رواية لاجئه في اسطنبول بقلم ياسمين عزيز
هي أو كيف تعرف عليها كل ما يعرفونه انها من أصل عربي و انها تزوجت بذلك التركي رغما عنها يبدو أنها لا تحبه
ليوناردو و هو يفرك ذقنه و قد لفتت انتباه هذه المعلومة و كيف علمتهم بهذا
إحدى الخادمات في القصر استطعنا اغرائها ببعض المال في الحقيقة لقد أخذت مبلغا كبيرا و
ليوناردو بنفاذ صبر فرانكو كف عن الثرثرة كالنساء و تكلم بالاهم
فرانكو و هو يرتجف حسنا سيدي خادمة اسمها ليزا تعمل هناك منذ فترة قصيرة و قد سمعت العاملين هناك يتحدثون
ليوناردو اذن تأكد من هذه المعلومة جيدا ايها الغبي و في أسرع وقت
تمعن النظر في تفاصيل وجهها الفاتن ليقول بشرود لا اطيق صبرا لامتلاكك جميلتي سيكون أروع حدث على الإطلاق عندما افقد ذلك التركي حياته و زوجته
مساء تقف لين مستندة على حافة اليخت تنظر بشرود الى أضواء المدينة التي تظهر لها من بعيد افافت على صوت جان المتسائل حبيبيتي لم انت شاردة فيم تفكرين
لين و هي تتناول كوب العصير من يده لا شيئ لقد كنت اتأمل أضواء المدينة تبدو هادئة و جميلة من بعيد
جان و هو يحرك أصبعه على وجنتها و هل يوجد ماهو أجمل منك ثم أكمل مممم فستان جميل يبدو أن رحلة التسوق مع نازلي أتت بفائدة
جان بخبث و هو يديرها حول نفسها ببطئ و انا أفضل تلك القطع الصغيرة التي ترتدينها تحت هذه الفساتين 3
غمزها لتتصنم لين مكانها و هي تغلق عينيها بأحراج ثم تلتفت الى الجهة الأخرى ليضحك جان باستمتاع و هو يحضنها من الخلف اعلم انك تخجلين و لكنني اريد التعبير عن رأيي بصراحة و الآن تعالي الى الداخل فأنا أتحرق شوقا لاكتشاف اي لون ترتدين
يتبع
ليزا
تجاهلته بعبث ليرفع جان رأسه و يفتح عينيه بانزعاج قائلا لما لا تجيبينني
ارتسمت على وجهه ابتسامة بلهاء و هو يقول باندفاع لا شيئ كنت أريد أن ننجب فتاة صغيرة و لكنني تراجعت لا اريد أن يأخذ اي احد مكاني عندك يكفيني اخاكي اوس
لين بضحك ايها الغيور اخي صغير و يحتاج
إلى رعاية لا تنس انه وحيد بلا اب و لا ام
جان بغيظ طفولي لديه اصلي هي تحبه كثيرا و تعتبره كأبنها دعيه لها و اهتمي بي انا فقط
خللت لين اصابعها بعبث لتتلاعب بخصلات شعره و هي تقول بشرود هل تعلم شيئا انا ايضا احتاج اليه هو مصدر قوتي في هذه الحياة لقد غادرت سوريا و أتيت الى هنا من أجله لم أكن أعلم ما ينتظرني هنا في هاذا البلد الغريب و لكن رغم ذلك خاطرت بحياتي و أتيت من اجل اوس اردته ان يعيش حياة افضل
جان لين اريد ان أسألك سؤالا مهما جدا و اريد إجابة واضحة و صريحة و أعدك انني لن اغضب منك مهما كانت إجابتك
تململت لين و قد انتبهت كل حواسها لتجيبه ماذا تريد أن تعرف
جان باهتمام اريد ان اعرف كيف تشعرين تجاهي اقصد هل تحبينني
ظلت صامتة مندهشة تنظر له فقط دون كلام حتى يئس جان من إجابتها ليتفاجئ بها أخيرا تقول لا أعلم اذا كنت احبك ام لا كل ما اعرفه انني لم اعد استطيع العيش بدونك انت اماني في هذا العالم ليس لي سواك و انا خائڤة من أن تمل مني يوما و تتركني هناك مئات الفتيات الجميلات و قد تعجبك احداهن و تتركني 2
جان و هو يقاطع حديثها لن افعل انا لست خائڼا يا لين فعلت كل شيئ في حياتي لكنني لم اخن أحدا في حياتي و لن افعل ذلك معك و هذا وعد مني انت الأولى و الأخيرة في قلبي فكفاكي اوهاما صغيرتي
جان بضحك لن اتغير ابدا ما دمتي معي حبيبتي
بعد شهر
صباحا كانت تجلس مع نازلي في الصالون لاحتساء اكواب من الشاي
نازلي و هي تداعب الصغير لين لقد اتفقت مع مدرس للغة الألمانية سيأتي منذ الغد ليعطي دروسا لأوس لقد علمته بعض الجمل و لاحظت انه يحفظ بسرعة لذلك أردته
لين مقاطعة و قد بدأ على وجهها علامات الضيق
الا ترين ان تبالغين قليلا الا يكفيه دروس اللغة التركية و الانجليزية و نوادي الرياضة التي يرتادها و تريدينه ان يبدأ في تعلم لغة جديدة سيتعب هكذا انا لست موافقة الغي الأمر و في المرة القادة كان لابد من استشارتي قبل اتخاذ أي قرار يتعلق بأخي
نازلي باحراج اوس طفل ذكي جدا مشاء الله و اردته ان يكون مميزا فقط بالإضافة إلى أن هناك العديد من الأطفال في سنه و يتقنون لغات عديدة لقد حرصت على تنظيم وقته بعناية حتى لا يتعب فيومي السبت و الاحد مخصصات فقط اللعب و المرح
لين بضيق انه اخي انا من المفترض انني انا المسؤولة عنه انت تريدين إلغاء وجودي في حياته تدريجيا أصبحت لا أعلم أين يقضي أوقاته و مع من و ماذا يفعل
صړخت لين في آخر كلامها
قبل أن تتجه الى غرفتها في الطابق العلوي اغمضت عينيها بتعب و قبضت بيديها المرتجفتين على مسند الدرج و هي تشعر ببداية دوار تحاملت على نفسها و هي تكمل صعودها بخطوات متعثرة حتى وصلت إلى غرفتها
فتحت الباب ثم ألقت بنفسها على الاريكة و أغمضت عينيها بتعب لتغط في نوم عميق
مساء فتحت لين عينيها لتشعر بصداع قوي يكاد يفتك برأسها نظرت حولها لتجد نفسها نائمة على فراشها الوثير و رائحة جان تلف المكان بالتأكيد هو من بنقلها من على الاريكة
استقامت بتعب لتتجلس على السرير تشعر بارهاق غريب يلف كامل جسدها و كأنها كانت تركض لعدة أميال
افاقت على صوت جان الذي خرج للتو من الحمام يلف منشفة بيضاء على خصره
نظر لها بتعجب للحظات قبل أن يندس الى جوارها و هو يضمها بفرح
لم يصدق لوهلة عندما شعر بها و هي تشدد من أحتضانه هامسة بخجل ممم رائحتك لذيذة جدا هل هو عطر جديد
ابعدها للحظات ليتأكد مما يسمعه هل هي حقا لين زوجته الخجولة كيف أصبحت بهذه الجرأة لتبادر هي باحتضانه و التغزل به لأول مرة
لتضربه بحنق و هي تتمتم ابتعد ايها البغيض اكرهك
جان من بين ضحكاته تكرهينني اذن اتركيني لما تمسكين بي
لين و هي تأخذ نفسا عميقا لا أعلم رائحتك غريبة لذيذة بشكل لا يوصف حسنا ابتعد سوف احضر زجاجة العطر بدلا منك
جان باستغراب انا لم أضع اي عطر بعد لين مابك انت نائمة منذ الصباح و الآن تصرفاتك الغريبة هل هل انت حامل
لين بنفي حامل طبعا لا اقصد لا اظن كل نا في الأمر انني تكلمت مع اصلي بشكل غير لائق انا آسفة و لكنني اظن انها غاضبة مني ثم أتيت الى غرفتي و نمت على الاريكة لا أعلم كيف
حصل ذلك
جان و هو يربت على ظهرها حسنا لا بأس اصلي طيبة واذا اعتذرت منها سوف تسامحك لقد تركتها منذ قليل في غرفة اوس انها تحبه لذلك تهتم به هي تعرف الأماكن و الحياة هنا جيدا اكثر منك لذلك تسعي لاختيار الأفضل لاوس بينما انت لازلتي تتعلمين أيتها الغيورة
اومأت له لين بابجاب و قد قررت انها ستذهب إليها بعد قليل للاعتذار منها
ليلا كانت لين تقف بحماس في المطبخ و هي تعد طبقا كبيرا ممتلئا بعدة أصناف غير متجانسة من الاكل كشرائج الدجاج المتبل و بعض الليمون و الجبن و السمك و الطماطم
جلست في المطبخ تأكل بنهم و كأنها لم تكن تتناول طعام العشاء منذ اقل من ساعة
ارتخت على الكرسي و هي تشعر بامتلاء معدتها لتتفاجئ بدخول إحدى الخادمات الى المطبخ
شعرت لين بالغرابة فمن المعروف ان الخادمات يغادرن الى غرفهن الموجودة في البيت الملحق للقصر حالما ينتهين من تنظيف المطبخ
تنحنحت الخادمة بحرج و هي تتقدم من لين قائلة آسفة سيدتي و لكنني تركت هاتفي هنا فعدت لأخذه اومأت لها لين برأسها دون أن تجيبها و هي تغادر مقعدها أمسكت بالطبق لتضعه في الحوض لتسبقها الخادمة و هي تأخذه منها قائلة برقة لا عليك سيدتي سوف اغسله حالا و أغادر
ابتسمت لها بشكر و هي تقول تصبحين على خير ليزا
بادلتها ليزا الابتسامة و هي تقول سيدتي هل بإمكاني ان أسألك سؤالا من اي بلد انت اعذري جرأتي ارجوكي و لكنني أردت أن أعرف لان والدتي مثلك عربية
لين ببراءة حقا من اي بلد هي انا من سوريا 1
ليزا بحماس مخادع يا إلهي غير معقول والدتي أيضا من نفس البلد من دمشق و هي تتكلم العربية و لكنني لا افهمها كثيرا فوالدي رفض ان نتعلمها
لين باستغراب لماذا قد يفعل ذلك
ليزا بحزن كاذب لا أعلم و لكنه كان متعصبا جدا لقد تزوج من امي لأنه أعجب بجمالها و لكنه تركها بعد أن أصبحت مريضة لقد رماها في احد دور المسنين و انا اعمل لاتكفل بمصاريف علاجها و اقامتها
شهقت لين بفزع و هي تسمع قصة هذه المرأة و لم تنتبه الى الابتسامة الخبيثة التي ارتسمت على شفتي ليزا و هي تلاحظ تأثرها بقصتها الكاذبة و الشبيهة بحكايتها لاجئة عربية متزوجة من ثري تركي
يتبع
حمل
في الشركة
يقف علي أمام الحائط الزجاجي لمكتبه متأملا بشرود مباني المدينة ابتسم دون وعي عندما تذكر صغيرته إلين التي أصبحت تطارده في كل مكان تذكره بحبها له و عدم استسلامها للحصول عليه
رن هاتفه فجأة لينظر في ساعته متمتما بمرح دائما في نفس التوقيت هذه الفتاة لا تمل أبدا
انتظر عدة دقائق قبل أن يسمع طرقات خفيفة على باب مكتبه قبل أن يفتح و تطل ألين من وراءه حاملة عدة أكياس في يديها
وضعت الأكياس على المنضدة قبل أن تتجه الى علي و تعانقه بلهفة قائلة لقد أحضرت لك طعام الغداء حبيبي أعلم أنك تنساه دائما
ابتعدت عنه إلين لتنظر في عينيه و هي تبتسم بفرح انا أيضا أحبك بل اعشقك پجنون
صدح صوت ضحكاتها في الغرفة و هي تحاول التملص من بين ذراعيه قائلة برقة كفى علي