رواية لاجئه في اسطنبول بقلم ياسمين عزيز
فهذه عادة لديهم و من غير المسموح ان يتخلف اي فرد الا لأمر طارئ
التفتت نازلي الى يسارها لتلاحظ ان كرسي ابنها الأصغر شاغرا وضعت كأس الماء فوق الطاولة پعنف و هي تقول بلهجة غاضبة برهان أين سليم لماذا لم يأتي الى الان هل أصبح عاصيا مثل أحيه الأكبر
تنحنح برهان قبل أن يجيبها لا تقلقي لقد هاتفني و أخبرني انه سيتأخر قليلا فهو سيتناول العشاء مع أصدقائه خارجا هذه الليلة
نازلي باستهزاء مع أصدقائه او مع تلك الفتاة الدعوة بسلينا لا أعلم ما خطب ابنائي حتى يقعوا في فتيات متشردات الا يكفيني جان
عثمان بصرامة زوجة اخي لا داعي لهذا الكلام أبنائك شباب مشاء الله ليسوا أطفالا صغارا لما لاتدعيهم و شأنهم
بوراك بهدوء زوجة اخي انت تظلمين الفتاة انها لطيفة و طيبة و ابنك جان يحبها لم أرى ابن أخي يتعامل مع فتاة هكذا من قبل يجب أن تشكريها فهو لم يعد ذلك الشاب العابث المستهتر ابنك عاشق و لن تستطيعي ان تفعلي شيئا حيال هذا الأمر
نازلي بعصبية انتم لاتفهمون انا أريد أن يتزوج ابنائي من فتيات من طبقتنا من عائلات تليق بنا
واحدا تلو الاخر
نازلي كل ما يهمني هو مصلحة ابنائي
عثمان أجلوا هذا النقاش لاحقا نريد تناول الطعام بهدوء
نازلي و هي تغادر الطاولة لقد شبعت استأذن برهان بني عندما تنهي طعامك تعال إلى غرفتي أريد التحدث معك
اومأ برهان بايجاب رغم امتعاضه فآخر ما يريده بعد قضائه ليوم متعب في الشركة هو التحدث الى والدته التي لا تنفك عن الأسئلة و إعطاء الأوامر تريد التدخل في كل تفاصيل حياة أبنائها و التحكم فيهم كما تشاء
تسللت لين بهدوء الي الصالة الرياضية جلست على احد الكراسي المحاذية للباب تراقب جميع تمارين جان التدريبة تمتمت بصوت منخفض و هي تشاهد عضلات جسده الرياضي ظاهرة بوضوح
صورة بالأعلى
مشاء الله شكله پيخوف مثل المصارعين عضلات جسمه راح ټنفجر بأي لحظة شو بدوا بالتمارين كثير غريب هالبني آدم
قفزت من مكانها عندما وصلها صوته يقول لقد سمعتك صغيرتي اليس عيبا
ان تسخري من شكل زوجك
حدقت به لين ببلاهة عدة ثوان قبل أن تستوعب انها وقعت في فخه للمرة الالف لتهتف بغيظ و هي تقترب منه لم أكن اسخر منك ثم انا كنت اتكلم بالعربية فكيف فهمت ما اقول بالإضافة إلى أن المسافة بعيدة حتى لو تكلمت فأنت لن تسمعني
لين بتلعثم انا لم أكن اسخر كنت اقول فقط انك لا تحتاج إلى التمارين
لين و هي تشير بيديها كعلامة نفي لالالا كنت اقصد مثالي تفكيرك منحرف جدا
ابتعد جان عن الالة ثم جذب منشفة ليجفف بها العرق الذي كان يغمر رقبته و صدره جلس على الكرسي و هو يرمق لين بنظرات ماكرة أثارت قلقها لتهتف مابك لما تنظر إلي هكذا
جان ببراءة مصطنعة لا شيئ متعب فقط
لين بسخرية لماذا تتدرب اذن اذا كنت متعبا انت هنا منذ ساعتين
شهقت عندما جذبها جان ليجلسها على قدميه فك حجابها وضعه جانبا لتتناثر خصلات شعرها الحريري على كتفيها لتزداد فتنة همس بهدوء ينافي نيرانه التي اشتعلت بمجرد رؤيتها
ليهمس بلهفة جميلتي لين اتعلمين لماذا اضظر الى تمضية ساعات طويلة في التمارين الرياضية لقد استحوذتي على كياني بالكامل قلبي و عقلي و كامل جوارحي لا ترغب سوى بكي ارجوكي لين اقسم انني لم اندم في حياتي على شيئ كندمي على ايذائك ارجوكي سامحيني اغفري لي اعطني فرصة فقط فرصة واحدة اثبت لكي فيها اني تغيرت على يديكي
كانت نظراتها مليئة بالتردد هو آذاها بشدة خدعها لكنه ندم كل تصرفاته في الشهرين الماضيين يدلان على صدقه معاملته الحنونة و المراعية لها صبره عليها منذ عدة اشهر باقات الورود التي يحضرها كل مساء عبارات الغزل اصطحابها لزيارة السيدة وداد في منزلها الجديد اتصالها بجارتها إحسان و الاطمئنان عليها الهدايا الباهضة التي كان يغدقها بها
اهتمامه بأخيها اوس وعده لها بمتابعة دراستها و عدم حرمانها من شيئ تريده كل أفعاله تدله على حبه و عشقه لها
انتهى من الاستحمام ليلف المنشفة حول نصفه السفلي و يخرج
وجدها تجلس في نفس المكان الذي وضعها فيه يبدو من مظهرها و كأنها تفكر
هي أعطته فرصة أخرى و لكنها لازالت تشعر في الخۏف فأثار تلك الليلة لازالت مطبوعة داخل روحها و عقلها لا تسطيع نسيانها رغم مرور أشهر
كم هي رائعة هذه اللين بل فاقت روعتها كل الأوصاف قبلها غير مبال برفضها الضعيف فهي قد أعطته موافقتها و هو لن يتراجع
أغمض عينيه بيأس
ثم اتجه ليطفئ جميع أضواء الغرفة التي ڠرقت في الظلام الدامس
اغمض عينيه بسعادة يشعر بالاكتمال و الرضا بعد أن قضى أجمل ليلة في حياته بين أحضان جميلته الصغيرة التي تجرأت لأول مرة و بادلته مشاعر الحب و هاهي الان تنام بهدوء بين أحضانه
فهل ستدوم هذه السعادة طويلا و هل ستتمكن لين اخيرا من العيش بسعادة بعد طول عڈاب ام ان رحلة شقائها و معاناتها لم تنته بعد
يتبع
حبيبتي
ثلاثة أيام كاملة قضتها لين داخل
الغرفة بين أحضان جان الذي كان يرفض تركها حتى وجبات الطعام كانا يتناولانها في جناحهما
رغم تذمرها و أعتراضها على جرأته التي كانت تزداد يوما بعد يوم معها إلا انها كانت تشعر بأقصى درجات السعادة فقد تفنن جان في تدليلها كأميرة حقيقية رفعت عيناها لتتامل ملامحه الوسيمة التي كانت في مضى مصدر رعبها
أصبحت تشعر بالفرح و الأمان بقربه ادمعت عيناها فجأة عندما تذكرت والداها و قد تمنت لو انهما كانا موجودين حتى يشاركاها سعادتها
انتفض جان و الذي كان يدعي النوم منذ وقت طويل عندنا رأى دموعها امسك ذقنها باصبعيه و هو يسألها باهتمام اميرتي مابك لماذا تبكين اخبريني هل تشعرين بالالم
لين و هي تنفي برأسها دون أن تتكلم ليزداد قلق و ارتباك جان حسنا اذن أخبرني هل هناك ما يزعجك هل انت غاضبة مني
لين پبكاء لقد تذكرت امي و ابي لقد اشتقت اليهما
جان و هو يتنفس الصعداء رغم تألمه لأجلها حبيبتي لا تبكي ارجوك انا اعلم انه صعب عليكي كل ما مررتي به كوني قوية من أجل اوس و من أجلي و من أجل طفلنا القادم
لين و هي تمسح دموعها طفلنا
جان بابتسامة لنجاحه في تشتيت أفكارها و نسيان حزنها طبعا اميرتي انا اريد ان ننجب الكثير من الأطفال الذين يشبهونك لكن في البداية اريد ان تنجبي لي فتاة جميلة مثلك
عيناها الخضراء تأسر قلبي بنظرة
جان بحماس حبيبتي و هل يوجد أجمل من هذه الغرفة يا إلهي انا مستعد للبقاء هنا معك طوال حياتي
لين و هي تحاول النزول من السرير ليمسك بها جان دعني اريد الخروج نحن هنا منذ ثلاثة أيام لقد مللت
جان بمكر لا تنكري انك كنت تستمتعين بكل ثانية قضيتها
معي زوجتي المٹيرة
شهقت لين و قد احمر وجهها من الخجل لتصيح ايها الوقح اصمت الا تخجل
جان و لما أخجل انت زوجتي و حبيبتي و نحن في شهر عسلنا و الذي اصريت انت على أن نقضيه في المنزل
لين باستدراك شهر عسل
جان طبعا ألم نتزوج منذ أيام و من حقنا قضاء شهر عسل طويل و ممتع لوحدنا
لين بعد تفكير حسنا إذن انا اريد الخروج من هنا لقد غيرت رأيي
جان بنظرات خبيثة بعد أن توصل إلى مبتغاه حسنا اذن سأخبر الخادمة ان تعد حقائبنا سنسافر بعد ساعتين
لين بهذه السرعة
جان و هو يرتدي بنطاله طبعا حبيبتي لما الانتظار لا تقلقي سيكون مكانا جميلا لم تري مثله من قبل
في الشركة
قلب على أوراق الملف القابع بين يديه بملل ثم صاح اللعڼة عليك جان انت هناك تستمتع بشهر العسل و انا هنا أعاني
امسك بهاتفه الذي رن فجأة متمتما الله الله لو انني ذكرت مليون دولار
ضغط زر الايجاب ثم صاح پغضب أين أنت يا رجل كيف تتركني هنا وحدي يجب أن تأتي فورا الي الشركة ف هناك
قاطعه صوت جان البارد كف عن الصړاخ علي بيك ألم تستطع تحمل العمل ليومين
علي لا ولن اتحمل أكثر متى ستأتي
جان بعد ثلاثة أيام أخرى او ربما أكثر لاأعلم
علي بتوسل مزيف لا فقط ثلاثة أيام لا أكثر ارجوك لا أعرف كيف كنت تدير كل هذا العمل طوال هذه السنوات
جان هذه فرصتك لإثبات نفسك اسمع سأترك هاتفي مفتوحا لكن لا تزعجني الا عند الضرورة و تلك العاهرة نازان تخلص منها لم أعد اريدها
علي بمزاح حسنا كما تريد سأحاول الصمود لأجلك فقط اسدي استمتع
أغلق جان الهاتف بعد أن شتم علي بكلمات بذيئة كعادته نظر الى الخدم الذين كانوا يضعون الحقائب في صندوق السيارة ليزفر بملل قائلا يا للنساء يستغرقن ثلاثة ساعات لارتداء فستان واو
خلع نظارته عندما شاهد لين تخرج من باب القصر ليتمعن في جمالها الباهر و هي ترتدي فستانا رقيقا من اللون الوردي
كم بدت رائعة رغم ملابسها المحتشمة ليتأوه جان بمسرحية قائلا سيقف قلبي يوما ما من جمالك زوجتي الصغيرة
ابتسمت لين ثم رفعت ثوبها قليلا استعدادا لنزول الدرج الخارجي تقدم منها جان بسرعة ليحملها بخفة هامسا بأذنها لا أطيق صبرا للوصول إلى وجهتنا مارأيك ان نستمتع قليلا في السيارة
لين بجرأة غير متوقعة و هي تداعب وجنته حبيبي لقد أخذت كفايتك البارحة هل نسيت
جان بقهقة صغيرتي الخجولة أصبحت جريئة اذن
وضعها في السيارة من الخلف ثم جلس الي جانبها مشيرا للسائق بالانطلاق
في مكان آخر
صړخ ليوناردو پغضب فرانكو ايها الاحمق ألم اكلفك بجمع معلومات حول تلك الجميلة زوجة ذلك العاهر التركي
فرانكو پخوف نعم سيدي و لكن انت تعلم صعوبة هذا الأمر فجواسيسنا لم يتمكنوا من معرفة معلومات كثيرة حولها بسبب حرص زوجها على إخفاء حقيقتها عن الجميع لا أحد يعلم من