رواية حكمت وحسم الأمر، فهل من مفر بقلم إلهام رفعت
جامدة فاستطردت بحيرة زائفة وهي تجثو على ركبتيها امامه وتنظر له بجراءة
هو فيه واحدة عاقلة متجوزه عمار اللي الكل بېخاف من اسمه بس وترفض تبقى معاه دا انا لو هعيش بس لخدمتك طول عمري هبقى أسعد واحدة
ثم بدت نظراتها تتمرر عليه برغبة كأنها تحسه على قضاء الليلة معها ناهيك عن يدها التي تجرأت ولامست صدره بحركة تمني منها ادرك عمار نظراتها وما تزمع له وحملق فيها بابتسامة ساخرة على زاوية فمه حدثها بنبرة جعلتها تعود لرشدها وتعرف
الفصل السابع
جفاه النوم يفكر في خطوته تلك وهو ينظر بنفور لتلك الفتاة الغافية الذي أنزعج من مجرد وجودها معه في مكان واحد زفر عمار بخفوت ويبدو على تعابيره الضيق نهض من مقعده وهدج للخارج يريد الذهاب إليها فقد سلبته تضحى له رغما عنها كره نفسه وهي ترفضه ولم يعد يتحمل استمرار الوضع هكذا بينهم قال عمار في نفسه ربما تغار عليه من تلك الفتاة وتعود لما كانت عليه معه وتبادله الحب الذي لم يعد يراه منها وتتناسى امر والدها اللعېن
صمت راشد حينما تذكر ټهديد سلطان له بعدم كشف ما حدث وذلك لخوفه من العاړ فسيطاله اولا وعن فؤاد تعجب من حديثه ومن صمته المفاجئ وتطلع عليه بجهل ممزوج بالإستغراب انتبه راشد لنفسه ليقول لتغيير الموضوع قال بتردد
حدق فؤاد في والده بعدم فهم فهي اخته الوحيدة وبدلا
من تشجيعه للوقوف معها يمنعه من ذلك استنكر فؤاد بشدة
انت اللي بتقول الكلام ده يا بابا انت ناسي اخويا الصغير اللي ماټ على ايديهم ولا ناسي
حتما إلى نهايته هو الآخر ولم يملك غيره حيث هتف بانفعال مدروس
اللي قولته يتسمع اخوك وغيره راحوا وهما كمان راح من عندهم وهنفضل كدة لحد ما نخلص على بعض عايزين نكمل حياتنا مرتاحين عايز اشوف احفادي اللي انت حرمني منهم ورافض الجواز وانا ابوك وبقولك خليك بعيد علشان هتندم لما تعرف الحقيقة و صمت راشد ليلتقط انفاسه بصعوبة وهو يضع يده على صدره بسبب انفعاله الزائد انتفض فؤاد موضعه ليدنو منه وهو يهتف بقلق جلى حين وضع يديه على كتفه
حاول راشد التنفس بهدوء وسط نظرات فؤاد القلقة رد راشد بابتسامة متوسلة
انا كويس يا فؤاد بس لو بتحبني اسمع كلامي بكرة عمتك نفسها ټندم خليك بعيد يا ابني
اضطر فؤاد ان ينصاع لطلبه في الوقت الحالي خوفا على صحته فهو مريض رغم جهله بما يعنيه تنهد وقال بامتثال
حاضر يا بابا هخليني بعيد مع أني مش فاهم تقصد ايه بكلامك بس هخليني بعيد
انت مزعل مراتك ليه يا عيسى مش مالية عينك علشان تبص للخدامة ولا يكون هو دا مستواك وافتكرناك حاجة
نظر له عيسى بارتباك لبعض الوقت فكيف عرف بذلك كاد ان يرد بنفي ولكنه ادركه سلطان ليتابع بحنق
انت ابوك مقالكش أن انا نبهت عليك لو بس فكرت تبص لغيرها هعمل فيك ايه
وجه عيسى بصره لوالده الذي يحدجه بغيظ فلم يسعه الوقت كي يخبره فقد أتى في وقت متأخر ليلة أمس ابتلع عيسى ريقه ونظر لزوجته التي ترمقه باستهجان وتعالي شعر بالرهبة بعض الشيء ولم يستطع الحديث حيث وجد بالفعل صعوبة في النقاش مع هذا الرجل حاد الطباع وصاحب النظرات القاسېة نظر له عيسى ليقول بتوتر وهو يتصنع تبرير
سامحني يا عمي دي كانت نزوة والبت شكلها كان بيحاول معايا وأنا
قاطعته منى بنبرة احتقارية
كداب
انا شيفاك بعنيا وهي هنا وانت اللي كنت بتقرب منها وهي اللي كانت خاېفة منك
نظر لها عيسى بتوتر شديد ولم يستطع التفوه بكلمة واحدة في حين يتابع الجميع ما يحدث في صمت حتى راوية وكذلك سالم الذي يخشى حدوث مكروه لابنه بسبب عناده وها هو الآن في موضع لا يحسد عليه كي ينفعه تكبره الزائف أمام سلطان فهو بنفسه لا يستطيع الوقوف امامه وتنهد بتوجس يريد مرور الامر بسلام بينما حدق فيه سلطان بنظرات حانقة مستهجنة ليقول بحدة
بوس أيد مراتك
نظر له عيسى پصدمة على هكذا اهانة والجم لسانه في حين ابتسمت منى بتعال وادارت رأسها لترمقه بغرور فكم تطاول عليها من قبل وكانت تصمت مجبرة باتت نظرات سلطان تتبدل للإنزعاج لعدم طاعته له ارتعد عيسى ونظر لزوجته ثم مد يده ليرفع يدها على فمه تحبه يوما وتزوجته كأي زواجة طبيعية هنا ابتسم سلطان بثقة ونظر حوله ليسأل زوجته
اومال فين عمار وفين اللي متجوزهم
ارتدت مارية ملابسها وحجابها لتتهيأ للخروج فمن قواعد المكان التجمع حول مائدة الطعام ولكنها تأخرت عليهم دلفت للخارج بتقاعس فعظامها مازالت تؤلمها ناهيك عن بعض الكدمات الزرقاء في وجهها التي
حاولت اخفاءها ببعض الكريمات التي لم تفعل شيئا تنهدت بتأفف وهي تسير ببطء لتهبط الدرج بعدها ولكن قابلتها في الطريق تلك الفتاة الماكرة شيماء التي لمحتها تخرج من غرفتها فهي تعرفها جيدا تحركت نحوها بخطوات سريعة إلى أن وصلت إليها انتبهت لها مارية ونظرت لها بعدم اكتراث فهي لم تعرفها واكملت طريقها بينما حدقت فيها شيماء بخبث لتقول بميوعة شديدة
مش هتصبحي عليا يا ضرتي
امشي يا بت انتي العبي بعيد انتي مين انتي علشان تقفي قصادي وتكلميني أنا بالشكل ده واضح انك لسه متعرفينيش كويس اغتاظت الأخيرة وجزت على اسنانها فرغم أنها تزوجته لمجرد اغاظتها أخذت الموضوع بجدية مررت مارية انظارها عليها باحتقار وتابعت باستهزاء
مفكرة نفسك واحدة لا انتي ولا مليون زيك تفرقوا معايا ولو مش عارفاني أنا هبقى اعرفك أنا مين انا عارفة هو جايبك ليه حتة بت يغيظني بيها لأنه بېموت فيا
حدجتها شيماء بشراسة جعلت مارية تنظر لها بثقة الزمت شيماء نفسها بمضايقتها
بالفعل كأنها تريد هذا وليس مطلوب منها زيفت ابتسامة وتدللت في وقفتها لتنفي ما قالته
مين اللي قالك الكلام ده دا سي عمار طول الليل وهو في حضڼي ومسبنيش قضينا ليلة متتحكيش وهو كان مبسوط معايا قوي وبيقولوا أني أحلى بنت قابلها
لا تعرف لما انزعجت مارية من حديثها واقنعت نفسها بأنها تكذب ولم يلمسها قط هو يحبها هي وما تلك الفتاة سوى صورة فقط ليجعلها تغار وتبقى له نظرت للفتاة باقتطاب ثم اكملت طريقها لتهبط الدرج غير مبالية بها امتعضت شيماء لتتعقبها بنظرات منزعجة لحبه فيها بهذا الشكل وحسدتها في نفسها بأن تحظى برجل في مركزة وهيئته التي تجذب أي فتاة نحوه وكذلك طلعته وهيبته التي يهابها الجميع تنهدت شيماء بعبوس اكتسى تقاسيمها وخشيت انتهاء مهمتها لتظفر هي به اعتزمت في نفسها ټدمير علاقتها به مهما كلفها الأمر زفرت بقوة لترسم الثقة وتأهبت لتهبط الدرج فهي الآن زوجته
لم يعد هناك غير عمار فمقعده فارغا حيث انتظره سلطان ولم يتناول إفطاره وجه بصره لهذة البنت المدعية زوجته وسألها
جوزك منزلش معاكي ليه ايه اللي أخره
ارتجفت شيماء وهي تنظر له برهبة فهو يحدثها ردت بتلعثم
م م مش عارفة هو صحي بدري ومشفتوش
رمقها بتأفف ووجه بصره لمارية التي تجلس في هدوء قطب جبينه وهو يرى تلك الكدمات الظاهرة على وجهها نظر لها بشفقة فهي لا تستحق السيئ عكس والدها الأحمق وعن راوية لم تبالي بها قدر ما انتبهت لشيماء فكل ما تتمناه أن ترى احفادها ولم تجد في مارية هذا الشيء بسبب علاقة العداوة بينهما فهي حتى تلك اللحظة تخشى على ابنها منها
انتبه الجميع لقدوم عمار من الخارج بهيئة هادئة جعلت الجميع يحدق فيه باستغراب دنا منهم وجلس على مقعده بكل هدوء نظر لوالده وقال بشبح ابتسامة
صباح الخير يا حاج سامحني على التأخير اصلي ما نمتش طول الليل روحت المخزن خلصت شوية شغل
ابتسم له سلطان بمغزى وادرك زواجه المزيف لتركه زوجته قال بنبرة محببة
ولا يهمك يا حبيبي المهم تكون كويس
ابتسم له عمار ولم يعلق في حين نظرت مارية لشيماء بسخرية من كذبها عليها فابتلعت شيماء ريقها بارتباك وامتعضت في ذات الوقت ولكنها لن تيأس من محاولاته ليصبح هذا حقيقة بدأ الجميع في تناول الطعام في صمت منهم يفكر بخداع ومنهم من يكظم كرهه وباتت الأجواء مشحونة بداخل كل شخص يجلس على الطاولة نظرت راوية لشيماء وحدثتها بلطف كي تغيظ مارية فهي مزعوجة من وجودها
أكلي جوزك يا شيماء لو مهتمتيش بيه مين
هيهتم يعني
اتسعت ابتسامة شيماء الفرحة وهي ترد عليها بحماس
من عنيا يا حماتي أنا عندي أغلى من عمار
ثم وجهت بصرها لعمار وبدأت في سكب الطعام له بنظرات
شغوفة تتمنى له الرضى شعرت مارية بالغيرة وجزت على اسنانها لتضغط على الطعام كاتمة هياجها لتوددها عليه تنفست مارية بهدوء وهي ټعنف نفسها لما تفعل ذلك فلا يعنيها في شيء هو الآن عدوها اقنعت نفسها بصعوبة كي لا تهتم ولكن لا فائدة أحس بها عمار وابتسم بمكر نظر لشيماء وقال لها بحب زائف جعل مارية تصل لقمة غيرتها
خلاص يا حبيبتي كفاية انا هاكل كل ده
انفرجت شفتي شيماء وهي تنظر له بسعادة قالت بتمني
أنا يهمني بس رضاك عليا
كانت راوية تتابع ما يحدث بتشفي في مارية فقد ادركت غيرتها الآن مهما أخفت ذلك وهذا ما تريده وهو تركها القصر بينما لم يرتاح عمار لحديث تلك الفتاة كأنها تتودد له بالفعل تأفف في نفسه فقد اغتاظ هو من لهفة والدته عليها وعن مارية لم تتحمل كل ذلك كأنها