الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية امرأة العُقاب بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 49 من 150 صفحات

موقع أيام نيوز

منهم تالت ومتلت
طال النظر إليها في نظرة إعجاب بشجاعتها قوتها ثم هتف باسما 
_ إنتي بلاء ونزل فوق راسي يامهرة كل ما اشوفك تكون في مصېبة اول مرة تلفوني وتاني مرة كنت هخبط جدتك

بالعربية وتالت مرة في المعرض لما عصبتيني وكنت همسك في زمارة رقبتك بس تمالكت اعصابي ورابع مرة اهي زي ما أنت شايفة 
ابتسمت وهتفت بمرح لا يلائم الوضع أبدا وبمكر 
_ ما محبة إلا بعد عداوة 
_ نعم !! 
اقټحمت سهيلة الغرفة ودخلت وهي تهتف محدثة آدم قبل أن تنتبه لمهرة التي استفاقت 
_ خالتي فوزية قلقانة أوي يا أستاذ آدم و 
سكتت عن الكلام فور رؤيتها لمهرة وهرولت عليها تهتف باسمة بسعادة 
_ مهرة إنتي كويسة 
_ كويسة يا سهيلة الحمدلله مالها تيتا قالتلك إيه 
_ مش مصدقة ومصممة إن في حاجة واحنا مخبين عنها بالعافية اقنعتها وقولتلها اننا جايين في الطريق 
استقامت مهرة واقفة وقالت بجدية 
_ طيب يلا بينا عشان لما بتقلق جامد ضغطها بيعلى عليها
سهيلة باستغراب من حالتها الطبيعية التي تتحدث بها 
_ مهرة إنتي متأكدة إنك كويسة ! 
_ ياعم كويسة اغنهالكم ودوني بس البيت ارتاح كدا عشان بعدين انزل لبدرية الكلب دي اشق بطنها بإيدي اطلع مصارينها كدا وسعتها ابقى كويسة بجد ده أنا ھفضحها في المنطقة كلها الولية العايبة دي 
آدم بقرف وباستغراب 
_ مصارينها !!!! 
التفتت برأسها لها وهتفت في عفوية 
_ اهاا كرشها يعني كلت كرشة قبل كدا ولا لا هبقى اعزمك عليها في مرة هتعجبك اوي 
نغزتها سهيلة في جنبها بخفة وهي تزغرها بنظرها حتى تتوقف فرمقتها مهرة باستياء من نغزتها لها حتى تصمت وقالت 
_ في إيه ما إنتي بتاكليها هتعملي نفسك نضيفة قدامه 
رد آدم مبتسما بعدم حيلة وهو يكتم ضحكته 
_ خوديها ياسهيلة وأنا هخلص إجراءات الخروج وهاجي وراكي
سارت بها سهيلة للخارج وهي تهمس بغيظ 
_ ياحمارة انا بقولك اسكتي تقوليلي ما إنتي كمان بتاكليها كرشة
ايه اللي تعزميه عليه يامعفنة ياقذرة 
_ ما يمكن تعجبه ! 
_ اسكتي يامهرة مسمعش صوتك خالص لغاية ما نروح
في مساء ذلك اليوم 
فتح عدنان باب غرفته بعد أن تأكد من خلود صغيرته للنوم وقد ذهب هو أيضا لينل قسطه من الراحة المسائية اغلق الباب ودخل متجها نحو الفراش فوجد جلنار نائمة في هدوء على جانبها تنهد الصعداء بقوة واقترب منها ثم وقف أمامها يتأملها للحظات في صمت يتذكر كلماتها بالصباح له ومع أبيها عدنان عمره ما حبني عشان أناني ومتجبر 
خاڤت ومبحوح 
_ مش قادر اسيبك حتى لو عايز اريحك مش هعرف ياجلنار قولي عني زي ما تقولي أناني أو أي حاجة بس ڠصب عني مش عارف ابعدك عني لا إنتي ولا بنتي ! 
_ الفصل الثاني والعشرون _
شعر بتسارع أنفاسها بعد أن كانت منتظمة وهادئة فأدرك أنها تتصنع النوم وسمعت ما قاله تنهد الصعداء بابتسامة ثم رفع جسده قليلا عنها ومد أنامله يزيح خصلات شعرها عن وجهها وعيناها ودقق النظر في وجهها فلاحظ ارتجافة رموشها فتأكد حينها أنها بالفعل مستيقظة 
أخذ يعبث بأنامله في خصلاتها برقة وانفاسه الدافئة تلفح رقبتها ونصف وجهها وبعد لحظات من الصمت بينهم هو مستمر في تمرير أنامله فوق خصلاتها ويغلغلها داخلهم وهي لا تزال تتصنع النوم أصدر تنهيدة حارة ورأى أنه لا بأس من بعض الاعترافات البسيطة التي لا تعرفها عاد يتحدث من جديد بصوت رخيم ولكن هذه المرة هو يعرف أنها تسمعه 
_ لما وافقت على الطلاق كنت مضطر لما ملقتش حل معاكي تاني وتقدري تقولي كانت غلطة مني والحمدلله ادركتها قبل فوات الآوان أنا متفقتش مع نشأت إني اطلقك وآخد هنا منك أنا مش قذر للدرجة اللي تخليني احرم بنتي من أمها لو كان في اتفاق بيني وبينه فكان اتفاق إننا نفهمك إني هاخد هنا منك لو أطلقنا على أمل إنك تتراجعي عن اللي في دماغك وبرضوا ده تصرف
غلط معترف بكدا بس ملقتش طريقة غير دي ولو كنتي برضوا صممتي على الطلاق مكنتش هاخدها منك أكيد
سكت للحظة ثم أخذ نفسا عميقا واسترسل كلامه بلهجة باتت أكثر قوة 
_ لغاية ما خدتيها وهربتي بيها مش عارف كان تفكيرك إزاي وقتها كنتي بتحاولي تحميها مني عشان مخدهاش أو عملتي كدا قصد عشان ټحرقي قلبي على فراقها لإنك عارفة أنا روحي متعلقة بيها إزاي ولو كان هروبك ده عشان الاحتمال التاني فأحب اقولك إنك نجحتي في كدا كنتي السبب في إني عيشت شهرين في ألم وړعب وقلق من كتر خۏفي واحساسي بالعجز بقيت افكر إنكم ممكن يكون حصلكم حاجة شوقي وخۏفي على بنتي كان مش بيخليني عارف أنام حتى كنتي بتقوليلي هنتقم منك بس إنتي انتقمتي شړ اڼتقام لما حرمتيني من هنا كنت في حالة ڠضب لا يمكن تتخيلها ومن كتر ڠضبي كنت متوعدلك إني هندمك على اللي عملتيه ده لأن وسط خۏفي وقلقي على بنتي كنت قلقان والشك هيقتلني وأنا بفكر بتعملي إيه ورحتي فين وقاعدة مع مين ولما عرفت إنك قاعدة مع اللي اسمه حاتم ده اټجننت وحجزت على أول طيارة وسافرت وطول الطريق كنت منتظر اشوفك بس عشان اخد

روحك بإيدي من كتر عصبيتي 
لحظة أخرى مرت وهو يتنهد بعمق ويعود ويكمل بنبرة رخيمة عادت لسابقها 
_ بس لما شوفتك معرفش ايه اللي حصل هديت 50 درجة ومعرفتش انفذ اللي كنت ناوي اعمله أول ما اشوفك بعترف إنك وحشتيني ويمكن عشان كدا ضعفت لما شوفتك كنت غيران أه وإنتي عارفة إني بغير ورغم كدا بتتعمدي تجيبي سيرة حاتم قدامي ولما بتعصب بتزعلي ! يعني في الآخر الشهرين دول علموني حجات كتير أولهم إن قرار الطلاق كان غلطة ولا يمكن أكررها
توقف أخيرا عن الكلام ونظر لوجهها يتابع تعبيراتها لا تزال رموشها ترتجف 
_ كنت ناوي اقولك الكلام ده من بدري وأعتقد إن ده انسب وقت بما إنك مش فاهمة سبب رفضي للطلاق فيمكن دلوقتي تكوني لقيتي إجابة سؤالك تصبحي على خير يا رمانتي
ثم ابتعد عنها وتسطح على ظهره بجوارها واضعا كفيه أسفل رأسه وبقى محدقا في السقف لثواني قبل أن يغمض عيناه ويخلد للنوم بينما هي ففتحت عيناها والتفتت برأسها للخلف
تتطلع إليه في دهشة ممتزجة بالقليل من الراحة لم تكن أبدا تتخيل أن مكالمتها مع أبيها وحديثهم معا بالصباح سيؤثر به لهذه الدرجة ابتسمت بثقة مع قليل من الخبث
ثم عادت برأسها لوضعها الطبيعي وأغلقت عيناها تنوي النوم حقا هذه
المرة 
تسللت أشعة الشمس من خلف ستار النافذة الشفاف إلى عيناه فسببت له الإزعاج أخذ يتململ في الفراش بخنق ثم رفع يده لعيناه يفركها ويفتحها بصعوبة في وجه الضوء اعتدل في نومته وهب جالسا مستندا بظهره على ظهر الفراش وهو يمسح على شعره نزولا إلى وجهه متأففا الټفت برأسه على جانب الفراش الفراغ منها وهم بأن يمد يده ويتلقط هاتفه ليتحقق من الساعة لكن انفتح باب الحمام وخرجت منه وهي تجفف شعرها وترتدي منامة قطنية قصيرة تابعها بعيناه متفحصا إياها وهي لا تعطيه اهتمام تتصرف وكأنه غير موجود اقتربت ووقفت أمام المرآة ثم نفرت برأسها يمينا ويسارا تنفض الماء عن شعرها وتبدأ في تسريحه عيناه لم تحيد عنها وما دهشه إن نظراتها لم ترتفع للمرآة عن طريق الخطأ حتى لتنظر له قرر هو أن يبدأ بتحية الصباح حيث هتف مترقبا لردها 
_ صباح الخير ! 
ردت بنبرة جامدة من المشاعر بعد ثواني دون أن تنظر له 
_ صباح النور 
ازدادت نظراته قوة وهو يثبتها عليها متعجبا من أسلوبها فقد توقع أن بعد ما قاله بالأمس ستلين قليلا ولكن يبدو العكس الآن نزل من الفراش واستقام واقفا ثم تحرك باتجاه الخزانة فتح الجزء الخاص بملابسه في الخزانة وبرأسه يلتفت للخلف قليلا ينظر لها بتدقيق حيث أن المرآة تقع بالقرب من الخزانة فكانت هي تقف قريبة منه وتلاحظ بطرف عيناها نظراته
لها وتتجاهلها عمدا أخرج منشفته حتى يدخل ويأخذ حمامه الصباحي وعيناه لا تزال ثابتة عليها وما يثير غيظه تجاهلها له يتطلع لها وكأنه ينتظرها أن تقول شيء ولكنها تتصرف كأنها لا تراه من الأساس اغلق باب الخزانة بقوة والټفت بجسده ناحيتها وهتف بصوت غليظ 
_ أنا هروح الشغل واحتمال مجيش بليل 
لم تجيب واستمرت في تجاهله وهي مهتمة بتسريح وتجفيف شعرها فسمعته يهتف بحدة وهو يقترب منها 
_ سمعتي أنا قولت إيه ! 
خرجت عن إطار صمتها أخيرا والتفتت برأسها له تهتف ببرود 
_ سمعت براحتك أساسا مش هتفرق معايا بحاجة 
اتسعت عيناه من ردها واحتدمت نظراته وهو يجيبها بصوته الخشن 
_ اممم أنا قولت اعرفك عشان متعمليش زي كل يوم وتقولي إنت لسا تعبان ومينفعش تخرج 
ابتسمت وهدرت بعدم مبالاة مٹيرة للأعصاب 
_ لا مش هقول إنت مش طفل صغير وعارف مصلحتك أكيد روح خد الشاور يلا عشان تلبس ومتتأخرش على work 
رفع حاجبه مستنكرا ردها وهو يبادلها الابتسامة ببرود ظاهري مزيف بينما هي فزدادت ابتسامتها اتساعا وهي ترى مجاهدته في الظهور بهدوء على عكس ما يخفيه خلف هذا الوجه استدارت بجسدها مرة أخرى للمرآة واكملت ما كانت تفعله وتتطلع لوجهه في انعكاس المرآة فترى نظراته المشټعلة باللحظة التالية اقټحمت الصغيرة الغرفة وهي تهتف بعفوية 
_ مامي مامي 
لكنها ابتسمت بساحرية بمجرد رؤيتها لأبيها وهرولت إليه فانحنى وحملها على ذراعيه ولثم وجنتها بحب هامسا 
_ إيه الجمال ده يا هنايا 
أمسكت الصغيرة بخصلات شعرها في رقة وقالت بسعادة من مغازلة أبيها لها 
_ مامي عملت ليا شعري كدا حلو 
_ إنتي كلك على بعضك حلوة يا ملاكي 
ضحكت بخجل تخفي استحيائها فيبادلها هو الضحك ثم رفعت رأسها بعد ثواني وتطلعت لأمها التي تتابعهم مبتسمة بدفء فانحنت على أذن أبيها وقالت بحماس 
_ بابي امتى هنقول لمامي ! 
انحنى هو الآخر على أذنها وهمس 
_ لسا مش دلوقتي اوعي تقوليلها ! 
هزت رأسها بالإيجاب في ابتسامة حماسية فطبع هو قبلة على شعرها وانزلها ثم اتجه إلى الحمام بمجرد دخوله أمسكت جلنار بهنا وهمست بفضول 
_ إنتي وبابا مخبين إيه عني ! 
هنا بتوتر وهي تهز رأسها بالنفي باسمة 
_ لا بابي قالي مقولكيش 
هتفت بجملتها

وسحبت ذراعها بسهولة من قبضة أمها ثم هرولت للخارج وتركتها تتساءل بفضول عن ما يخفوه عنها
بمطار القاهرة الدولي 
كانت تقف بمنطقة صغيرة بعيدة عن أشعة الشمس وهو يقف بعيدا عنها يتحدث في الهاتف مع أحدهم وماهي إلا لحظات حتى توقفت
أمامه سيارة سوداء وترجل منها شابا ثم بدأ يتبادل أطراف الحديث مع حاتم وهم يضحكون بصفاء وانتهي حديثهم بتوديعهم لبعض وهو يشير له بأن يرحل وكأن مهمته قد انتهت فور رحيله الټفت برأسه لها وأشار لها
48  49  50 

انت في الصفحة 49 من 150 صفحات