الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية امرأة العُقاب بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 21 من 150 صفحات

موقع أيام نيوز

وليا حساب تقيل معاها خلاص جلنار الضعيفة والمکسورة مبقتش موجودة من هنا ورايح اللي هيفكر إنه يدوس عليا أنا أو بنتي هنسفه من على وش الأرض 
صمتت للحظة ثم استأنفت حديثها بخبث وابتسامة جانبية كلها نقم 
_ والافضل إنك تطلقني بالذوق عشان لو مطلقتنيش اوعدك إنك هتندم وبعد ما اندمك هرفع عليك قضية خلع وهكسبها وهتطلقني ڠصب عنك وتبقى طلعت من المولد بلا حمص زي ما بيقولوا
ثم ابعدت يدها عنه والقت عليه نظرة ڼارية بابتسامتها الباردة قبل أن تستدير وتهم بالابتعاد عنه لكنها أصدرت شهقة مرتفعة عندما وجدته يجذبها من ذراعها إليه فاصطدمت به 
_ وهترفعي عليا قضية من فين بقى من فلوس أبوكي اللي تحت إيدي ولا من
فلوسي 
ضحكت وقالت ساخرة بثقة 
_ مشكتلك إنك مستهون بيا بس عندك حق أنا اللي كنت ساذجة وضعيفة وسمحتلك تذلني وتهيني وتهمشني لغاية ما وصل الوضع بيا لكدا بس اوعدك إني هغيرلك نظرتك الخاطئة عني دي
شدد من ضغطه عليها وهو يقربها منه أكثر كأنه يثبت لها ملكيته عليها وأنها ستظل ملكيته الخاصة طالما يريد هذا أكمل همسه بنبرة مثلجة ومستنكرا تهديداتها 
_ لو فاكرة إن كدا بتلوعي دراعي مثلا أو بتجبريني فتبقى فعلا ساذجة طول ما أنا مش عايز اطلقك مش هتطلقي لو عملتي إيه والصراحة حمستيني عشان أشوف اڼتقامك وحقك هتاخديه إزاي مني أو هتخليني اندم إزاي يارمانتي 
_ دي عشان حذرتك كذا مرة متلمسنيش 
أيقظت الۏحش النائم وآخر كلماتها استفزته بشدة قد كان يجاهد أن يبقى هادئا بكل مرة تظهر فيها
نفورها منه بكلمتها متلمسنيش لكن فاض الكيل جذبها إليه للمرة الثانية منحنيا على وجهها وهذه المرة كان على وشك أن ينقض عليها ليعاقبها على كلمتها التي تكثر منها عمدا حتى تستفزه وليشبع شوقه إليها الذي لم يستطيع إنكاره منذ اللحظة التي وجدها فيها بعد غياب لشهرين وأكثر لكن الطرق اللطيف على الباب قطع اللحظة وصوت هنا وهي تهتف من خلف الباب 
_ بابي ادخل 
توقف على بعد سنتي مترات لا تحسب وأغمض عيناه بغيظ مكتوم بينما هي فدفعته پعنف وطالعته بنظرة ڼارية ثم اتجهت إلى الباب وفتحت لصغيرتها التي طالعت أمها بضيق وقال بعبث 
_ أنا وحدي برا ! 
انحنت وحملتها على ذراعيها تهتف بحنو أمومي مبتسمة 
_ أنا آسفة ياروحي دلوقتي هنغير هدومنا أنا وإنتي وبعدين هنطلع الهدوم من bags ونحطها في الدولاب 
هنا بحماس طفولي 
_ وأنا اساعدك 
جلنار ضاحكة 
_ طبعا هتساعديني احنا كبرنا خلاص
ومبقناش صغيرين right 
هزت رأسها بإيجاب في إشراقة وجه ساحرة ثم نظرت لوالدها الذي جلس على الفراش وأخذ يتابعهم بعيناه مبتسما فوضعت باطن كفها على فمها ضامة شفتيها ثم ابعدت كفها وارسلت له قبلة في الهواء قهقه هو على حركتها ورفع كفه ثم ضمھ ممسكا بالقبلة في نوع من المشاكسة اللطيفة وقرب كفه من جيب سترته العلوية ووضع قبلتها به ثم غمز لها بخبث فارتفع صوت ضحكتها العفوية على مداعبته لها ولعبهم نزلت من على ذراع أمها وهرولت راكضة إليه ثم قفزت عليه فتلقاها هو والقى بها على الفراش وانحنى عليها بجسده يدغدغها فانطلقت منها ضحكات عالية وهي تتلوى بين ذراعيه وتهتف بصوت غير واضح من فرط ضحكها الهيستيري 
_ خلاث يابابي شيبت شربت مايه كتير وبتتحرك 
توقف عن دغدغتها وأجابها ضاحكا باستغراب 
_ بتتحرك إزاي ! 
أخذت أنفاسها بصعوبة ورفعت كفيها لأعلى تهزهم يمينا ويسارا هاتفة بثغر مبتسم في نعومة 
_ كدا بق بق بق بق 
انطلقت منه ضحكة رجولية مرتفعة على طريقتها اللطيفة وكذلك جلنار التي علت

صوت ضحكتها بالغرفة بينما الصغيرة فاستقامت جالسة وتعلقت برقبة والدها تقول بمشاغبة في رجاء 
_ إيه رأيك نلعب لعبة حلوة بس من غير زرزغة زغزغة 
ضحك مرة أخرى بقوة على كلمتها الأخيرة ولثم وجنتها بقوة في حب وهتف لها من بين ضحكاته 
_ طيب نخليها بليل عشان دلوقتي أنا مستعجل ياروحي واتأخرت على الشغل 
عبس وجهها وزمت شفتيها للأمام بضيق فعاد ولثم
وجنتيها مرة أخرى هامسا باعتذار محب وحاني 
_ لا مقدرش على زعلك ياهنايا معلش ياحبيبتي ووعد تاني مني هنلعب كتير أوي اول ما آجي بليل خلاص ! 
رفعت كفها وقالت بسخط طفولي وهي تلقي بأوامرها عليه 
_ هنلعب خمسة لعبة لا عشرة كمان 
_ إن شاء الله نلعب للصبح هو احنا ورانا حاجة 
اتسعت ابتسامتها معبرة عن رضاها أخيرا فانحنى عليها يمد وجنته إليها هامسا 
_ يلا بوسة كبيرة لبابي بقى قبل ما يمشي
ربما لحظاته وحبه وحنوه على ابنتهم هو من جعلها تستمر معه حتى الآن على أمل أنه قد يأتي يوم وتنل من هذا الحب بعضا لكن اتضح أنها كانت تتوهم وتتبع سراب ! 
سار باتجاه الباب وهو يفرك جبهته بقوة من الألم الذي يجتاحه منذ أن فتح عيناه يحاول تذكر تفاصيل الأمس ولكن لا
يوجد بذهنه شيء سوى بعض الاشياء الناقصة أهمهم نادين ! 
ابتسم بعذوبة وافسح لها المجال للدخول وهو يهتف بترحيب 
_ ادخلي يانادين عاملة إيه 
دخلت وأجابت عليه
في نظرات مهتمة 
_ منيحة وإنت 
أغلق حاتم الباب وتوجه نحو الأريكة المتوسطة والقى بجسده جالسا ممسكا بجبهته ومرجعا رأسه للخلف متمتما پألم 
_ صداع هيفرتك دماغي يانادين 
تحركت نحوه ثم جلست بجواره وقالت في شيء من السخط 
_ أي طبيعي بعد كل هاد الشرب يالي شربته مبارح بتحس بهيك صداع من متى وإنت عم تشرب ياحاتم !! 
مسح على وجهه متأففا وأجابها بخنق 
_ نادين ارجوكي أنا مش مستحمل تأنيبك ليا أو كلامك اللي على علطول بتسمعهوني 
اتسعت عيناها بدهشة امتزجت بالاستياء ثم غمغمت تعيد عليه جملته بعدم تصديق 
_ مو متحملني !! أي تسلم أنا عن جد غلطانة إني جيت لألك حتى اطمن عليك 
ثم استقامت واقفة وهمت بالرحيل لكنه أسرع وقبض على ذراعها يوقفها هاتفا باعتذار صادق وضيق 
_ أنا آسف والله مقصدش أنا بس الايام دي مضغوط وإنتي عارفة اقعدي يا نادين حقك عليا 
نادين بنظرة قوية وهي تنتزع يدها من قبضته 
_ لا نحنا الاتنين بنعرف كتير منيح إنك مانك مضغوط ولا شيء إنت 
قاطعها مبتسما بساحرية وتمتم بهدوء 
_ طيب بلاش نفتح السيرة دي دلوقتي واقعدي يلا وشوفيلي حل للصداع ده بدل ما إنتي قافشة عليا كدا 
صاحت به في انفعال 
_ وليش لأشوفلك حل حدا خبرك إني والية امرك ! كل شيء نادين تعي سوى هاد بتنام متأخر بليل وبتيجي تقول لا تنسي تفيقيني بالصبح مشان ما أتأخر
على الشغل نادين بدي ياكي تساعديني لأختار شو بلبس بهاي المناسبة نادين شو بسوى مع جلنار نادين نادين نادين لك نادين طهقت أنا ماني امك
قهقه عاليا بصوته العالي ثم غمز لها في مشاكسة يجيب عليها بلهجتها اللبنانية 
_ يقبرني هاد العصبي 
_ احترم حالك أنا لحد هلأ ما حاسبتك على اللي قلته مبارح 
تغيرت ملامحه وأخذت الجدية ليقول بإحراج بسيط 
_ اللي قولته !! هو أنا خرفت في الكلام أوي ! 
ضيقت عيناها وسألت بعدم فهم 
_ شو يعني خرفت ! 
حاتم بنبرة حادة وبوجه يعطي تعبيرات الاعتذار مقدما 
_ يعني قولت كلام مش لطيف يانادين ! 
هزت رأسها بإيجاب وتمتمت بصرامة ونظرات شرسة 
_ اممم مو لطيف أبدا ولولا إنك ما كنت بوعيك كنت بهدلتك 
زم شفتيه وقال معتذرا بأدب ورقة 
_ أنا آسف بجد بس نفسي أفهم إيه اللي جابك ليا من الأساس 
نادين بزمجرة 
_ كنت بتركك مثلا وإنت بهاي الحالة ! 
ابتسم لها بمشاعر نقية وامسك بكفها يتمتم في ود جميل 
_ ربنا يخليكي ليا أنا بجد من غيرك معرفش كنت هعمل إيه يانادين من غير زعل بس أنا بحسك امي بجد 
صړخت به بغيظ وعصبية وهي تسحب كفها 
_ لك لا تجنني شو امك !! شايفني عجوزة لتقولي امك
عاد يضحك مجددا وتمتم يصحح لها الفكرة ببساطة 
_ مش المعنى كدا مش عارف افهمالك إزاي بس انا بعتبرك كدا بسبب إنك قريبة جدا مني وتقريبا معتمد عليكي في كل في حياتي شغلي وحتى حياتي الخاصة انتي اللي بتظبطي ليا كل حاجة فيها يعني لو ماما كانت عايشة مكنتش هتهتم بيا زيك كدا 
هدأت ثورتها ولانت نظراتها فهتفت برقة رائعة مع نبرة صوتها الرقيقة 
_ الله يرحمها 
حاتم في خفوت جميل امتزج بمداعبته وفضوله الخبيث قاصدا إثارة سخطها 
_ آمين لكن مقولتيش أنا قولت إيه امبارح صحيح عشان للأسف مش فاكر 
طالعته بنظرة ڼارية ومغتاظة فسرعان ما ارتفعت صوت ضحكته الرجولية لأنه نجح بكل سهولة في تحقيق مبتاغه من جملة واحدة ! 
بعد صباح مرهق ومتعب ككل يوم في العمل كانت في طريقها للمنزل وهي تسير في شوارع حارتها وسط ضجة الاطفال والبائعين

وإذا بها تذكرت أنهم ينقصهم الارز بالمنزل ولن تتمكن من تحضير وجبة غذاء اليوم بدونه فانحرفت بقدمها لليسار نحو أحد محلات البقالة ووقفت تهتف بابتسامة خاڤتة من الإرهاق 
_ ازيك يا أم سلامة 
رفعت السيدة نظرها إلى مهرة وطالعتها بعين
ثاقبة ثم وقفت وقالت بهدوء 
_ نحمدو أخبار الحجة فوزية إيه 
مهرة بإيجاز وهي تخرج حقيبتها الصغيرة 
_ كويسة الحمدلله اديني كيلو رز يا أم سلامة 
تحركت السيدة خطوتين في محلها الصغير
والتقطت كيس ارز متوسط الحجم ثم وضعته في كيس أصفر اللون وأعطته لها وقبل أن تلتقط منها النقود انحنت للأمام مستندة برسغها على سطح المنضدة الخشبية الكبيرة التي تفصل بين الشارع والمحل من الداخل وغمغمت بعين خبيثة وابتسامة ساخرة 
_ ألا صحيح يابت يامهرة اللي عملتيه مع صابر الأعور ده ! 
رمقتها مهرة بابتسامة صفراء ومثلجة بينما الأخرى استكملت بخبث أشد 
_ ده سيرتك على كل لسان في المنطقة قال إيه بنت رمضان الأحمدي بتطفش العرسان عشان لا مؤاخذة يعني مشيها بطال صحيح الكلام ده يابت قوليلي ومټخافيش ده أنا برضوا يهمني مصلحتك اصل لو الكلام ده
غلط أنا اقطع لسان كل واحد يقول كلمة وحشة عنك 
اختفت ابتسامتها وتحولت نظراتها المثلجة إلى نيران متوهجة وتشنجت عضلات وجهها حتى أصبح وجهها اللطيف مرعبا وخرج صوتها شبه عاليا بانفعال هادر 
_ اقولك إيه يا ولية ياخرفانة انتي بعدين مين دي اللي مشيها بطال ده أنا اشرف منك ومن عيلتك كلها لتكوني فكراني مفياش لسان ومش هعرف ارد عليكي لا ده أنا لساني طويل وزفر أوي كمان 
رفعت السيدة ذراعيها لأعلى وصړخت باعلى صوتها صائحة باستهزاء وڠضب 
_ بقى أنا خرفانة يابنت حليمة الشحاتة لكن هقول
إيه ماهو صحيح تربية والدور والباقي على الحجة فوزية اللي معرفتش تربي بنت ابنها 
تجمع جميع من بالجوار من أهل الحارة على أثر صياح أم سلامة بينما مهرة فوصلت إلى ذروتها حيث ألقت ما بيدها من أكياس وهمت بأن تهجم على أم سلامة لولا أن إحدى الشابات بالمنطقة كبلت مهرة تمنعها وهي تهتف 
_ خلاص يامهرة 
صړخت مهرة باعلى صوتها محدثة أم سلامة وهي تحاول التملص
20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 150 صفحات