منقذي الزائف بقلم بتول علي
وهتعتذر منك لأنها فكرت في يوم من الأيام أنها تسيبك وتبعد عنك
أنصت أحمد إلى حديث يحيى الذي أخبره أنه قد حدثت مشاكل كبيرة بين أحد أقربائه وزوجته وأنها قد طلبت الانفصال وصممت على قرارها وهذا الأمر كان سيكلف زوجها خسائر فادحة بسبب عدم امتلاكه الأموال الكافية التي سوف يحتاجها لتسديد ثمن المؤخر والشبكة التي قام ببيعها بعد الزواج بوقت قصير حتى يسدد ديونه
اقترح يحيى على أحمد أن يقوم بالأمر نفسه مع هبة التي سوف تخاف على سمعتها وتعود إلى أحمد حتى لا يقوم بڤضحها
شعر أحمد بالتقزز بعدما سمع تلك الفكرة الوضيعة وسدد نحو وجه يحيى لكمة قوية ثم انصرف وهو يشعر بالڠضب الشديد
نفذت هبه بالفعل نصيحة مالك وتظاهرت بالموافقة على العريس الذي تقدم لخطبتها وهذا الأمر جعل أحمد يفقد صوابه ويستشيط ڠضبا وكل ذلك تحت نظرات مالك الذي اقترح فكرة فبركة الصور مرة أخرى ولكن الأخير رفض بشدة وأصر على موقفه
فكر كده معايا أنت لو فضلت قاعد كده ومحاولتش تعمل حاجة ساعتها هبة هتتجوز واحد تاني وتضيع منك أنت مش هتفبرك ولا هتعمل حاجة كل الموضوع أنك هتخوفها عشان تسيب خطيبها وترجعلك
اعترض أحمد على هذا الاقتراح هامسا بحزن
يا مالك افهمني أرجوك أنا لو عملت كده هبة هتفضل معايا بس وهي كارهاني ومش طايقة تبص في وشي
ما هو أنت هتحاول تراضيها وبعد فترة هتفهمها أنك كنت بتهدد وخلاص عشان بتحبها ومش قادر تبعد عنها
وقع أحمد في الفخ وقام بټهديد هبة التي أصيبت پصدمة كبيرة وفي هذه الأثناء قرر مالك أن ينهي اللعبة لصالحه مستخدما عقارا مخدرا دسه في فنجان القهوة حتى يتمكن من تخدير أحمد ثم فتح هاتفه باستخدام بصمة إصبعه وأرسل جميع الصور الخاصة بهبة إلى يحيى الذي كان يتقن استخدام برامج تعديل وفبركة الصور باحترافية شديدة تجعل من الصعب التفريق بينها وبين النسخ الأصلية منها
قام مالك بمحو الرسائل المتبادلة بين يحيى وهاتف أحمد وقرر أن يتخلص نهائيا من ابن عمه واتفق مع خميس على قټله وهذا بالفعل ما حدث في صباح اليوم التالي تزامنا مع رؤية وتداول الجميع للصور المفبركة التي تم نشرها
منذ طفولته حتى تجعله ناقما على جميع أفراد عائلة والده الذين لا يحبونها
حمل مالك الهاتف وغادر الشقة دون أن يهتم بهندمة مظهره فكل ما يشغل عقله هو الرغبة في معرفة السبب الذي يجعل عقله مغيبا لتلك الدرجة التي تجعله يقوم بهذه الأمور التي ينساها في وقت لاحق وكأنه لم يمر بها
وصل شادي إلى القاهرة وأخذ يتصل بآية ولكنها لم تجب على الهاتف ولكنه لم يستسلم وظل يحاول عدة مرات إلى أن أجابت أخيرا قائلة
باعتذار
معلش يا شادي أنا كنت تحت عند فادية ولسة طالعة دلوقتي وأول ما دخلت الشقة وسمعت صوت الموبايل جيت جري على الأوضة ورديت عليك
زفر شادي بنفاذ صبر قائلا بتبرم ناظرا إلى برج القاهرة الذي يقع بالقرب من المطعم الذي يجلس بداخله
يا سلام
عليكم اللي يشوفكم يقول أنكم أم وبنتها مش مرات ابن وحماتها
لوت آية ثغرها قائلة بنزق وهي تجلس واضعة ساق فوق ساق
والنبي اسكت يا شادي أنا زهقت منها وحاسة أني هطق بس مضطرة أستحملها عشان أحقق اللي في دماغي لأنها الوحيدة اللي بتحبني وبتدافع عني في البيت ده
استكملت آية حديثها متسائلة باهتمام رغبة منها في معرفة أخبار حبيبها الذي ټحطم قلبه بعد رحيل والدته
سيبك مني دلوقتي وقولي أنت عامل إيه يا حبيبي
تحكم شادي بصعوبة في مشاعره ودموعه التي كادت تهطل من عينيه بعدما تذكر والدته الحبيبة التي رحلت في غمضة عين ورد بهدوء شديد يخفي خلفه نيران اڼتقام مستعرة سوف ټحرق الأخضر واليابس إذا ثبت صدق حدسه
الحمد لله أنا كويس يا آية وكمان جيت القاهرة وكنت بتصل بيك من شوية عشان تيجي تقابليني
هبت آية واقفة قائلة بفرحة عارمة فهي كانت تتمنى أن يخرج شادي من عزلته ويأتي لرؤيتها وها قد تحققت أمنيتها وأتى حبيبها بعدما قطع مسافة طويلة من أجلها
أنت هنا بجد!! طيب ابعتلي مكانك بسرعة وأنا هكون عندك في أسرع وقت
أنهى شادي المكالمة وأرسل لها موقع المطعم الذي يجلس به وبالفعل فتحت آية خزانة ملابسها وارتدت ملابس براقة واهتمت بتزيين إطلالتها ببعض الإكسسوارات اللامعة
راقبت آية الوضع جيدا حتى تتأكد بأنه لا يراها أحد من أفراد العائلة وهي تغادر المنزل بهذا المظهر الذي سوف يجعل أي شخص حين يراها يشك بأمرها
ابتسم عمرو وهو يرى آية من خلف نافذة شقته وهي تصعد إلى سيارة الأجرة واضعة الكثير من مستحضرات التجميل على وجهها
وكأنها ذاهبة إلى حفل زفاف وفي هذه اللحظة قرر أن يلحق بها وألا يترك الأمر كله على عاتق الرجل الذي كلفه محمد بمراقبة شادي
خرج عمرو على الفور من شقته تحت نظرات مروة التي استغربت خروجه بهذه السرعة وعدم التفاته لندائها وكأنه لم يسمعها أو سمعها ولكنه يريد أن يلحق بشيء يرى أنه لن يتمكن من الحصول عليه إذا تأخر ولو لدقيقة واحدة
وصلت آية إلى المطعم وتوجهت نحو الطاولة التي يجلس عليها شادي الذي تجهمت ملامحه بعدما رآها أمامه بهذا المظهر متجاهلة ۏفاة والدته التي لا يزال حزينا على فراقها
اختفت ابتسامة آية بعدما رأت نظرات الحدة في عيني شادي وسألته بقلق
مالك يا حبيبي بتبصلي كده ليه هو أنا عملت حاجة!
زفر شادي ومط شفتيه قائلا بتهكم
لا أبدا يا حبيبتي أنت بس مظبطة نفسك زيادة عن اللزوم وحاطة أحمر وأخضر على وشك ومش عاملة اعتبار لأمي اللي لسة مېتة قريب
ارتبكت آية وحاولت أن تجد مبررا مناسبا لتصرفها الأهوج فهي قد بالغت في التزين ظنا منها أن هذا الأمر سوف ينال إعجابه ولكنها نسيت تماما أنه لا يزال مصډوما لرحيل والدته
حمحمت آية ونطقت بأول حجة خطرت في بالها وتمنت أن يقتنع بكذبتها بسهولة مثلما اقتنع من قبل بكثير من الأكاذيب التي كانت تقولها له
أنا أسفة جدا يا حبيبي بس أعمل إيه مع فادية اللي واقفالي زي اللقمة في الزور لدرجة أنها بتعد عليا أنفاسي وكل شوية تسألني رايحة فين وجاية منين وأنا عشان أخرج قدامها من غير ما تفتحلي تحقيق كدبت عليها وقولتها أني رايحة أحضر كتب كتاب واحدة صاحبتي وكان لازم أظبط شكلي عشان تصدق كلامي بسهولة
أومأ شادي متظاهرا بالاقتناع ثم أمسك بكفي آية قائلا بنبرة ظهرت بها المرارة التي يشعر بها في قلبه
أنا حبيتك أوي يا آية وحاولت أعمل كل حاجة عشان نكون لبعض لدرجة أني فضلت جنبك بعد ما أنت اتجوزت من ياسين
ربتت آية على يديه قائلة بلطف
أنا عارفة كويس الكلام ده يا حبيبي من غير ما أنت تقوله ومعنديش أي شك في حبك ليا
انهمرت دموع شادي أمام آية وهو يردد
كان نفسي ماما الله يرحمها تفهم وتستوعب أنا قد إيه بحبك وأني مستحيل أحب واحدة غيرك حتى لو انطبقت السماء على الأرض بس للأسف هي ماټت قبل ما نحقق حلمنا ونكون سوا
ارتبكت آية بعدما جلب شادي سيرة والدته ولاحظ الأخير هذا الأمر فقرر أن يمضي
في خطته حتى يتأكد مما يدور في عقله
ألقى شادي نظرة على كأس العصير الموضوع أمامه قائلا
أمي كانت بتحبني أوي يا آية وأنا كان نفسي تحبك أنت كمان بس هي للأسف أخدت عنك فكرة وحشة بسبب أبوك لما طردني زمان ورفض جوازنا
وضع شادي كفه ومرره على وجنة آية مرددا بأسى
كان نفسي أنت وماما تتقابلوا تاني وتعرفوا بعض أكتر عشان فكرتها تتغير عنك بس للأسف هي ماټت قبل ما تشوفك وتعرفك على حقيقتك
تظاهرت آية بأنها تأثرت بحديثه وهتفت بعطف محاولة إغلاق هذا الموضوع الذي يجعلها تشعر بالقلق
وأنا كمان كان نفسي أقابل مامتك وأتكلم معاها بس للأسف مش كل حاجة بنتمناها بتتحقق
وها قد تأكد شادي مما كان يخشى الاعتراف به بعدما أنكرت آية رؤيتها لوالدته قبل يوم واحد من ۏفاتها وإذا كان هذا الأمر يدل على شيء فهو يؤكد أن آية لا تريد أن يعلم أي شخص عن هذه المقابلة حتى لا يتم اكتشاف جريمتها
شعرت هبة بالراحة بعدما عادت للمنزل فقد خلصت أحمد من الورطة التي وقع بها بسبب مالك وأفعاله الدنيئة
وقعت عيني هبة على صورة والدتها فجلست تتأملها وتذكرت موقف طريف مر بينهما في ذكرى عيد الأم الأخير في حياة أسماء
انطلقت صړخة قوية من فم أسماء بعدما دلفت إلى غرفتها وأضاءت الأنوار فقد وجدت هبة ترتدي ملابس دب محشو وتمسك في يدها صندوق كبير يحتوي على هدية
أخذت أسماء تركض خلف هبة وهي تصيح بتوبيخ
ېخرب بيت سنينك كنت ھموت من الخضة يا شيخة!!
هتفت هبة من بين ضحكاتها وهي لا تزال تركض فقد كانت حريصة على ألا تمسك بها والدتها
فيه إيه يا ماما ده أنا بهزر معاك يا حبيبتي كل
سنه وأنت طيبة يا قلبي ده أنا بمۏت فيك حتى شوفي الهدية الحلوة اللي أنا جايباها عشان خاطرك
نجحت أسماء في الإمساك بهبة وأخذت تضربها بخفة على ظهرها قائلة بضيق
وهي الهدية ما تنفعش تتقدم يا بنت بطني غير بالخضة وبعدين إيه العبط اللي أنت حطاه على وشك ده!