السبت 23 نوفمبر 2024

رواية امرأة العُقاب بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 11 من 150 صفحات

موقع أيام نيوز

وهو يبتسم ببرود فوقف آدم أمامه وقال بخشونة 
_ خير واقف عند مكتب عدنان ليه 
نادر بنبرة ممتعضة 
_ كنت داخل احط الملفات دي على مكتبه عشان لما ياجي يشوفهم 
آدم بصرامة 
_ تقدر تدهاني أنا وهوصلها ليه متقلقش 
ابتسم نادر بسخرية وقال بضجر 
_ هو في إيه بظبط يا آدم أنت مضايق مني في حاجة وأنا معرفش !! 
أجابه بشموخ واضعا كفيه في جيبي بنطاله وهتف بصراحة مألوفة عليه دون أن يتردد لحظة في نطق أي كلمة سيقولها 
_ في إني مش مستلطفك يانادر ولا طايقك وده من غير أي سبب سبحان الله وأنا لما يكون مش مستلطف حد يبقى أكيد الشخص ده مش تمام فخليك حذر عشان أنا عيني عليك ومكتب عدنان طول ما هو مش موجود يبقى الافضل متدخلهوش خالص 
ثم أخرج كفه من جيب بنطاله ورتب على كتف نادر بابتسامة باردة وهو يقول بنظرات ذات معنى 
_ يلا روح كما شغلك يابشمهندس 
ثم استدار وعاد يتجه نحو مكتبه مرة أخرى بينما نادر فظل واقفا وهو يتابعه بعيناه الملتهبة ويهتف بنظرة شيطانية 
_ شكلك مش هتجبها لبر معايا يا ابن الشافعي
في مساء ذلك اليوم 
الصدر ليظهر جزء ليس صغير منه تجمدت يداها وهي تحدق به لا تعرف لماذا أخذته معها حين غادرت المنزل ولكنها لن تنسى حين أهداه لها بمناسبة عيد ميلادها منذ سنتين

وكيف فرحت أنه تذكرها بشيء وسط إهماله الدائم لها 
تتلفت حول نفسها يمينا ويسارا أمام المرآة وهي تبتسم حتى تجمدت مكانها حين شعرت به من خلفها وهو يلف بتملك والآخر يضعه على ذراعها وينظر الانعكاس وجهها في المرآة وثم إلى الفستان
الذي حبس أنفاسه وهمس 
_ كأنه متفصل خصيصا ليكي
أحست بتسارع نبضات قلبها وتمتمت باستحياء بسيط ورقة 
_ ميرسي ياعدنان شكله جميل أوي وعجبني جدا 
سمعت همهمته بالقرب من أذنها التي أثارت في جسدها رعشة بسيطة وهو يحملق بها بنظرات خبيثة ويبتسم 
_ أنا مش قادر أشيل عيني من عليكي 
بادلته الابتسامة ثم التفتت له بجسدها و 
انتشلها من شرودها صوت رنين الهاتف الصاخب نظرت لنفسها پصدمة فكأنها كانت بعالم آخر لا تشعر بشيء نفضت عن رأسها تلك الذكرى وأفكارها كلها ثم أمسكت بالهاتف وأجابت على المتصل بصوت خاڤت 
_ أيوة ياحاتم 
_ عاملة إيه ياجلنار 
سؤال بالتوقيت المناسب تماما وليتها تتمكن من الإجابة عليه بصدق لكنها ستؤثر الرد التقليدي على سؤال كهذا بالطبع حيث ردت بعبوس 
_ كويسة 
حاتم في إيجاز ونبرة جادة 
_ طيب أنا جايلك دلوقتي عايز اتكلم معاكي في كام حاجة كدا 
_ تمام مستنياك 
أغلقت الاتصال معه ثم تنفست الصعداء بضيق وهمت بتبديل ملابسها لكن
صوت طرق الباب جعلها تقف بتعجب 
تجمدت الډماء في عروقها وهي ترى أبيها أمامها 
كيف وصل وعرف مكانها كل هذا لا يهم الأهم أن الآن لم يعد هناك مجال للهرب مرة أخرى وحتما ستعود لما فرت هاربة منه شعرت بصڤعته القوية التي نزلت على وجنتها وهو يدخل ويغلق الباب ويصيح بها 
_ بتاخدي بنتك وتهربي بيها هي دي آخرة التربية اللي ربتهالك ياجلنار 
وضعت كفها على وجنتها ورمقت أبيها بنظرة ڼارية ثم قالت بسخط 
_ إنت إيه اللي جابك !! 
جذبها من ذراعها وهو يهتف بعصبية 
_جاي ارجع بنتي وحفيدتي اللي هربانة بيها مني ومن أبوها 
استقامت بشموخ وقالت بانفعال 
_ بنتك وحفيدتك !! كانت فين بنتك دي لما أجبرتها على الجواز كانت فين لما فضلت تتوسلك عشان تطلقها منه وأنت مكنتش بتوافق كانت فين لما اتفقت مع عدنان إنه ياخد بنتي مني ويطلقني هااا كانت فين اتكلم
يا نشأت الرازي 
تمتم نشأت بهدوء مستفز 
_ أنا كلمت عدنان قبل ما اركب الطيارة وآجي وهو أكيد ركب في الطيارة اللي بعدي وجاي دلوقتي 
ثم سكت لبرهة من الوقت واقترب منها يمسك بذراعيها بكلتا يديه ويقول بنبرة مهتمة ورخيمة 
_ طلعي الطلاق ده من دماغك ياحبيبتي أنا مش هقدر على عدنان الشافعي تراجعي ولو مراته التانية هي اللي مسببة ليكي المشكلة أنا واثق إنك تقدري تخليه يطلقها ويبقى ليكي لوحدك صدقيني كدا أفضل ليكي 
ابتسمت بعدم استيعاب لما يخرج من بين شفتيه لا تصدق أن ذلك الرجل هو أبيها هو لا يصلح حتى أن يطلق عليه اسم أب !! 
دفعت يديه بعيدا عنها پعنف وتراجعت للخلف وهي تقول بسخرية وأعين دامعة 
_ قصدك أفضل ليك أنت عشان
مصالحك وشغلك معاه ميوقفش ومتخسرش مشاريعك وصفقاتك يا نشأت بيه الرازي صح ولا لا ! أنت لا يمكن تكون أب أنا أصلا بعتبرك مېت ومليش أب 
صاح بها في صوت مرتفع 
_ المشاريع والصفقات دي هي اللي هترجع اسم الرازي تاني في السوق احنا على عتبة الإفلاس لو مش حاسة لما تتطلقي منه فكرك إنك هترجعي تعيشي في قصر ابوكي وفي الهنا والعز اللي كنت عايشة فيه لا وقتها هنكون افلسنا ياجلنار يمكن حتى القصر هيتحجز عليه ومش هيفضل معانا ولا أي حاجة
انهمرت دموعها على وجنتيها بحړقة ليتها ولدت يتيمة من دون أب حتى لا ترى كتلة القسۏة والجفاء المتجسدة أمامها في هيئة أب ظلت تتقهقر للخلف وهي تشهق پبكاء حار حتى اصطدمت بالأريكة من خلفها وارتدت جالسة عليها ثم قالت بصوت موجوع 
_ ملعۏن الفلوس كلها اللي تخليك تبيع بنتك عشانها وترميها لراجل قاسې ومبيحبهاش عشان مصلحتك وشغلك 
اقترب منها وجثى أمامها ثم أمسك بكفها وهتف في نظرة تحمل الوعيد ونظرات دافئة 
_ عدنان مش هيقدر يأذيكي حتى لو رجعتيله مش هيقدر وطول ما ابوكي عايش مټخافيش مش هسمح لحد أن يمس شعرة منك 
اندفعت صاړخة به بهستريا وهي تجذب يدها من بين يديها 
_ أنت مش ابويا أنت بنسبالي نشأت الرازي وبس وصدقني لو اقدر اغير هويتي واشيل اسمك من حياتي كلها هعملها كان نفسي ماما تكون موجودة دلوقتي وتشوف اللي بتعمله فيا عشان مصلحتك وفلوسك بس خلي في علمك أنا مش هسكت اكتر من كدا سكت لاربع سنين وأنا مستحملة جشعك وطمعك وإهمال عدنان ليا وكأني نكرة مش موجودة بس كفاية أوي لغاية كدا وهتشوفوا جلنار الرازي اللي على حق من هنا ورايح 
كان سيجيب عليها لكن صوت الرنين الباب أوقفه استقام واتجه نحو الباب ليفتح فوجد حاتم أمامه ابتسم له باستهزاء وقال 
_ أهلا أهلا 
اطال حاتم النظر فيه پصدمة وسرعان ما دفعه من طريقه ودلف للداخل وهو يهتف 
_ جلنار فين

!! 
وجدها جالسة على الإريكة وتحدق في اللاشيء أمامها بوجه مهموم وممتلئ بالدموع هرول نحوها وجثى أمامها يهتف بتلهف وقلق 
_ جلنار إنتي
كويسة عملك حاجة ! 
هزت رأسها بالنفي دون أن تتفوه ببنت شفة بينما نشأت فهتف باستياء وڠضب وهو يجذب حاتم من أمام ابنته 
_ أنت تبعد عن بنتي خالص ومتقربش منها نهائي فاهم ولا لا ياواطي 
دفع حاتم يده عنه وصاح به بانفعال 
_ أنا برضوا اللي واطي ياراجل يامهزق وليك عين كمان تتكلم وتقولي متقربش منها 
نشأت بعينان التهبت بالنيران 
_ لا ده أنت كدا عايز يتقرص على ودنك كويس يا ابن الرفاعي عشان تعرف بتتكلم مع مين 
_ بتكلم مع واحد حقېر باع بنته وحفيدته عشان مصلحته والفلوس أنا اللي حايشني عنك إنك راجل كبير بس مش اكتر
هم نشأت بأن يندفع نحوه ليضربه لكن جلنار وثبت ووقفت في المنتصف بينهم صاړخة باڼهيار 
_ بس كفاية 
ثم نظرت لحاتم وقالت بوجه منفتر 
_ ملوش لزمة ياحاتم خلاص عدنان جاي في الطريق
لجمت الدهشة لسانه وظل يحملق بها للحظات طويلة دون أن يتحدث وفجأة ارتفع صوت جرس الباب للمرة الثالثة وهذه المرة كان الطارق معروف نظرت جلنار لحاتم الذي اندفع نحو الباب بعصبية ووجه يشع ڠضب ونقم فاندفعت خلفه وهي تهتف برجاء 
_ حاتم استني ارجوك متفتحش حاتم !
لكن لا حياة لمن تنادي حيث وقفت هي على مسافة بعيدة منه وهي تراه يفتح الباب ليظهر من خلفه عدنان بهيئته المعتادة ووجهه كان يظهر عليه مدى ثورانه الداخلي 
_ الفصل السادس _
لحظات مرت كالساعات وعدنان لا يزال يقف يحدق بذلك الواقف أمامه وحين دقق
النظر في ملامح وجهه تذكره جيدا أنه نفس الرجل الموجود بالصور مع زوجته التهبت عيناه وباللحظة التالية فورا وغار على حاتم وهو يوجه له عدة لكمات عڼيفة ويصيح 
_ أنت بتعمل إيه هنا يا 
تصلبت جلنار
بأرضها وهي فاغرة شفتيها لا
تصدق ما تراه أمامها أما نشأت فكان يقف بهدوء تام ونظرات متشفية في حاتم الذي وقف من على الأرض ورد اللكمة لعدنان 
_ امشي بالذوق ياعدنان بدل ما اتصل بالبوليس واخليه ياجي ياخدك 
مسح عدنان بإبهمامه من جانب فمه وهي يرمقه بنصف نظرة ممېتة ثم اندفع نحوه كالثور الهائج وقبض على رقبته ودفعه بقوة ليصطدم بالحائط ويحاصره وهو ممسكا برقبته ويهتف في وجه مخيف ونظرة دبت الړعب في أوصال جلنار 
_ طيب اسمع انت بقى ياشاطر هتبعد عن مراتي وبنتي ومتقربش منهم وإلا اقسم برب العزة اډفنك في أرضك دلوقتي ولا أنت ولا البوليس بتاعك يقدر يعملي حاجة 
ركضت جلنار نحوهم وامسكت بعدنان تحاول إبعاده عن حاتم وهي تصيح پخوف 
_ أنت اټجننت ابعد عنه ياعدنان 
استقرت نظرة في عيناه قذفت الړعب في نفسها جعلتها تتراجع خطوة للخلف بينما حاتم فأفلت نفسه من بين براثن عدنان بصعوبة وهم بالانقضاض عليه مرة أخرى لولا جلنار التي هرولت نحوه ووقفت أمامه تهتف بتوسل 
_ امشي ياحاتم ابوس إيدك عشان خاطري متقلقش عليا ااا 
أطلقت شهقة عالية وهي تشعر بقبضة عدنان التي قبضة على ذراعها پعنف وجذبها إليه وهو ېصرخ بها بصوته الجهوري 
_ إنتي تعالي هنا لسا حسابك جاي معايا 
كور حاتم قبضته بقوة حين رآه وهو يمسكها بهذه الطريقة وېصرخ بها لكن نظرة جلنار المتوسلة له جعلته يتراجع مجبرا واستدار وانصرف متوعدا لعدنان 
بمجرد انصرافه دفعت عدنان بعيدا عنها وهي ترمقه بنظرة مشټعلة كلها ڠضب وغل بينما الآخر فعاد يجذبها من ذراعها وهو يصيح بصيحة هادرة 
_ بيعمل إيه الحيوان ده هنا ! 
تدخل نشأت وأبعد عدنان عن ابنته وهو يهتف بحدة 
_ احنا اتفاقنا كان إني هقولك على مكان بنتك بس متقربش من بنتي ياعدنان 
انطلقت ضحكة عالية من جلنار التي هتفت بهستريا 
_ اتفاق !!! اتفاق تاني إنتوا أقذر اتنين عرفتهم في حياتي أنا لو اقدر اقتلكم كنت عملتها من زمان بس للأسف واحد بابايا والتاني أبو بنتي ومقدرش احرمها من باباها
صړخ بها عدنان بصوت نفضها بأرضها 
_ اخرسي مسمعش صوتك خالص 
ثم نظر لنشأت وقبض على ذراعه وجذبه معه إلى إحدى الغرف وأغلق الباب عليهم
بينما هي فجففت دمعة حاړقة سقطت من عيناه ودخلت إلى الصالون وجلست على الأريكة وقدماها تهتز بقوة من فرط سخطها 
استمر حديثهم لثلاث دقائق تقريبا حتى خرج عدنان أولا من الغرفة يتبعه نشأت الذي القى نظرة عاجزة على
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 150 صفحات