الأحد 24 نوفمبر 2024

منقذي الزائف بقلم بتول علي

انت في الصفحة 23 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز

كده وأنا مليش دعوة بمشاكلكم العائلية 
أضاف بخشونة وهو يرمق عماد بنظرات جاحظة
هتجيب الفلوس اللي ابنك لهفها ولا أتصرف معاه بطريقتي وأعمل فيه اللي كان عايزني أعمله في أحمد
تمنى عماد لو كان بإمكانه أن يضرب خميس ويطرده ولكنه إذا فعل ذلك سوف يفتضح أمر ابنه أمام الجميع وسيكون مصيره السچن أما بالنسبة له فسوف يؤثر هذا الأمر على علاقته بأخيه رضا بشكل سلبي 
أعطى عماد لخميس الأموال التي يريدها وتركه ينصرف بعدما هدده بأنه سوف يقضي عليه إذا فكر في طلب المال مرة أخرى سواء منه أو من مالك  
همس عماد بغيظ وهو يضرب كفيه ببعضهما متوعدا لابنه الذي لم يعد يفكر قبل أن يقبل على أي تصرف أهوج
أنت كده زودتها أوي يا مالك وجه الوقت اللي لازم أوقفك فيه عند حدك لأن محاولة قټلك لأحمد دي معناها أنك أكيد الشخص المسؤول عن الصور المتفبركة اللي اتنشرت لهبة 
لم ينتبه عماد إلى أحلام التي سمعت كل شيء وشعرت بالړعب والخۏف على نفسها وعلى طفلها الصغير وتأكدت أنه إذا جرى أي شيء سيء لعماد فسوف يصبحان فريسة لمالك الذي لن يظهر لهما أي مقدار من الرحمة 
نهاية الفصل
الفصل التاسع عشر
دلف عماد إلى غرفته حتى يبدل ملابسه ويذهب إلى ابنه حتى يضع له حد لأفعاله ولكنه توقف بعدما لحقت به أحلام وهي تصيح بعصبية
أنت لازم تقعد وتفهمني كل حاجة لأن 
نظرت أحلام في عينيه وهي تسأله بصرامة تحذره بنظراتها من محاولة الكذب عليها
ليه كدبت على رضا وقولتله أن مالك عزمك على الخطوبة وقالك تعرفهم لأنه اتكسف يقولهم بنفسه بسبب أن هبة كانت خطيبة أحمد بس أنت اللي نسيت تقولهم!
أجاب عماد وهو يشعر بمرارة حادة في حلقه بعدما ذكرته زوجته بحقيقة أنه ادعى الخرف حتى يخفي شيئا يتعلق بابنه عن أعين الجميع
كان لازم أعمل كده يا أحلام عشان أحافظ عليه لأن مكانش ينفع أطلعه كداب بعد ما هو أصر على كلامه قدام رضا وقال أنه
قالي أعزمهم 
كلام عماد جعل وتيرة الحيرة تتصاعد داخل أحلام التي هتفت بعصبية فهي لا تكره في حياتها أكثر من الغموض الذي يتعارض مع طبعها كامرأة فضولية تحب معرفة كل شيء
أنت عايز تجنني يا عماد ولا إيه بالظبط! يعني أنت مش عايز تخلي مالك يبان أنه كداب تقوم تبين نفسك مچنون قدام أخوك!
صاح عماد بصوت مقهور والدموع تنحدر من عينيه
أمال عايزاني أعمل إيه يا أحلام أروح أقول قدام الناس كلها أن ابني الكبير هو اللي مچنون!!
اتسعت حدقتي أحلام من هول الصدمة وأخذت تردد بعدم استيعاب
مچنون!! هو مين ده اللي مچنون يا عماد! إيه الكلام الفارغ ده!
هز
عماد رأسه مؤكدا حديثه

وهو يشعر پألم حاد في قلبه الذي انفطر من شدة الحزن على حال ابنه
ده مش كلام فارغ يا أحلام دي الحقيقة اللي كنت بحاول أداريها 
تسطح عماد على السرير وهو ينطق بالحقيقة التي تجعل فؤاده ېتمزق
أنا لاحظت تصرفات مالك المضطربة من زمان أوي أثناء طفولته والموضوع زاد معاه بعد ۏفاة والدته اللي كانت بتعمل نفسها مسكينة قدامه وفهمته أني بخونها وهو بقى مقتنع أن
الكلام ده صحيح بعد جوازي منك 
أخذ عماد يسترجع بذاكرته بعض المواقف التي تؤكد أن نسرين هي المسؤولة عن الحالة التي صار عليها مالك في الوقت الحالي 
مالك إوعى تاكل أي حاجة وإحنا موجودين عند عمك فهمت
قالتها نسرين بصرامة جعلت مالك الذي كان حينها طفلا صغيرا يهتف بطاعة خوفا من ڠضبها
حاضر يا ماما أنا مش هاكل أي حاجة عند طنط أماني 
سمع عماد هذا الحديث وقام بتوبيخ زوجته ولكنها لم تكترث فهي صاحبة شخصية نرجسية ولا تقبل أن يملي أحد أوامره عليها 
ذهب عماد برفقة زوجته وطفليه إلى شقة شقيقه الذي قام بدعوتهم لتناول الغداء عنده ورحبت بهم أماني ثم بدأت في وضع الأطباق على المائدة 
بدأ الجميع في تناول الطعام باستثناء آية ومالك فكل منهما قرر تنفيذ أوامر نسرين بعدم تناول أي شيء في شقة عمهما 
استغربت أماني من عدم تناول الصغيرين لأي شيء ونظرت إلى رضا الذي وجه حديثه إلى مالك وآية
يلا يا حبايبي امسكوا المعلقة وكلوا طنط أماني عملت ليكم الأكل اللي بتحبوه 
ردت آية بفظاظة مؤكدة بشكل غير مباشر أمام الجميع أنها ورثت طباع والدتها وصارت نسخة مصغرة منها
أنا مش باكل أي حاجة غير من إيد ماما حبيبتي لأن أكلها أحسن بكتير من أكل طنط أماني 
تمالك رضا أعصابه ونظر إلى مالك قائلا
وأنت يا مالك مش عايز تاكل ليه المكرونة البشاميل اللي أنت بتحبها!
أراد مالك بالفعل أن يتناول طبق المكرونة ولكن نظرات والدته جعلته لا يفكر في مد يده نحو الصحن قائلا
شكرا يا عمو أنا مش جعان 
قاومت نسرين الابتسامة المتشفية التي كادت تظهر على وجهها وهي ترى الوجوم الذي ظهر على ملامح رضا وزوجته وتظاهرت بالضيق وهي تردف
إيه يا حبايبي الكلام ده طنط أماني بتعمل أكل جميل وأحسن كمان من أكلي يلا امسكوا المعالق وكلوا 
أصرت آية على موقفها لأنها تفهم جيدا أن والدتها لا تريدها أن تتناول من طعام أماني وإنما تفعل ذلك حتى لا يكتشف أحد أنها من قامت بتحريض الصغيرين وتحذيرهما من عدم تناول أي شيء أما مالك فقد كان يريد أن يأكل وفي الوقت نفسه يشعر بالتوتر فهو لا يستطيع أن يفهم إذا كانت والدته تريده أن يأكل أم لا تريد منه أن يفعل ذلك!!
تصنعت نسرين الحرج من تصرفات طفليها قائلة باعتذار ظاهري
معلش يا جماعة أصل عيالي مش بيحبوا ياكلوا غير من طبخي ومهما اتحايلت عليهم عشان ياكلوا في العزومات مش بيسمعوا الكلام 
أراد عماد أن ېهشم رأس زوجته التي جعلت طفليه يكسران بخاطر أخيه وزوجته 
نظر عماد إلى مالك قائلا بحدة متحديا بها زوجته المتغطرسة
قوم تعالي اقعد جنبي وامسك طبق المكرونة وخلص اللي فيه 
أطاع مالك والده وجلس بجواره وتناول المكرونة تحت نظرات والدته التي كانت تستشيط ڠضبا وتتوعد له 
حدثت مشاجرة كبيرة بين عماد وزوجته بعد عودتهما إلى المنزل فقد حاولت ضړب مالك لأنه خالف أوامرها واتهمت نسرين زوجها بأنه يحب أماني ويشعر بالحزن لأنها تزوجت من شقيقه 
أخذ كل من عماد ونسرين يتراشقان بالألفاظ أمام عيني مالك الذي كان يشعر بالخۏف
والحزن فهو لا يعرف كيف ينال رضا والدته مثلما فعلت آية التي تتبع دائما تعليماتها 
كانت نسرين تتهم عماد دائما أنه ېخونها وكان مالك يتعاطف معها عندما يراها تبكي أمامه وفي كل مرة يزداد حقده على والده 
عندما وصل مالك لعمر الخامسة عشر لم يحضر له والده هدية باهظة الثمن مثلما فعل مع أحمد في عيد ميلاده الذي سبقه ببضعة أشهر وكان ذلك بسبب مروره بأزمة مادية حرجة ولكن نسرين أخذت تبكي أمام مالك وصارت تقنعه بفكرة أن والده يكرهه ولا يحب سوى أحمد لأنه ابن أماني واستغلت عدم إحضار زوجها لهدية باهظة حتى تؤجج تلك الفكرة في رأسه 
عندما ماټت نسرين بسبب السړطان لم يحزن عليها أحد سوى مالك الذي شعر بالقهر وأصيب بأزمة نفسية حادة ظن عماد أنه سيتخطاها مع مرور الوقت ولكن هذا الأمر لم يحدث 
استمعت أحلام إلى كلام زوجها بإنصات وانتظرت انتهاء حديثه ثم بدأت في لومه بقولها
وأنت إزاي كنت ساكت على الكلام ده كله يا عماد
هتف عماد مدافعا عن نفسه
أنا كنت مفكر أن الاضطراب ده بسبب نسرين اللي كانت بتطلب منه يعمل الحاجة وعكسها في نفس الوقت وأنه اتمكن منه بسبب صډمته في مۏت أمه لأنه كان متعلق بيها أوي على عكس آية اللي طول عمرها مش بتفكر غير في نفسها 
كادت أحلام تتحدث
ولكنه قاطعها مستكملا حديثه
كنت فاهم أن الحالة دي هتروح مع مرور الوقت بعد ما مالك يتخطى مۏت نسرين بس للأسف كانت حالته بتسوء أكتر من الأول لدرجة أنه بقى بيتوهم حاجات عمرها ما حصلت ومنها أنه مفكر أنه عزمني أنا وعمه على خطوبته وكمان مفكر أني كنت بخون أمه معاك وأني اتخليت عنه ومش بتصل بيه غير كل شهر أو شهرين مع أني أصلا بكلمه كل يوم الصبح عشان أطمن عليه بس هو بينسى وعقله بينكر ده كله بعدين 
استمرت أحلام في بدهشة فهي لم تتخيل أبدا أن ترى زوجها في مثل هذه الحالة في يوم من الأيام
مفيش أي واحدة هترضى تتجوز من شاب قضى فترة من حياته في مصحة نفسية وهيكون صعب على مالك أنه يلاقي شغل أو يقدر يعيش وسط الناس بعد ما يخرج من المصحة 
حاول عماد أن ينهض ولكنه شعر بدوار حاد فتسطح مرة أخرى وهو يتابع بمرارة
حاولت أساعده كذا مرة بطريقة غير مباشرة ومن غير ما أخليه يحس بحاجة وبقيت بقرب منه وباخد رأيه في حاجات كتير عشان يحس أن وجوده مهم في حياتي وأن الأوهام اللي أمه زرعتها في رأسه كلها غلط بس كل حاجة عملتها فشلت وجابت نتيجة عكسية 
ربتت أحلام على كتفي زوجها وحاولت إيقافه عن الحديث ولكنه أبى وأصر أن يخرج كل ما في جعبته
تصوري يا أحلام أنه نسي أني كلمته عشان أخد رأيه في موضوع المدرسة الخاصة اللي هدخل فيها أخوه واتهمني لما كلمته وعاتبته على خطوبته من ورانا أني بقالي فترة طويلة مش بكلمه وأنه سمع من برة أني هدخل ابني الصغير مدرسة مصاريفها هتكلف أكتر من تسعين ألف جنيه في السنة!!
شهقت أحلام وسيطرت الصدمة على ملامحها وهي تهتف بذهول
مش معقول الكلام ده!! مالك كان موجود عندنا قبل يومين من خطوبته وكان قاعد معاك في أوضة الصالون وأنا سمعته بيقولك أنه هيشوف إذا كان أخوه هيستوفى الشروط اللي المدرسة نشرتها ولا لا 
حاول عماد أن ينهض مرة أخرى ولكن منعته أحلام التي هتفت بإشفاق على حاله فهو أب لم يستطع أن يتقبل حقيقة جنون ابنه
نام يا عماد دلوقتي لأنك تعبان وواضح أن ضغطك وطي ولازم ترتاح 
خرجت أحلام من الغرفة هنقدر نخليه يعترف بالحقيقة كلها بعد ما نضغط عليه 
صاحت بها أماني بغيظ شديد فهي لم تكن تتصور أن يكون مالك وضيعا إلى تلك الدرجة التي تجعله يقدم على إزهاق روح إنسان 
هز رضا رأسه معبرا عن وجهة نظره التي تتعارض مع رأي زوجته
إزاي مالك هيعمل كدة يا أماني وهو أصلا ميعرفش أن هبة قالت لأحمد على موضوع يحيى وأننا كنا بندور على يحيى بعد ما
22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 33 صفحات