الخميس 19 ديسمبر 2024

رواية قلب أرهقته الحياة للكاتبه هناء النمر(كاملة)

انت في الصفحة 13 من 15 صفحات

موقع أيام نيوز


بس أبقى بصى عليه برده ماشى سلام يادودو
فتحت باب الشقة ودخلت اغلقت الباب ولم تسعفها قدمها للدخول جلست مكانها خلف الباب لا تصدق ما تفوه به زوجها للتو لقد وصل به الانحطاط ليستخدمها كمقود يتاجر بنسائه ليصل لما يريد 
وهى الآن السلعة المستخدمة قالت بتنهيده
واضح ان ملكيش أى نصيب فى الفرحة والأمان ياهدى وهتفضلى طول عمرك كدة ومفيش تغيير

كانت على عتبة الدخول فى البكاء ولكن رنة هاتفها انقذتها من الدخول فيه مسحت وجهها سريعا لتستعيد تركيزها عندما رأت اسم المتصل
يابنت المچنونة بتكلمينى ليه دلوقتى 
مش انتى اللى قولتيلى 
إيه ده لحقتوا ده الواد جامد بقى 
الله وأكبر سم الله كدة ياهدى 
هههههههههههههههه والله أه ياجذمة بس المهم انتى عاملة ايه دلوقتى
الحمد لله كويسة
بجد كويسة كويسة يعنى ولا كويسة كويسة من الناحية التانية
لا والله كويسة الحمد لله 
باين على صوتك ياحبيبتى عملتى كل اللى قولتلك عليه 
عملته كله وهو ساعدنى كمان 
كويس ده طلع واد حنين أما انتى طلعتى سهنة أى واحدة فى الوقت ده بتبقى تعبانة ومستموتة فيها انتى ماشاء الله صوتك زى الجرز أهو 
مش بقولك سم الله ياهدى وامسكى الخشب 
هههههههههههههههه بسم الله الرحمن الرحيم ياختى والغضمفر فين
فى الحمام
حمام الهنا اتعشيتوا ولا لسة
لسة أما يخرج من الحمام 
بالهنا والشفا مبروك ياهدير الف مبروك ياحبيبتى فرحتينى ياقلبي
ربنا يخليكى ليا ياهدى يارب 
يلا روحى لجوزك بقى لا إله إلا الله 
محمد رسول الله
كانت هذه المكالمة قد اخرجتها بالفعل من الحالة التى كانت عليها تمتمت باسمة 
والله ونصفك ربنا فى بناتك ياحاجة هدية 
لم يعود عمر ليلتها للمنزل خرجت هدى مبكرة لكى لا تراه اتجهت لمنزل والدتها قضت اليوم هناك دون حتى اتصال واحد منه ليطمئن عليها حتى أن والدتها لاحظت تجهمها طوال الوقت وسألتها لكن خدى انكرت وجود شئ يدايقها
بعد الساعة الثالثة اتجهت هدى بسيارتها ومعها والدتها واختاها هوايدا وهدير وتركوا الأطفال فى رعاية هيام التى كانت حامل فى الشهر السادس ولن تتحمل المشوار سلموا على العريسين واعطوا الهدايا لهم ولم يمكثوا كثيرا عادت بهم للمنزل وأخذت خالد وبدأت رحلة العودة لمنزلها 
خالد فين 
نام
من غير ما يغير هدومه 
أنا غيرتله هدومه 
اندهشت من كلامه نعم
صمت وصمتت استطرد قائلا
خليك عندك لا مش هنام قاعدة شوية 
ماشى نسهر ثوانى انا عندى حاجة ليكى
دخل وعاد بعد ثوانى بعلبة فتحها ووضعها أمامها
إيه ده
كوليه الماظ أول ما شوفته قلت ليكى 
رفعه ليلبسها اياه مدت يدها وردت يده وهى تقول 
شكرا مش عايزة حاجة 
ميبقاش قلبك اسود بقى ياهدى اعتبرينى مقولتش حاجة انا اسف
انتهينا ياعمر معنديش كلام اقولهولك 
وقفت ورفعت كوبها وتركته وذهبت وهى تقول
أنا هنام فى اوضة الضيوف من هنا وجاى 
تمتم وهو يضع الكوليه فى علبته
الصبر ياهدى يومك جاى 
مر أربعة أيام على هذا الحال دون تغيير فى عملها طوال اليوم تعود لتأخذ ابنها من الحضانة وتعود للمنزل تمكث معه طوال اليوم حتى ينام ثم تدخل لغرفة الضيوف ولا تخرج منها إلا تانى يوم صباحا
فى أحد الليالى عاد قبل أن تدخل غرفتها وكان متعمدا ذلك كانت فى المطبخ تعد شيئا لتأكله قبل أن تدخل صومعتها اليومية 
مساء الخير ياهدى 
لم ترد واكتفت بايماءة
عاملة ايه انهارضة 
الحمد لله هات من الاخر 
بطمن عليكى ولا مش ناوية ترضى عنى
مليش مزاج أتكلم ياعمر تصبح على خير
حملت طبق طعامها و متجهة للغرفة 
استوقفها قائلا استنى بس عايزة اتكلم معاكى فى حاجة ضرورى
استدارت له وهى تقول منا قولت هات من الاخر 
اتجهت لأقرب كرسى وجلست اتفضل خير 
طلب وارجوكى تقبلى واوعدك مش هطلب منك حاجة تانية ابدا 
من غير مقدمات قول اللى عندك 
أصحاب المشروع عازمين كل اللى متقدمين للتعاقد مع الشركة يوم الجمعة 
لأ من غير ما تكمل 
افهمى بس الأول
من غير ما أفهم لأ 
ده مجرد open day هنقضى طول النهار هناك وهنرجع فى أول الليل 
رفعت هدى طبقها وتحركت من أمامه وهى تقول 
أنا قلت لأ مش هروح يعنى مش هروح 
وبعد أن تحركت خطوة
عادت ووضعت الطبق على الطاولة پعنف وهى تقول نفسى اتسدت
دخلت الغرفة وأغلقت الباب من الداخل جلست على حافة السرير وهى تفكر وداخلها اثنان يتصارعان 
وايه المشكلة ماتوافقى 
أوافق أذاى ايه الجنان ده 
إيه الجنان فى كدة مش يمكن تقابلى فيصل هناك 
كاك
خيبة ما هو ده السبب الأساسى اللى يخلينى مروحش 
بالعكس ده السبب الأساسى اللى يخليكى تروحى مش يمكن تعرفى منه حاجة عن ابنك
ابنى معقول حلمي هيتحقق وتفتكرى فيصل ميعرفش اللى حصل
وحتى لو ميعرفش ممكن يكلمك عنه على أنه ابن خالد وليان اهى أى معلومة والسلام
خلاص أقوم اقوله أنى موافقة وهمت بالوقوف ثم عادت وجلست مرة أخرى وهى تقول لنفسها
استنى مش على طول كدة هو لسة بيقول انه يوم الجمعة يعنى قدامك وقت أبقى قوليله بكرة
تانى يوم بعدما جهزت كل شئ للخروج كالعادة استيقظ وهى على وشك الخروج فأخبرته بكلمتين وبعدها خرجت 
عمر انا موافقة أحضر معاك ال open day
ومن وقتها حتى يوم الجمعة لم يختلف الطريقة التى اختارتها فى التعامل معه فقد قررت مسبقا الفراق لكن الموضوع مسألة وقت لا أكثر 
يوم الجمعة جهزت كل شئ شنطة بها ملابس تكفيهما ليوم واحد وخالد قد ذهب مسبقا لجدته يوم الخميس ليلا ليقضي الجمعة كله عندها 
خرجت من الغرفة وجدته مستيقظا وينتظرها وبالفعل تحركت السيارة الساعة السابعة صباحا فى اتجاه الفيوم لم تتحمل هدى الجلوس طوال هذه المسافة فظهرها يؤلمها منذ الولادة الاولى فتحت الكرسى أكثر ومالت عليه وغلبها النوم رغما عنها ولم تستيقظ إلا عند دخولهم من باب المزرعة 
كانت المزرعة بالفعل ضخمة استمرت السيارة
فى السير لمدة 20 دقيقة من باب المزرعة حتى وصلت لباب المنزل الداخلى ترجلا من السيارة أمام المنزل الضخم 
هو فين الناس اللى هنا انا مش شايفة غير الأمن من ساعة ما دخلنا
يمكن جوا
ومال الأمن كتير كدة ليه هم هيحاربوا 
ياستى ناس واصلة وخايفين على نفسهم 
فوجأت بخروج فيصل ليقابلهم عند الباب لم ترتاح هدى لنظراته
المتكررة لكنها تجاهلته تماما وتركته يتحدث مع عمر 
دخلا الفيلا حمل الخادم الحقيبة واتجه لأعلى قال لها عمر
اطلعى ياهدى ارتاحى لحد ما اخلص شوية شغل مع الأمير فى المكتب هنا وهحصلك 
لم ترتاح للموقف منذ بدايته لكنها اذعنت لطلبه وبدأت فى صعود السلم لكنه اوقفها مرة أخرى
معلش ياهدى تيليفونك بس محتاجه فى مكالمة مش معايا رصيد
رصيد ايه انت على باقة وكبيرة كمان 
خلصت والله ايه يابنتى مش مستغنية عن دقيقتين من رصيدك ولا ايه
فتحت حقيبتها والڠضب على وجهها واعطته الهاتف وعادت للصعود 
أعطى الهاتف للأمير فيصل وكل منهما على وجهه ابتسامة ذات معنى معين ثم قال
انا كدة نفذت دور حضرتك بقى 
مثل ما قلت توصل مكتبك تجد العقود فى انتظارك ومدير مكتبى راح يسوى كل شئ 
وهدى
ايش بيها انا على وعدى السيارة راح توصلها لباب بيتك وقت ما انتهى مع السلامة ياعمر
يتبع
قلب أرهقته الحياة الفصل السابع والعشرون
وهدى كان هذا سؤال عمر
ايش بيها انا على وعدى السيارة راح توصلها لباب بيتك وقت ما انتهى 24 ساعة مثل ما قلت مع السلامة ياعمر
تردد عمر فى الخروج
إيش بيك ندمان ولا بدك ترجع فى اتفاقنا وتتنازل عن العقد
لا ابدا بعد اذنك 
خرج من الباب واتجه لسيارته واستقلها وهو يقول لنفسه معلش بقى ياهدى كدة كدة كنا هنسيب بعض كان لازم الحق نفسى واستفيد برده 
كانت هدى تقف فى الشباك عندما رأته يتحرك بالسيارة لم تفهم ما يحدث إلى أين يذهب ويتركها هنا اتجهت لحقيبتها لتأتي بتيليفونها فتذكرت انه أخذه منها 
استدارت لتخرج وجدته يقف عند الباب ويده فى جيوب بنطلون 
أنت هنا ليه وعمر راح فين
طار
أفندم طار يعنى ايه 
يعنى أنهى المطلوب منه وطار وماراح يرجع 
مطلوب منه هو ايه انا مش فاهمة حاجة 
صړخ بقوة للواقف خلف الباب
إيش فى 
آسف سموك لكن عزت مدير أعمال حضرتك تحت وبيقول أن حضرتك مستنيه
الواقفين تلفتت فى أنحاء المزرعة وجدتها مملوءة بأفراد الأمن ازداد نحيبها وهى تقول
يارب يارب انجدنى يارب اعمل ايه بس دلوقتى انا حتى انا مش عارفة انا فين ومن غبائى نمت فى السكة ال واثقة فيه الواطى وبعدين مفيش مخرج مفيش تيليفون طيب اعمل ايه انجدنى يارب
واڼهارت من البكاء بجانب الحائط فجأة سمعت رنين هاتف مسحت دموعها وأخذت تتلفت على مصدر الصوت إنه تيليفونه الموجود فى جيب الجاكت الذى تركه أمسكت بالهاتف كان الرنين قد انتهى حاولت فتح الهاتف مغلق برقم سرى 
دخلت فى نوبة جديدة من البكاء لكن فجأة رن الهاتف مرة أخرى رفعت الهاتف توقفت عن البكاء وتجمدت ملامحها واذداد انهمار الدموع من عينها مع نحيب بسيط 
أنه خالد يتصل وكأنه يعلم ما يفعله ابن عمه بها لكن الرقم خارجى سعودى ليس هنا لن يستطيع فعل شئ لكن يكفيه الۏجع عندما يعلم فتحت الخط فى اخر لحظه ليأتيها صوته الذى ما زالت تتذكره جيدا 
بالله على أساس مافى شي مهم عيل انا بلعب معك ليش ما بترد 
ازداد نحيبها بعد سماع صوته وصله صوتها
مين معى
أنا
هدى
فاكر صوتى أهو
هدى إيش بيكى وليش تبكى بهالشكل وينه طلال وليش تيليفونه معك
كان قلقه بل فجعه عليها واضح من صوته لكن بعد كل هذه الأسئلة لم تتمالك نفسها وتحول النحيب لبكاء عالى الصوت رق صوته وبدأ يتحدث باللهجة المصرية التى يتقنها جيدا
هدى ارجوكى فهمينى فى ايه 
حاولت تمالك نفسها وقالت 
مش هتقدر تعملى حاجة انت فى اخر الدنيا من يوم ما عرفتك وانت مبتقدرش تعملى حاجة بتتفرج عليا وانا فى الڼار ومبتحاولش تساعدنى
كانت كلماتها كخناجر تشرح فى جسده ذكرته بكلامها فى اخر لقاء بينهم أنت ضعيف ياخالد ضعيف ومش هتقدر تعمل حاجة 
أكملت ما تقول وهى تبكى 
والمرة دى كمان مش هتقدر تساعدنى ابن عمك هيدبحنى ومش هتقدر تعملى حاجة
هدى براحة وفهمينى ارجوكى 
اتفق مع جوزى يجيبنى هنا واشترانى منه بصفقة هيعملها معاه 
عملك حاجة
ملحقش بس ناوى قفل عليا الاوضة وهيرجعلى تانى 
أنتى فين
مش هتفرق
وبصوت عالى صړخ فيها ردى عليا انتى فين 
معرفش كل اللى أعرفه أنى فى مزرعة فى الفيوم 
عرفت انتى فين خليكى معايا على الخط ثوانى 
خالد خالد استنى
رفعت الهاتف من على اذنها ونظرت فى شاشته وجدت الخط مفتوح قامت من مكانها ووقفت بجانب الشرفة تراقبه عاد خالد على الخط
اسمعينى كويس كل اللى عايزه
منك انك تحافظى على نفسك تلت ساعة مش اكتر وهيجيلك اللى هيخرجك
مش هيعرف يدخل الأمن هنا كتير 
دى مش مشكلتك نفذى اللى بقوله وبس 
رق صوته وقال بهدوء هدى حبيبتى انا عارف انك مبتثقيش فيا وعارف أنى خذلتك كتير بس ارجوكى امسكى نفسك المرة دى بس ربع ساعة من دلوقتى
هدأت قليلا وهى تقول بهمهمة
طيب ربع ساعة بس طيب
رفعت عينيها للشباك مرة أخرى فلم تجده ووجدت الرجل الواقف معه فى اتجاهه للخارج
ده راجع جاى دلوقتى
اهدى ارجوكى مش عايز منك غير انك
 

12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 15 صفحات