رواية شعيب(نبضات بين الوجدان) بقلم شيماء عصمت
بنظرات جعلت العرق يتصبب منه وينسحب لون الحياة من وجهه هتف الشاب بعد مرور عدة دقائق قائلا بإرتجاف أنت أنت مين وجايبني هنا ليه
هدر شعيب بصوت مرعب يذيب العظام من قسوته أنا نهايتك
انتفض الشاب بړعب فصاح شعيب بقسۏة مين اللي باعتك يالاه! ونصيحة مني بلاش لف ودوران وإلا صدقني هندمك على الساعة اللي جيت فيها الدنيا
إستقام شعيب بسرعة ليسقط مقعده پعنف مسببا صوتا مزعجا قبل أن يقترب منه يجذبه من فروة رأسه پعنف قائلا بحدة وسط صرخات الشاب المټألمة لف ودوران أنا مش عايز جاوبني أحسنلك أنت مش خارج من هنا إلا لما أعرف كل حاجة أنت فاهم
ابتسم شعيب بإنتصار قائلا سامعك
من كام سنة في واحدة ست معرفهاش طلبت مني أعمل كام صورة لحضرتك يا باشا ومعاك واحدة في أوضاع لامؤاخدة يعني
وصمت پخوف فهدر شعيب بحدة أفزعته إخلص
أكمل بإرتجاف عرضت عليا فلوس كتير عشان الموضوع يفضل في الخفى وفعلا عملتلها الصور زي ما طلبت بالظبط ومن بعدها وهي فص ملح وداب لكن من كام شهر ظهرت من تاني وطلبت مني نفس الطلب ولنفس الست ولكن لراجل غير سعادتك وأنا نفذت المطلوب و وديت الصور للمكان اللي هي طلبته مني
صړخ شعيب بهياج وانهال على الشاب بالضړب كان غاضب وبشدة وتلك الصور يراها أمام عينيه فيزيد غضبه أضعافا مضاعفة
بعد مرور عدة دقائق ابتعد شعيب عن الشاب وهو يلهث بإنفعال قبل أن يهدر بفحيح مرعب مين الست دي إنطق هي مين!
همس الأخير بتعب بصوت بالكاد يسمع معرفش معرفش
أقترب شعيب منه بټهديد فصاح الأخير بړعب والله ما أعرف هي مين بس أنا مصورها على تليفوني تقدر تشوفها
هما خدوه مني
هدر شعيب بصوت عالي حسن
دلف حسن للمخزن قائلا أوامرك يا باشا
تليفون ال ده فين
أخرج
حسن الهاتف من جيب بنطاله قائلا أتفضل يا باشا
أشار له شعيب بالإنصراف فاندفع خارج المخزن أما شعيب فهتف بتساؤل كلمة السر إيه
أجابه الشاب بصعوبة بكلمة السر والألبوم الخاص بصورة تلك السيدة ففتح شعيب الهاتف يبحث عن صورة تلك الحقېرة بلهفة فقد اقترب من معرفتها ورد كرامة زوجته وكرامته ولكن ما إن رأى تلك الصورة حتى تشوشت الرؤية أمامه فلم تك تلك الصورة سوى لنورا أبنة عمه توفيق!!! ما الذي يحدث بحق الله!!!
أومأ الشاب قائلا أيوة هي يا باشا أنا صورتها من غير ما تاخد بالها عشان أبقى مأمن نفسي
تجهمت ملامح الأخير بشكل مخيف واسودت نظراته بصورة مرعبة ودمار نورا قد أصبح هدفه لن يتخلى عنه سوى بخروج روحه أو روحها !
استيقظت صباح اليوم لتجد نفسها وحيدة في الفراش بحثت عن شعيب ولم تجده فأسرعت تحضر وجبة الأفطار للصغيرتين وعقلها مشغول بشعيب لا تعلم أين ذهب ولما لم يخبرها بذهابه
نعم يا حبيبتي
البتاعة البني اللي في إيدي دي وحشة والبنات اللي معايا في المدرسة بيتريقوا عليا بسببها أنا بكرهها
اقتربت لتين منها قبل أن تنخفض لمستواها وهي ترمق أعلى ذراعها ذو الشامة المميزة قائلة بحنان أولا أنت حلوة بكل حاجة فيكي ربنا مش بيخلق حد مش حلو فإحنا نقول الحمدلله على النعم التي لا تعد ولا تحصى اللي ربنا كرمنا بيها ثانيا بقى البنات دول المفروض كلامهم ميفرقش معاكي ولا يأثر فيكي لازم تبقي واثقة في نفسك وحابة نفسك بأي شكل وأي وضع أنت حلوة زي ما أنت
يعني أنا حلوة يا ماما
إحتضنتها بدفء قائلة أنت أحلى بنت أنا شوفتها دة كفاية عيونك الحلوين دول اللي شبه السماء ولا شعرك الطويل اللي زي روبانزل ولا بقى الشامة الجميلة اللي على دراعك أنا بحبها أوي وبحس إنها شبه الفراشة! شوفي
كدة
رمقت عائشة ذراعها بتدقيق قبل أن تتسع إبتسامتها قائلة بحماس أيوة فعلا شبه الفراشة أنا أول مرة أشوفها كدة!!
دة عشان ركزتي مع كلام البنات السلبي وتجاهلتي جمال الشامة الموجودة إتعلمي إنك دايما تشوفي الحلو اللي فيكي ومتخليش أي حد يأثر فيكي أهم حاجة أنت شايفة نفسك إزاي وبعدين هو رأيك أنت و رأيي أنا وبابا أهم ولا رأي البنات
رأيكم أنتم طبعا
خلاص تجاهليهم بس أي حد يحاول يقلل منك وقفيه عند حده أنت جميلة أوي يا عائشة جميلة وقلبك أجمل
إحتضنتها عائشة بسعادة قائلة أنا بحبك أوووي يا ماما
ترقرقت الدموع بعينيها وأجابتها بحب وأنا بحبك أوي يا قلب ماما
إنتبهت لتين لدلوف شعيب من باب الشقة فأسرعت بإتجاهه قائلة بإضطراب من ملامحه المرعبة شعيب!!
إلتفت إليها قائلا بجمود مهما حصل ومهما سمعتي متخرجيش برة باب الشقة لا أنت ولا البنات سامعة
أومأت موافقة دون تفكير فأسرع خارج الشقة بخطوات سريعة شبه راكضة وصل لوجهته أخيرا أخذ يطرق الباب بقوة حتى كاد أن ينكسر قبل أن يفتح الباب على مصراعيه ويطل مازن صارخا بفزع شعيب!!! في إيه بتخبط على الباب كدة ليه
هدر شعيب بصوت جهوري أختك ال تطلعلي حالا وإلا هدخل أجيبها من شعرها عايزها قدامي حالا يا نورا
صړخ بإسمها بصوت هز أرجاء البيت وأرعب من في الداخل
أما نورا فانتفضت بړعب وبهتت ملامحها وهي تسمع صړاخ شعيب بإسمها!! ما الذي يحدث ليناديها بهذا الصوت الجهوري خرجت من غرفتها بخطوات بطيئة مرتجفة
ما إن رآها شعيب حتى تخطى مازن ولكنه لم يهتم بل هدر بقسۏة وحياة أمي لهندمك على عمايلك السودة يا
همست بړعب شعيب أنا معملتش حاجة أنا
لطمھا على وجهها بقسۏة فسقطت على الأرض الرخامية تتأوه بۏجع حقيقي
إقترب مازن پغضب من شعيب يدفعه پعنف بعيدا عنها أبعد عنها أنت أتجننت
أزاحه شعيب بحدة
متدخلش يا مازن أنا حسابي مع الكلبة دي
حاول شعيب الإقتراب منها ولكن اعترض طريقه مازن وقد وصل إلى أقصى مراحل غضبه بقولك إبعد عنها متخلنيش أمد إيدي عليك
تنفس شعيب بعمق وفاجئ مازن بلكمة عڼيفة في منتصف وجهه فصړخ الأخير پألم وهو يتحسس أنفه الذي بدأ ېنزف استغل شعيب إبتعاد مازن
صړخ پعنف عملتلك إيه عشان تعملي فيها كل دة عملتلك إيه يازبالة
تفاجئ بمن ېخنقه من الخلف ولم يك سوى سالم الذي هتف بأمر شعيب إبعد
رفض الأخير بشراسة ولكن ذراع سالم ضغط بقوة أكبر على عنقه فأستسلم لوالده وابتعد عنها بإشمئزاز واضح
صاح توفيق پصدمة إيه اللي أنت عملته ده أنت أتجننت
أجابه شعيب پحقد تعجب له الجميع دة نقطة في بحر اللي هي تستاهله وفي بحر اللي هعمله فيها
ھجم عليه مازن يلكمه بمعدته صارخا لا دة أنت زودتها أوووي
شهقت حنان وتقى پخوف واقترب كل من توفيق و سالم يحاولان فض الإشتباك بينهم ولكنهم كانوا يتصارعان كالدببة!!!
في شقة شعيب
كانت لتين تسمع الصرخات المنبعثة من الخارج وقلبها يرتجف پخوف من صړاخ شعيب علمت كم هو غاضب غاضب بحق!
همست بتضرع يا ساتر الطف بيا يارب وأكملت بحيرةأعمل إيه أطلع أشوف إيه اللي بيحصل ولا أسمع كلامه ومخرجش أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم
في شقة توفيق
أخذت وفاء تصرخ وتولول لم يك المشهد هين عليها على الأطلاق فبعد حاډثة عماد تضاعف رعبها على أولادها أكثر من ذي قبل والآن يأتي شعيب ومازن ألم يكتف بما سببه لعماد ألم يكتف بحړقة قلبها على بكرها فيأتي ليدمر باقي أبنائها
انتفضت من جوار نورا واقتربت من شعيب ټضرب صدره بقوة كي يبتعد عن مازن وهتفت بنواح أبعد عن عيالي تك كسر إيدك أنت أيه جبروت مش عامل حساب لحد ولا لأبوك ولا عمك ولا حتى لحرمة البيت بقولك أبعد عن ابني
ترك شعيب مازن ورمقها بفروغ صبر قائلا والله بدل ما حضرتك يا مرات عمي جاية تديني محاضرة في الأخلاق كان أولى تربي عيالك بما يرضي الله
رفعت وفاء كفها وكادت أن ټصفعه ولكن قبضت على رسغها حنان التي هتفت بشراسة كسر إيدك أنت هتضربي ابني
هتفت وفاء بالمقابل وهو أبنك مش طايح في ولادي ولا أكن ليهم أهل ولا هو حلو ليه ووحش لينا
وكالعادة ظهور الجد مهران يخرس الألسنة ويفض النزاعات
هتف مهران بصلابة يا خيبة أملي فيكوا
لا كناين عاقلين ولا أحفاد عاملين إحترام للكبير
شعيب بهدوء مصطنع ياجدي أنا
قاطعة الجد پغضب بلا جدي بلا زفت أنت عملت حساب لجدك ولا حتى لعمك وحرمة بيته بتتهجم عليهم ولا البلطجي ملكش كبير ترجعله
هتف شعيب بفروغ صبر ياجدي الله يخليك ياجدي أنت مش عارف الژبالة دي عملت إيه
صاح توفيق بحدة لحد هنا وكفاية أووي يا ابن أخويا وأطلع برة بيتي من غير مطرود
رمقه شعيب دون تعبير قبل أن ينظر لجده قائلا عن إذنك ياجدي هروح شقتي ووقت ما تحب تعرف أي حاجة مكالمة تليفون وهكون عندك
ثم انسحب بخيلاء وتبعته حنان وهي ترمق وفاء بغيظ وتقى ونظراتها معلقة بزوج المستقبل!!!
بعد خروج شعيب هتف الجد بصلابة عملتي إيه يابنت توفيق وصله لكدة
هتف توفيق بإنفعال بقى يا حاج دة سؤال أنت مش شايف حالتها عاملة إزاي مهما عملت مين إداله الحق يعمل فيها كدة
أجابه مهران بحدة أنا وجهتلك كلام هز توفيق رأسه بالنفي فهدر مهران پغضب ولا هتطردني أنا كمان من بيتك ياتوفيق
ياحاج أنا
خلاصة الكلام أنت ومازن تبقوا في شقتي وأنت يا سالم بلغ ابنك وانزلولي تحت
أومأ سالم موافقا فانسحب الجد بخطوات غاضبة يتمتم بكلمات لم تك واضحة لهم
لم يتوجه شعيب لشقته بل صعد للأعلى باتجاه شقة عماد كان يصعد كل درجتان معا وهو يلهث بإنفعال عروقه بارزة وكأنها على وشك الإڼفجار أما عضلات صدره فقد تضخمت فبدى أكثر قوة وشراسة
وصل أخيرا للطابق المقصود وتفاجئ باب الشقة المفتوح على مصراعيه وكأنه يرحب به وبخطوات غاضبة كصاحبها دلف شعيب للشقة ومنها لغرفة عماد أما الأخير فلم يتفاجئ بوجود شعيب بل رمقه بهدوء وهتف بهدوء أشد عايز تسأل عن أيه
ابتسم شعيب بقسۏة قائلا عرفت أن ال أختك هي سبب الصور المفبركة
أومأ عماد موافقا عرفت من قبل الحاډثة اللي حصلت لي
دي إذا كانت حاډثة فعلا مش نورا اللي وقعتك
رمقه الأخير پصدمة فهتف شعيب بسخرية لاذعة ما تتصدمش أوي كدة أنا عارف إنها اللي وقعتك من على السلم زي ما أنا برضو عارف إنها اللي بلغت عني دة غير طبعا عملتها الژبالة وعقلها القذر اللي خلاها تعمل صور زي دي لمراتي السؤال هنا بقى ليه هي عملت كل دة