الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية امرأة العُقاب بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 60 من 150 صفحات

موقع أيام نيوز

نافية بسرعة تهتف
في حزم مزيف 
_ لا وبعدين أكيد مش هخاف من كابوس يعني ! 
رفع حاجبه بسخرية وهو يضحك بصمت ثم هدر 
_ طيب تعالي يلا نطلع فوق لأن حتى أنا عايز أنام 
جلنار بعناد وغيظ 
_ لا أنا مش عايزة أنام اطلع إنت براحتك 
زفر بعدم حيلة مبتسما وبقى جالسا مكانه ثم أمسك بهاتفه وبدأ يتصفح به وهي تجاهد بكل قوتها حتى لا تنغلق عيناها وتنام تخترق عيناها الهاتف معه تشاهد ما يشاهده في محاولات بائسة منها حتى تطرد النوم من عيناها لكن دون جدوي ودون أن تشعر انغلقت عينيها تدريجيا رغما عنها وبعد لحظات قصيرة مالت برأسها بلا وعي على كتفه معلنة خروجها في رحلة نومها القصيرة 
الټفت برأسه قليلا للجانب بعد أن احس برأسها فوق كتفه تأملها لدقيقة في أسف وبأنامله يملس على شعرها في لطف هامسا في ندم 
_ مش عارف هقدر اخليكي تسامحيني ولا لا طول الأربع سنين وأنا كنت مهملك ومدتكيش حقك وظلمتك عشانها وهي كانت پتخوني وفي حضڼ راجل غيري كنت مغفل وغبي لدرجة اللي خلتني مكتشفش خيانتها ليا طول السنين دي لو كانت طعنتني پسكينة كان المها هيكون اهون من اللي حاسس بيه دلوقتي صدقيني أنا لو ندمان على حاجة فهي خسارتي
ليكي سامحيني ياجلنار أنا آسف يارمانتي 
سقطت

_ شكلي أنا اللي هقولك متقربيش مني بعد كدا
استمر في صعود الدرج حتى انتهي وسار في الردهة المؤدية لغرفتهم وفتح الباب بقدمه ليدخل ويتجه بها نحو الفراش ثم ينحني للأمام قليلا ويضعها برفق فوقه ويسحب الغطاء على جسدها فتحت هي جزء من عيناها تتطلع إليه بنعاس وعدم ادراك للوضع لكن حين أظلمت الغرفة انتبهت حواسها وهتفت بنعاس وضيق 
_ افتح النور 
_ أنا قاعد معاكي ياجلنار مټخافيش 
سمعت صوته فقط ولم تدرك ما يقوله حتى أنها لم تعلق مرة أخرى على الضوء واستسلمت لسلطان نومها 
فتح عيناه بصباح اليوم التالي عندما تسلل الضوء لعينه مسببا له الإزعاج الټفت برأسه للجانب فلم يجدها بجواره استقام جالسا ونزل من الفراش وكان سيهم بالذهاب للحمام لولا أن صوت رنين هاتفه أوقفه عاد خطوتين للخلف والتقطه يجيب على المتصل بحزم 
_ الو 
_ أيوة ياعدنان بيه نادر ملوش أي أثر 
أجاب عليه بغلظة صوته الرجولي 
_ طيب خلاص اقفل دلوقتي 
انهي معه الاتصال وغمغم لنفسه بعينان تلمع بوميض شيطاني مخيف 
_ هتفضل مستخبي مني زي لغاية امتى يعني مسيري هجيبك
القى بالهاتف على الفراش في عدم مبالاة وسار نحو الحمام حتى يأخذ حمامه الصباحي قبل أن يغادر المنزل وبعد دقائق طويلة نسبيا خرج من الحمام وهو يرتدي بنطال فقط ويترك قطرات الماء تتساقط من شعره فوق وصل إلى خزانته وأخرج ملابسه ثم بدأ في ارتدائها وبعد برهة من الوقت انتهي وغادر الغرفة ومنها إلى الدرج حيث نزل درجاته على عجلة وهو يتفقد ساعة يده 
وثبت هنا من مقعدها أمام التلفاز مسرعة فور رؤيتها لأبيها وهرولت نحوه تتعلق به في فيحملها هو فوق ذراعيه يلثم شعرها بحب متمتما 
_ صباح الخير ياهنايا 
هنا بإشراقة وجه ساحرة 
_ بابي هنروح بليل فرح خالتو زينة 
عدنان باستغراب وهو يبتسم لها 
_ مين قالك إن الفرح النهارده ! 
هنا بعفوية وهي تزم شفتيها بيأس 
_ مامي بس قالت إنت مش هتوافق ! 
رمقها بدفء وحنو فيغمز بمداعبة هامسا 
_
إنتي عايزة تروحي 
أماءت برأسها في إيجاب بابتسامة تملأ وجهها الصغير ثم وجدته يعود ليسألها بترقب أكثر 
_ ومامي 
هنا بخبث طفولي جميل محاولة إخفاض نبرة صوتها 
_ أيوة عايزة تروح تمان كمان 
سكت لبرهة يتصنع التفكير وهو يبتسم لها بمكر ومشاكسة ثم يتنهد بالأخير مغلوبا على أمره 
_ خلاص هنروح 
صاحت بفرحة غامرة وتعلقت برقبته في قوة هاتفة 
_ بحبك أوي يابابي 
_ وأنا كمان بحبك أكتر ياروح بابي 
فتح الباب وألقى نظرة بعيناه أولا وعندما تأكد من وجودها دخل واقترب منها بخطوات متريثة وقف خلف مقعدها تماما واستند بكفيه فوق الحافة العلوية من المقعد ينحنى عليها قليلا من الخلف هامسا بالقرب من أذنها 
_ جهزي نفسك بليل عشان نروح خطوبة زينة 
فزعت قليلا من صوته المفاجيء خلفها والتفتت برأسها له تتطلعه مدهوشة ثم هدرت أخيرا بعد لحظات من الصمت 
_ هو إنت رايح !!
حرك حاجبيه بمعنى لا
واجاب عليها في لطف 
_ كنت ناوي إني مروحش مليش مزاج احضر افراح يعني بس بما إنك إنتي والأميرة الصغيرة حابين تروحوا خلاص هروح عشانكم 
رفعت حاجبها بابتسامة ماكرة تفهم جيدا محاولاته في نيل رضاها وتلافي أخطائه بكل الطرق المتاحة أو تعويضها بمعنى أدق ولكن يؤسفها أن تعترف بأن جميع محاولاته البائسة لن تطفيء نيرانها بسهولة 
ردت عليه بجمود تام 
_شكرا 
لم يعقب على جمودها معه فهذا هو المتوقع ولو فعلت العكس سيكون الأمر ليس طبيعي بالنسبة له 
_ العفو يارمانتي 
لكنها رجعت برأسها للخلف 
_ عدنان ! 
تلاشت ابتسامته وهز رأسه لها بتفهم حتى لا يغضبها أكثر ثم غمغم بهدوء 
_ لو عوزتي حاجة لغاية بليل كلميني 
أماءت برأسها في إيجاب ومعالم وجه حازمة بينما هو فأصدر زفيرا حارا قبل أن يستدير وينصرف 
في تمام الساعة الثامنة مساءا 
يجلس على المقعد
بالأسفل وفوق قدميه تجلس صغيرته التي ترتدي فستان قصير ورائع يناسب حجمها وطولها ومن اللون الوردي مزخرف بنقوش صغيرة على شكل فراشات من نفس لونه كانت تتحدث مع أبيها بمرح وصوت ضحكتها الطفولية ترتفع في أرجاء المنزل تارة هو يبادلها الضحك وتارة يكتفى بابتسامته ويتولى هو مهمة مداعبتها 
رفع رسغه لمستوى نظره يتفقد الساعة حول يده فتأفف بنفاذ صبر وانزل هنا من فوق قدميه وهو يهتف 
_ خليكي هنا يابابا هروح اشوف ماما اتأخرت ليه
أماءت له بالموافقة وتابعته وهو يصعد الدرج حتى اختفى عن انظارها 
فتح باب الغرفة ودخل وكان على وشك أن يتحدث لولا أنه بلع كلماته في حلقه فور رؤيته لها تأملها بإعجاب للحظات فقط حبست أنفاسه بذلك الفستان الذي ترتديه وشعرها الذي تترك

حريته 
هام بها ولم يسمعها جيدا حتى عندما قالت له وهي تلقي نظرة أخيرة على مظهرها أمام المرآة 
_ أنا خلصت خلاص دقيقتين وهنزل وراك 
ثواني طويلة نسبيا مرت وهو لا يزال يتأملها في ذلك الفستان لكن اشتعلت نيران الغيرة في صدره حين انتبه لذراعين الفستان المنسدلين حتى منتصف كتفيها فسمعته يهتف بحدة ونظرة مشټعلة 
_تنزلي فين إنتي عايزة تطلعي بالشكل ده ! 
ضيقت عيناها بحيرة من جملته ثم عادت تتفقد مظهرها مرة أخرى أمام المرآة بتشكك هامسة 
_ ماله شكلي ! هو الفستان وحش ! 
عدنان پغضب بسيط 
_ غيري الفستان ده ياجلنار والبسي واحد كويس 
جلنار بعناد وغيظ من لهجته الآمرة 
_ مش هغيره أنا عاجبني 
أثارت سخطه أكثر حيث أجابها بعينان ڼارية 
_ وأنا قولت هتغيريه مش هتخرجي بيه يامدام عايزة تطلعي كدا !!! 
لم تبالي بنظراته الڼارية لها وهتفت بإصرار في برود 
_ مش هغيره إنت حتى لبسي هتتحكم فيه !
تململك بين قبضته وهي تشهق بدهشة من فعلته وتحاول دفعه صائحة 
_ بتعمل أيه ابعد !!
عدنان بهمس مخيف وعينان تعطي إنذار أحمر 
_ بساعدك تغيريه بما إنك مش عايز تغيريه بالذوق 
جلنار بعصبية وهي تحاول دفعه بعيدا عنها 
_ عدنان ابعد عني احسلك بقولك ابعد م 
توقفت عن الكلام حين شعرت بيده تمسك بذراع الفستان لينزله هو لا يمزح
سينزع الفستان عنها بنفسه لو استمرت في العناد ابتلعت ريقها بارتباك وصاحت مسرعة باستسلام قبل أن يتمادى أكثر 
_ خلاص هغيره 
توقف وهو يبتسم بلؤم ثم رد عليها بخفوت مريب 
_ أيوة كدا شطورة يارمانتي هستناكي برا خمس دقايق وتكوني خلصتي عشان اتأخرنا 
نزعت عنها الفستان وارتدت آخر كان لونه من نفس لون فستان ابنتها هذه المرة كان بحمالات عريضة تنزل بفتحة مثلثية عند الصدر لكنها لا تظهر داخلها وظهرها من الخلف لا يظهر منه شيء عندما انتهت وخرجت من الغرفة كان هو يقف بجانب الباب ينتظرها القى عليها نظرة متفحصة من أعلاها لأسفلها دون أن يعقب بينما هي فكانت تتطلع إليه بقرف وازدراء 
داخل القاعة الخاص بحفل الخطبة 
كانت جلنار تجلس على مقعد حول طاولة متوسطة الحجم نسيبا وتجلس على مسافة قريبة منها بعض الشيء أسمهان 
كانت جلنار تحاول تفادي نظرات نادين بعدما رأتها لا ترغب في رؤية حاتم الآن أبدا ليست في مزاج لتتحمل شجار عڼيف بينه وبين زوجها أما أسمهان فكانت عيناها ثابتة على حاتم الذي يقف في جهة بعيدا عنهم يتحدث مع مجموعة من الرجال وماهي إلا دقائق معدودة حتى رأته يمسك بهاتفه ويجيب عليه وهو يسير مبتعدا عن الحشود حتى دخل بغرفة منعزلة عن الحفل والقاعة ليتمكن من التحدث براحة 
التفتت أسمهان برأسها تجاه جلنار فقد أتت لها الفرصة على طبق من ذهب
وحين لاحظت عدم وجود هنا بجوارهم حول الطاولة ولمحتها مع آدم الذي كان يحملها ويتجه بها لخارج القاعة فابتسمت بخبث وانحنت على أذن جلنار وهتفت بقلق مزيف 
_ جلنار
قومي شوفي هنا شوفتها بتدخل الأوضة اللي هناك دي وحدها
بتلقائية نظرت جلنار باتجاه الغرفة متعجبة ودارت بنظرها حولها تبحث عن ابنتها بين الحشود فلم تجدها زعرت وتسارعت دقات قلبها پخوف خشية من أن يصيبها مكروه وفورا هبت واقفة تهرول باتجاه تلك الغرفة التي رأتها جدتها تدخل إليها كما أخبرتها ! 
تابعتها أسمهان بنظرها وهي تضحك بخبث وتشفي وفور تأكدها أنها دخلت بالفعل التفتت برأسها تجاه ابنها المنشغل بالحديث مع أحدهم وأشارت له بأن يأتي لها مسرعا 
اعتذر عدنان من الرجل وسار نحو أمه حتى وصل لها فيجدها تهتف بحدة 
_ شوف مراتك بتعمل إيه قامت من حوالي خمس دقايق ودخلت الأوضة اللي هناك قالت هترد على التلفون ومرجعتش لحد دلوقتي !!
الټفت برأسه للخلف ينظر لتلك الغرفة بنظرات كلها حيرة وريبة ثم عاد برأسه مرة أخرى يتطلع لأمه بعينان تلمع بوميض غريب فينتصب في وقفته ويسير متجها نحو تلك الغرفة بخطوات سريعة قليلا هناك أسئلة كثير تدور في حلقة ذهنه تثيره بالڠضب وعند وصوله أمام الباب لم يتمهل للحظة حتى بل أمسك بالمقبض وانزله للأسفل لينفتح الباب ويدفعه للداخل بقوة 
_ الفصل السابع والعشرون _
لحظات من الصمت القاټل مرت بعد أن دخل ورأى حاتم لم تتمكن من سماع صوت بالغرفة سوى صوت زمجرته وهو يحدق في حاتم شزرا كأسد يستعد لينقض على فريسته ويلتهمها اضطربت من وجوده ونظراته المخيفة التي لا تبشر بخير أبدا فالتفتت برأسها تجاه حاتم لتجده يتطلع إلى عدنان بثبات انفعالي رهيب وعلى ثغره ابتسامة ساخرة بها بعض التحدي 
خرج صوت عدنان متحشرجا وهو يقترب باتجاه حاتم 
_ إنت بتعمل إيه هنا ! 
نقلت جلنار نظرها بينهم في خوف واحد لا يبالي ويبتسم عمدا حتى يثير خصمه بينما الآخر احتقنت ملامح وجهه بالډماء وبدأ يضغط على قبضة يده يجهزها للكمة مپرحة سيوجهها للثاني 
رفع
59  60  61 

انت في الصفحة 60 من 150 صفحات