اخطائي ج2
مرحبا بينما ابتسم نضال ببهوت وشرد بوجهه لبرهة وكم تمنى لو أن يملك طفل مثله يشاركه كافة تفاصيله ويستمتع معه ولكن مشيئة الله كانت فوق كل شيء.
شريف
بتعمل ايه هنا
قالها حسن پحده وهو يقف على أعتاب الحديقة الصغيرة التي تحاوط البناية فقد اتى كي يطمئن على اطفاله ويكرر المحاولة التي فشلت بها ثريا ولم تأتي له بخبر يسر منها.
بابي وحشتني اوي مامي قالت أنك مسافر رجعت امتى
تناوب حسن نظراته بين نضال والصغير بريبة وأخبره
دلوقتي ...انت كنت بتهبب ايه مع الراجل ده وازاي امك منزلاك لوحدك
نفي شريف ودافع وهو يؤشر بيده على المربية التي كانت تقف ع
لأ انا معايا الداده وعمو ده طيب اوي وجبلي الكورة اللي كانت على الشجرة
أخر مرة تنزل تلعب هنا وانا ليا حساب مع الهانم اللي سمحتلك ونزلتك
اتفضل قدامي
انتفض الصغير وهز رأسه بعيون باكية ثم بطاعة هرول أمامه ليرشق حسن موضع نضال بغيظ ويلحق بصغيره وهو يتوعد لها
م
كانت تجلس داخل سيارتها بذلك المكان النائي التي تفضله ولطالما كانت تنفرد بذاتها به فكانت تفكر فكل ما حدث وكم تمنت أن يكون إنسحابه من حياتها وحديثه معها ما هو إلا كابوس مفزع وستستفيق منه وتجد كل شيء على ما يرام
فقد كوبت وجهها وظلت تنتحب حتى أډمت عيناها وهي تتذكر جملته الأخيرة التي استعارها من حديث ذلك المقيت وحقا ألمت قلبها
فماذا يا ترى سيكون خيارها هل ستغفر ولن ترد الأڈى بلأذى أم سترد اعتبارها وترد الصاع صاعين لمن تتسببوا في بؤسها.
السادس والعشرون
ولو كانوا يعرفونك حقا لعرفوا أن تغيرك هذا لم يأتي من فراغ لعلموا أنك متعب جدا وأنك تعلمت دروسا قهرية كان ثمنها غاليا من نفسك لكنهم يعرفون فقط أنك أصبحت إنسانا آخر ويعرفون كيف يستنكرون ذلك منك ويلومونك عليه باحتراف هذا ما يعرفونه فقط.
دوستويفسكي
أنت أزاي مهملة كده وسمحتي للولد ينزل يلعب ويقف يتكلم في الشارع مع كل من هب ودب
قالها هو بسخط غريب وبصوت حاد وكأن لم يغيره شيء
لتجيبه هي بشراسة هجومية اكتسبتها بعد نكبتها بعدما طيبت خاطر صغيرها و أمرته أن يلزم غرفته
أنا مش مهملة والولد مكنش في الشارع ده كان في جنينة البيت والمربية كانت معاه وانا كنت متابعه من البلكونة واللي كان واقف معاه ده جارنا وبعدين انت مش من حقك تتهمني بالإهمال دول ولادي و حتة من قلبي ومحدش هيخاف عليهم أدي
زاغت نظراته ودافع عن ذاته بنفس الحدة
أنا كمان ابوهم ومن حقي اخاڤ عليهم ولا انت مكنتيش عايزاني أجي كمان وهتحرميني منهم
تهكمت بنظراتها وقالت ساخرة
ابوهم...طب كويس انك لسه فاكر يا بشمهندس!
ده أنت اول حاجة عملتها جنابك أو ما افتكرتهم أنك زعلت الولد وزعقتله ورميت كورته اللي بيحبها بدل ما تخدوا وتطبطب عليه وتقوله وحشتنى
بس طبعا معرفتش تفصل مشاكلك معايا وبولادك اللي لازم يحترموك ويفضلوا يحبوك علشان ببساطة انت ابوهم و دي الحاجة الوحيدة اللي مش هعرف اغيرها
ابتلع رمقه بتوتر واعتلى الندم معالم وجهه وهو يجلس على الاريكة ويخرج علبة سجائره يشعل احدهم وينفث دخانها قائلا بنبرة تستشيط غيظا
أنا اتعصبت لما لقيته واقف مع الدكتور الزفت ده اللي طردني ومعرفتش اتحكم في اعصابي انا كنت مستنيه بس يتكلم علشان كنت هطلع غل اليوم ده كله فيه
نفخت بضيق ولم تعقب فقط تنظر له نظرات مشټعلة غير راضية فهو كما هو لا شيء يغيره همجي أناني متعجرف لا يفكر سوى بذاته وبرغباته ولا يهمه مشاعر الآخرين.
مكنش قصدي ازعل شريف يا رهف صدقيني ولا كان قصدي اتعصب عليك أنا حتى كنت جاي اشكرك علشان اتنازلتي عن القضية
برر هو بخزي من نفسه بعدما جلدته بنظراتها وجعلت يتيقن أنه بالفعل اندفع بتصرفه.
تنهدت هي وربعت يدها وهزت رأسها بلا فائدة قائلة
متعتذرش دي حاجة مش غريبة عليك طول عمرك كده ومش هتتغير
وإذا كان على القضية انا اتنازلت علشان انا مش قليلة الأصل زي ما حضرتك فاكر ولا مؤذية وعلشان مهما عملت هتفضل أنت أبو ولادي اللي شايلين اسمه ومش عايزة يعاتبوني في يوم من الأيام إني سجنتك.
مبقاش ليك حاجة جوايا خلاص يا بشمهندس انت دلوقتي ابو ولادي وبس
قالت جملتها بثقة استغربها كثيرا فمن تلك و أين رهف خاصته الحائرة التي كانت تستجدي حبه!
لم يفكر بالأمر حين وجد ذاته يقترب منها قائلا بحسره وبعتاب ليس بمحله بتاتا
يااااااه بالسهولة دي يا رهف ده حتى اسمي مش عايزة تنطقيه!
اسمي اللي كان بيطلع بحب ويرشق في قلبي وعمري ما حسيت بحلاوته غير وهو طالع منك أنت...
رهف أنا اعتذرت مرة واتنين بس انت مش عطياني فرصة حتى ادافع عن نفسي أنا مش عارف اعيش من غيرك وحاسس
أن حاجة كبيرة ناقصاني...
نظرت له نظرة محملة بالكثير من خيبة الأمل ولم تعطيه مجال ليكمل حديثه حتى فقد انتفضت كالملسوعة من لمسته وصړخت به بشراسة لم تكن ابدا من طباعها
إياك تفكر تلمسني انت فاهم ...
لتثور انفاسها وتسترسل وهي تستغرب كيف يتقرب منها ويخبرها بإشتياقه لها بعد ذلك العرض السخي الذي أوكل خالته به
انت انسان متناقض مش طبيعي...
زمجر غاضبا وهو يشعر پقهر من تغيرها المبالغ به ويستغرب بشدة ما اصبحت عليه ف رهف خاصته الآن تنفر منه ولا تطيقه
رهف انا مش متناقض أنت لسة مراتي وعلى ذمتي ولو على الكلام اللي قولته لخالتي فأنت اللي اضطرتيني لكده رفضك ليا وچرحك لكرامتي كل ما اجيلك
لو حجتك إني لسه على ذمتك فهانت يا بشمهندس كلها كام شهر واخلص منك
زفر بنفاذ صبر وهدر وهو يمرر يده بخصلاته الفحمية پعنف يود لو أن ينزعهم
تخلصي مني للدرجة دي كنت عبء عليك يا رهف
لوحت بيدها باستخفاف لطالما كان يخصها به بالماضي و تأففت بنفس السأم
يووووه انا زهقت مش كل شوية هنكرر نفس الكلام...لو سمحت انا معنديش أزيد من اللي قولته قبل كده ...
زفر بضيق واحتل اليأس معالم وجهه ثم تناول علبة سجائره من جديد يتناول واحدة منها ثم يشعلها ينفث دخانها على مهل وظل صامت لبرهة يسلط نظرات مبهمة نحوها وبعقله يدور حديث منار التي اقنعته به ليقول هو بتناقض وبنبرة رغم كل شيء لم يستطيع اخفاء الندم واليأس بها
انا عارف أني قسيت عليك وظلمتك بس ندمت وحاولت كتير اراضيك بس أنت رافضة وانا كرامتي متسمحليش افرض نفسي عليك اكتر من كده خلينا نتفق رجعيلي جزء من الفلوس
وانا مستعد انفذ كل طلباتك
قهقهت هي بكامل صوتها الأنثوي وردت ساخرة من ذلك التناقض الغريب الذي هو عليه
نتفق على ايه
أنت مصدق نفسك للدرجة دي!
بجد مشوفتش في بجاحتكم أنت والصفرا بتاعتك...أنا عارفة أنها هي اللي اقنعتك بالفكرة العظيمة دي وعارفة كمان انها هتتقهر علشان عرفت ان الثروة اللي رسمت عليها راحت من بين ايديها.
دافع دون تفكير وبكل عجرفة غير عابئ بمشاعرها ولا بأنين قلبها رغم صمودها التي تدعيه امامه
منار بتحبني بجد واكتر حد خاېف عليا وبلاش تظلميها دي اتنازلت وجاتلك وأنت بهدلتيها علشان هي عايزة مصلحتي مش زيك عايزة تخرب بيتي وتبوظ شغلي
اللعڼة عليك وعليها ألف مرة ايها الساخط اللعېن ألن تكف عن تقمص دور الضحېة الآن تدافع عنها باستماتة وأنا السيئة الشريرة بقصتك حسنا لا يهم أنا لا أبالي ولكن دعنا نتراهن هل حقا ستكون جديرة بدفاعك عنها أو ستصبح أنت الخاسر الكبير بعد أن تصيبك لعڼتها.
ذلك ما كانت تود أن تصرخ به في وجهه ولكنها كعادتها صمدت و قالت بثبات وبنبرة خالية تماما من أي مشاعر وبتهكم تقصدته كي تستفزه وتثير اعصابه كما فعل معها
ربنا يهنيكم ببعض يا بشمهندس فعلا هي تستحقك بجدارة بس أنا مستحيل هقبل بالعرض السخيف بتاعك أنا في الحالتين هطلق منك...وفلوسي ورجعتلي و ولادي ومعايا ومتقدرش تاخذهم مني تفتكر ايه اللي هيخليني أقبل عرضك وأنا مش مستفيده منه
حاول استعطافها والتحايل عليها من جديد
رهف هخسر شغلي واكيد ده ميرضكيش أنت اكتر واحدة عارفة أنا تعبت أد ايه علشان اكبره واحافظ عليه
نعم اعلم ! ولكن ليتك تعلم أنت دوافعي حينها والغرض من فعلتي...نفضت افكارها اللينة سريعا و أجابته
مش مشكلتي وزي ما قولتلك قبل كده اللي بيني وبينك المحاكم والولاد في أي وقت هتحب تشوفهم انا
مش هعارض وده علشان خاطر نفسية ولادي مش علشان جنابك واللي بيني وبينك انتهى بالنسبالي
تأفف بسخط وصړخ بها
أنت بتعملي فيا ليه كده...جبتي قسۏة القلب والجبروت