فيه مصېبة أحكيلي ايه اللى حصل تاني
متقلقش محصلش خناقة بينا الموضوع بعيد كل البعد عنها
أومال
ايه اللى خلاك تتصل 
هو أنت معرفتش باللى حصل للسيادة اللواء عامر
هتف عمران بقلق حين الټفت ببصره نحو فيروزة 
ماله سيادة اللواء 
تصنمت يديها التى كانت تعبث بشعر الصغير لتقول بقلق واضح فى نبرتها عمران بابا ماله
بينما الأخر وضع الهاتف فى سترته بعد الإنتهاء من المكالمة ومعرفته بالوعكة الصحية التى أصابة عامر أقترب منها بحذر فمد يديه ليمسد على يديها برفق محاولا التحدث بهدوء فأتاه صوتها المرجؤ مرة أخري
بالله عليك قولي فيه ايه وليه وشك أصفر بعد المكالمة دي ايه اللى عرفته عن بابا خلاك بالشكل ده
أجابها بتردد قائلا
باباكى أتعرض لأزمة قلبية وهو دلوقتى فى المستشفي
شعرت بذاك الوقت بأن الدهر توقف عند هذة الجملة فبدأت عيناها تسيل بالدموع كالشلالات المتدفقة ليحتويها عمران محاولا تهدئتها بينما هى قالت من وسط بكائها بابا كويس صح ومش هيسبني لوحدي
هيبقى كويس ومش هيسيبك
رفعت رأسها ورمقته بنظرات خائڤة من الفقدان فقالت بتوسل أرجوك ياعمران خدني أشوفه علشان خاطري
أجابها الأخر بحزن وهو يمسد على شعرها
حاضر بس
انتي متأكدة أنك عايز تشوفيه لانك كدا هتظهرلي للكل
اؤمات بالإيجاب ليكمل حديثه
ماشى هوديك بس الأول أهدي مينفعش تشوفيه بحالتك دي
بعد مدة كانت جالسة فى السيارة بجانب عمران تفرك يديها بتوتر شديد ومازالت عيناها تتساقط لاأراديا بالدموع بينما الطفل الصغير أعاده والده فى طريقه إلى القصر ثم أتجه نحو المستشفي وحين وصلهم ولجت إلى المكان حيث ترقد به العائلة لترى أمامها والدتها واختها جالسين على المقعد وفى هذا الاثناء أنتبه إليها أنيس الذى حدق بها پصدمة ألجمته فقال هامسا فيروزة!
رفعت نازلي رأسها بعد وقوع هذا الاسم على مسمعها لتنهض سريعا من مكانها وهى تشاهد أبنتها تخطو نحوها بثقل لترقرق عيناها بالدمع بينما الأخرى وقفت مقابلها بجسد مرتجف فهي كانت تخشي هذا اللقاء دنت منها والدتها وهى تتحسس وجهها بيد مرتعشة تخشي من أن يكون هذا حلم فقالت بصوت باكي
بنتي أنتى هنا ولا أنا بتخيلردي عليا و قوليلي أني مش بحلم زي كل يوم أنتى فعلا هنا فيروزة ياعمري أنتى فقامت بضمھا بقوة وهى مازالت تبكي وتشكي من غيابها عنها لتلك المدة فقد كان عقابها قاسېا عليها فكانت فيروزة فى حالة لاتقل عن حالة والدتها فكلايهما يبكيان بشدة جعلت المتوقفون يدمعن
لحالتهن
تحدثت نازلي من بين بكائها ليه عملتي كدا ليه مشيتي وسبتيني ازاى هونت عليكي بجد حرام انتي وجعتي قلب أمك عليكي
أجابتها الأخرى وهى مازالت فى أحضانها
مكنش ينفع افضل بعد كل اللى حصل ياأمي أنا كنت تعبانه أوي ووجودي هناك كان هيتعبني أكتر
أبتعدت نازلي عنها قليلا لتجفف وجه ابنتها من تلك المياه التى تسيل على وجنتيها ثم قالت
من هنا ورايح مش هتبعدى عننا تاني فاهمة
حاضر 
بينما أنيس ولارين أقتربوا منها ليضموها بقوة ليعبرون عن مدى اشتياقهم لها ولم يخلوا هذا من المعاتبة وعند إذ تحدثت لارين بحزن شوفتى اللى حصل لبابا يافيروزة انتي متعرفيش هو قد ايه كان حزين أوي لبعدك عنه وبسبب ده هو تعب وخاېفة ليبعد عننا
هتفت فيروزة پألم قائلة متقوليش كدا بابا هيبقى كويس ومش هيسبنا نطقت بهذا وهى تنظر إلى عمران تستمد منه القوة والأمان
بعد خضون دقائق ولجت إلى العناية بمفردها بعد ما سمح الطبيب بهذا حيث أن عيناها امتئلت مرة أخرى بالدموع بعد ما رأته ضعيفا فى تلك الحالة مواصلا بأجهزة دنت منه وهى تشعر بنبضات قلبها ستخرج من مكانها جلست بجانب الفراش برفق وهى تمسك بكفه قائلة بحزن شديد وبكاء
بابا أنت سامعني أنا فيروزة بنتك تعرف أنك وحشتني أوي مكنتش أعرف أن أول ما اسمع أنك تعبان انهار بالطريقة دي حاولت أبقى قاسېة بس مقدرتش لأنك أغلي انسان عندي برغم كل اللى حصل أرجوك قوم انا محتاجاك جمبي أنت لتاني مرة عايز تكون أناني معايا وتحرمني منك أنا لسه معشتش معاك شعور الابوة اللى كنت بحلم بيه نفسي أحس بحبك ليا وان أنا بنتك فعلا أنت مش كنت عايز تعوضني علي السنين اللى فاتت دلوقتي أنا جيت يلا قوم وعوضني وأوعدك أني مش هزعلك ابدا فى حياتي
شهقت پعنف وهى تهتف قائلة بدون وعي
ارجوك يابابا ماتموتش دلوقتى وتسبني علشان خاطري أنا فيروزة وضعت رأسها على كتفه برفق وهى تبكي بأنهيار وصوت شهقاتها يعلو شعرت بيد تربت عليها ثم أتاها صوت مجهد قائلا بحنان هعوضك عن كل حاجة ياقلب أبوكي
ابتعدت برفق ثم قالت پصدمة فارحةبابا أنت فوقت أنا بجد مش مصدقة قفزت من مكانها أنا لازم أعرف الكل برا لكن مانعها والدها من الخروج قائلا بأرهاق
لا تعالي قربي عايز أشبع من شوفتك قبل ما حد يدخل أنتي متعرفيش قد ايه كنتي وحشاني بجد أنا فرحان اني تعبت لو كنت أعرف من الأول أنك هتيجي لما اتعب كنت تعبت من بدري ومكنتش عيشت طول الفترة دي فى حزن وقهرة
اقتربت مرة أخرى تقبل مقدمة رأسه ثم قالت بحزن
أنا اسفة مكنتش أعرف أن غيابي هيعيشكم فى حزن بالشكل ده
هتف عامر

بعيون دامعة أنا اللى أسفبسببي حياتك ادمرت و فضلتي تعاني طول السنين اللى فاتتسامحيني يابنتي مقدرتش احميكي من كل اللى حواليكي وسامحيني على معاملتي ليكي
أخذت تمسح وجهه من أثر البكاء قائلة بابتسامة رقيقة
مسمحاك بس أرجوك انسي كل اللى حصل كفاية ۏجع وحزن عيزاك ترجع بابا القوي لان لسه قدامك مهمة طويلة جدا علشان تعوضني وتراضيني كمان
قبل يديها بخفة ثم قال بحب أبوي بس كدا دا أنا هعملك كل حاجة انتي تتمنيهالكن فى سؤال فى بالي كنتي فين طول المدة دي
ابتعدت فيروزة
28  29  30 

انت في الصفحة 29 من 31 صفحات