السبت 23 نوفمبر 2024

منقذي الزائف بقلم بتول علي

انت في الصفحة 11 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز

أتصل بيها وهي مش بترد مع أني منبه عليها مليون مرة أنها تخلي الموبايل جنبها وترد عليا أول ما أكلمها 
زفر بسأم بعدما سمع صوت والدته التي كانت تصيح بصوت عال
تعال يلا يا شادي افطر معانا قبل ما تروح تصلي الجمعة عشان أول ما تيجي من الصلاة تروح تبيض شكارة الأرز بدل ما أنت قاعد طول النهار في أوضتك وماسك الموبايل ومفيش وراك لا شغلة ولا مشغلة 
كظم شادي غيظه هاتفا هي على إيديها نقش الحنة 
نظرت والدته للأعلى وهي تردد بحسرة
عوض عليا عوض الصابرين يا
رب الواحدة بتبقى نفسها تجيب ولد عشان تتسند عليه لما تكبر وفي الأخر بيجي المحروس وبيكون قاعد طول النهار في البيت زي النسوان وعايز أخته هي اللي تشيل كل حاجة فوق دماغها 
لم يكترث شادي كثيرا لحديث والدته التي كانت توبخه بشكل ضمني لأن باله كان مشغولا بالسبب الذي جعل حبيبته لا تجيب على اتصالاته 
الحسړة وخيبة الأمل هذا ما شعر به رضا بعدما علم بخطبة ابن أخيه الذي لم يكلف نفسه ويقوم بدعوته وكأنه شخص غريب عنه ولا يعد بمنزلة والده 
استغربت أماني التي كانت تجلس أمام زوجها على مائدة الإفطار من وجوم ملامحه وعدم تحدثه بأي كلمة منذ خروجه من غرفته وهذا الأمر أصابها بحيرة شديدة جعلتها تسأله
مالك يا أبو أحمد فيك إيه!
رفع بصره نحوها وتأمل وجهها
لبرهة قبل أن يلقي أمامها الخبر الذي أصابه پصدمة بعدما علم به
مالك وهبة اتخطبوا لبعض إمبارح 
نظرت أماني إلى زوجها وهي تهتف بمكر فقد جاءت أمامها الفرصة التي لطالما انتظرتها ويجب عليها أن تحسن استغلالها
بس غريبة أوي يا رضا أنت ليه جاي تقولي على الخطوبة بعد ما تمت مش المفروض كنت تعرفني إمبارح عشان نروح ونبارك ليهم ولا أنت شايفني واحدة حقودة ومش بتمنى الخير لابن أخوك 
اندفع رضا قائلا بعصبية
أنا معرفتش أي حاجة عن الموضوع بتفهم في الأصول ولا تعرف حاجة
خالص عن الواجب والذوق وهو ما شاء الله طلع ليها في كل حاجة 
ظهر الحزن في عيني رضا وهو يقول
أنا مش فاهم هو ليه عمل كده! صحيح هبة كانت خطيبة ابني بس أنا

أكيد مش هزعل منه ولا هتمنى ليه السوء لأنه خطبها وده لأني فاهم كويس أن الحاجات دي كلها في الأول وفي الأخر تبقى قسمة ونصيب 
نظرت أماني في عيني رضا مباشرة وهي تتحدث بجدية تامة أرادت من خلالها أن تجعل زوجها يرى جميع الأمور التي غفل عنها في السابق
مالك عمره ما كان بيحب أحمد وأنا دايما كنت بشوف نظرات الحقد في عينيه وخاصة بعد ما أحمد قدر يجيب في الثانوية مجموع يدخله كلية الهندسة وهو جاب أربعة وسبعين في المية ودخل في الأخر كلية التجارة 
لمع بريق النصر في عيني أماني بعدما لاحظت أن حديثها قد نال درجة عالية من اقتناع زوجها وقررت أن تضيف القليل من البنزين على الڼار حتى تشتعل أكثر وتنال من الوغد الذي ألحق الأڈى بابنها
في حاجة كمان أنا عايزة أقولك عليها يا رضا وهي أن أحمد مستحيل يكون هو اللي فبرك صور هبة ونشرها على الإنترنت وأنا شاكة أن مالك هو اللي عمل الحركة دي عشان يفرق بينهم لأنه كان حاطط عينه على هبة من أول يوم شافها فيه 
وهنا ظهر لهيب الڠضب في عيني رضا بعدما فكر في احتمالية صحة حديث زوجته فهو لن يرحم مالك إذا تبين أمامه أنه كان المتسبب في كل ما جرى مع ابنه 
نهاية الفصل
الفصل التاسع
أخذ مالك يتصفح صور خطبته بهبة وهو يبتسم بسعادة كبيرة تجعل كل من يراه على هذه الحالة يحسده عليها ويتمنى أن يصبح مثله ويحقق الهدف الذي يسعى خلفه 
من الصعب وصف شعور فرحة الانتصار الذي استحوذ في هذه اللحظة على كيان مالك الذي حصل أخيرا على الفتاة التي يحبها بعدما ظن أنها لن تكون من نصيبه لأن قلبها كان متعلق بابن عمه 
لمعت عيني مالك بهيام وهو یتأمل ابتسامة هبة وهي تقف بجواره فقد كانت تبدو كحورية بحر حسناء تقف أسفل قمر انعكس نوره على وجهها ليزيدها حسنا فوق حسنها 
قطع لحظات مالك السعيدة ورود اتصال من والده تجاهله عدة مرات ولكنه استسلم في النهاية بعدما تأكد من إصرار أبيه على التحدث معه
أيوة يا بابا إزيك عامل إيه
كان الڠضب ظاهرا للغاية في نبرة والد مالك الذي صاح بصوت جهوري
أنا برن عليك بقالي كتير يا حيوان مش بترد ليه من أول مرة!
أجابه مالك بنزق بعدما زفر أنفاسه بضيق فهو لم يكن يريد أن يتحدث مع والده حتى لا يتعكر مزاجه
عادي مكانش ليا مزاج أرد عليك بس غريبة أوي يعني يا بابا بقالك أكتر من شهرين مش بتتصل بيا ودلوقتي افتكرتني فجأة بعد المدة دي كلها!!
ردد والده بتعجب واستنكار
إيه الهبل ده إزاي بقالي فترة كبيرة مش بتصل بيك!
ارتفع صوت والده وهو يزمجر بحدة متجاهلا عن عمد تلك الكلمات التي أثارت استغرابه
أنا كان لازم أتصل بيك بعد ما عرفت أن سيادتك روحت خطبت من غير ما تعرفني أو حتى تجيب سيرة لعمك وكأنك لقيط ومقطوع من شجرة
وملكش أهل ترجع ليهم وتاخد رأيهم في موضوع مهم جدا زي ده!!
قلب مالك عينيه وهز رأسه بملل من اسطوانة التوبيخ المشروخة التي كان يتوقع أن يسمعها من والده الذي ذهب وتزوج من امرأة أخرى بعد ۏفاة والدته واستقل بحياته بعيدا عنه ولم يعد يكترث به ولا بأمر شقيقته 
همس مالك پاختناق وهو يتذكر حسرة والدته الراحلة على عمرها الذي ضاع برفقة والده المستهتر الذي لم يكن يهمه أي شيء يتعلق بها
أنت قولتلي زمان بعد ما روحت اتجوزت وخلفت أني مش صغير والمفروض أشوف حياتي وأدبر أموري بنفسي من غير ما أعتمد على أي شخص وأنا كل اللي عملته هو أني طبقت نصيحتك يا أستاذ عماد يا اللي جاي دلوقتي تعمل فيها مهتم بيا وخاېف على مصلحتي بعد ما اتجاهلت دعوتي ليك على الخطوبة وعشان تداري إهمالك جاي تعمل نفسك مكنتش تعرف حاجة عن خطوبتي 
سكت مالك قليلا قبل أن يضيف بلهجة متهكمة
قولي صحيح يا بابا إيه أخبار مراتك وابنك سمعت أنك ناوي تدخل أخويا الصغير مدرسة دولية بتحتاج كل سنة مصاريف مش بتقل عن تسعين ألف جنيه واضح أن أحوالك المادية متيسرة على الأخر 
تحدث عماد بهدوء مغيرا فحوى الموضوع بعدما رمش بعينيه عدة مرات مش شدة الذهول الذي سيطر عليه في تلك اللحظة
أنا كنت بكلمك عشان أباركلك يا حبيبي على الخطوبة ربنا يهنيك ويسعدك معلش أنا مضطر أقفل دلوقتي عشان أجهز نفسي وألحق صلاة الجمعة 
وبالفعل أنهى عماد المكالمة فابتسم مالك بسخرية شديدة من والده الذي فر كالفأر الجبان بعدما واجهه بأمور ظن أنه لا يعلم عنها أي شيء ثم عاد مرة أخرى لتصفح الصور التي تجمعه بهبة 
وقف عمرو أمام الحوض وفتح الصنبور ليبدأ الماء يتدفق بين یدیه ثم أخذ يتوضأ حتى يصل إلى المسجد مبكرا فهو يحب أن يحضر خطبة الجمعة من أولها ويشعر بالضيق إذا فاته أي جزء منها 
خرج عمرو من الحمام وارتدى ملابسه بسرعة ثم غادر المنزل واستقل سيارته قاصدا المسجد الذي يصلي به 
انتهى عمرو من أداء الصلاة بعد نصف ساعة ثم استقل سيارته مرة أخرى ولكنه لم يعد إلى المنزل بل توجه إلى المقاپر حتى يزور قبر شقيقه الراحل 
قرأ عمرو الفاتحة على روح ياسين وأخذ يدعو له بالرحمة والمغفرة ثم تحدث وهو يشعر بحزن عميق في قلبه
نفسي أعرف ليه بحس على طول أنك مش مرتاح في قپرك مع أنك كنت كويس في حياتك! ليه كل الكلام اللي بتقوله في الأحلام اللي بتزورني فيها بيبين أنك عايز توصلني لحاجة بس أنا مش قادر أفهمها!
كاد عمرو يغادر المقپرة ولكن أوقفه التربي الذي سأله عن أحواله ثم سكت قليلا شاعرا بالتردد الشديد فهو لا يعرف إذا كان يجب عليه أن يخبره بالأمر الذي حدث الأسبوع الماضي أم يلتزم الصمت ولا يتفوه بشيء 
رأى عمرو أمارات التردد التي كانت واضحة على وجه حارس المقپرة فسأله باستغراب شديد وهو يعقد ما بين حاجبيه
هو فيه حاجة عايز تقولها ليا يا عم مجاهد قبل ما أمشي!
هز مجاهد رأسه قائلا بصراحة شديدة بعدما تحلى بالشجاعة وقرر أن يبوح بكل ما بداخله
أيوة يا أستاذ عمرو الأسبوع اللي فات أنا شوفت واحد كان واقف هنا في المقپرة وسمعت منه شوية كلام وحشين في حق الأستاذ ياسين ولما جيت أتكلم معاه عشان أعرف هو مين شد معايا وبعدين سابني ومشي ومجاش هنا مرة تانية 
استنكر عمرو هذا الأمر مرددا پصدمة فهو يعلم جيدا أن أخيه كان شخصا محبوبا من الجميع ولم يكن هناك من يبغضه ويتمنى له الأڈى
ممكن تقولي إيه الكلام اللي أنت سمعته بالظبط من الراجل ده وإيه اللي حصل بعد كده
شعر مجاهد بالارتباك ولكنه قرر أن يتحدث وهو يعلم أن الكلام الذي سينقله قاسې إلى حد لن يتمكن عمرو من تمالك نفسه عند سماعه
أنا سمعت الراجل ده وهو بيقول لما كان واقف قدام قبر المرحوم أخوك منك لله يا ياسين أنت مش هتقدر تستوعب أنا مرتاح قد إيه عشان أنت أخيرا مت وريحتني من وجودك وعلى فكرة أنت تستاهل أنك ټموت لأنك اتجرأت وسرقتها مني وأنا يا أستاذ عمرو أول
ما سمعته بيقول كده شديت معاه بس ابن الذين كانت إيده تقيلة وفلت مني في ثانية 
وكما توقع مجاهد فقد ثار عمرو وابيضت عروق يده من شدة الضغط عليها وهو يسأل بصرامة من بين أسنانه
أنت فاكر الولد ده شكله إيه يا عم مجاهد
حرك مجاهد رأسه قائلا بإيجاب
أيوة فاكر يا أستاذ عمرو وأقدر أوصف ملامحه ليك بشكل كويس ومش بس كده ده أنا لما شديت معاه وهو زقني وضړبني وجري وقتها وقعت منه سلسة فضة وأنا احتفظت بيها عشان أديها ليك لما تيجي تزور القپر 
ذهب مجاهد
وأحضر السلسال الفضي وأعطاها لعمرو الذي نظر لها مليا قبل أن يقرأ الاسم الذي تشكل من بضعة أحرف باللغة الإنجليزية مرصوصة بشكل عمودي
شادي صاحب السلسلة دي أكيد يبقى اسمه شادي وأنا هعمل المستحيل عشان أجيبه وأعرف إيه حكايته مع ياسين حتى لو كان مستخبي تحت سابع أرض!!
صعدت آية إلى شقتها بعدما انتهت من مساعدة فادية في التنظيف الذي استمر لساعات
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 33 صفحات