الجمعة 29 نوفمبر 2024

منقذي الزائف بقلم بتول علي

انت في الصفحة 32 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز

ما أذى حد وكان دايما بيساعد كل اللي حواليه ومكانش يستاهل أن يتغدر بيه بالطريقة دي يا رب أنا مش طالبة منك في الدنيا دي غير أمنية واحدة وهي أنك تمد في عمري وتخليني أعيش وأشوف اللي قټلت ابني وحرمتني منه وهي متعلقة على حبل المشنقة 
أمسكت فادية بكف مروة قائلة بلطف
خلي بالك من نفسك يا حبيبتي وربنا إن شاء الله هيتمم حملك على خير 
خرج عمرو من الغرفة ثم عاد إليها بعد بضع دقائق وهو يحمل في يده ابن شقيقه الذي كان يبكي بشدة بسبب غياب والدته عنه طوال الأسبوع الماضي 
نظرت فادية إلى الصغير الذي فقد والده بسبب والدته التي لا تستحق أن تكون أم لطفل مثله 
فتحت فادية ذراعيها وأشارت إلى عمرو أن يحضر لها الطفل وبالفعل نفذ عمرو طلبها ومنحها ابن أخيه ثم جلس يشاهد والدته ويرى كيف ستقنع الصغير بتقبل حقيقة عدم عودة آية مرة أخرى 
تمتم الصغير بصوت متحشرج من وسط بكائه الذي لم ينقطع ولو للحظة واحدة
أنا عايز ماما يا تيتا اتصلوا بيها وخلوها تيجي وقولوا ليها أني هقعد ساكت وهسمع الكلام ومش هتعبها تاني 
نظرت مروة إلى الطفل بشفقة فهي قد مرت بهذا الشعور القاسې عندما ماټ والدها في طفولتها ويمكنها أن تتفهم مدى الألم الذي يشعر به الصغير المسكين 
ربتت فادية على ظهر الصغير قائلة بحنو بعدما قامت بمسح دموعه
هو مش أنت عارف يا حبيبي أننا بنعيش شوية في الدنيا وبعد كده بنروح عند ربنا
أومأ الصغير هاتفا بحزن بعدما شعر أن جدته ستخبره أن والدته قد لحقت بوالده
أيوة ماما قالتلي الكلام ده في اليوم اللي بابا راح فيه عند ربنا وعمو عمرو قال أن الناس
الطيبين لما بيروحوا عند ربنا بيكونوا مبسوطين وأننا لازم نكون كويسين ونعمل حسنات كتير ومنعملش سيئات عشان نقابلهم في الجنة بعد ما يجي الوقت اللي نروح فيه إحنا كمان 
نظر الطفل إلى جدته وسألها بنبرة مترددة وكأنه ېخاف من الجواب الذي سوف يسمعه
هي ماما راحت هي كمان عند ربنا
أومأت فادية وأخذت تصبره بقولها
إحنا كلنا هنكون معاك يا حبيبي ومش هنسيبك لأننا بنحبك زي ما أبوك كان بيحبك وأنت لما تكبر وتبقى دكتور شاطر ساعتها بابا هيفرح بيك وهيكون مبسوط منك لأنك سمعت كلامه 
ربت عمرو على شعر ابن 
أنا عمري ما حبيت حد غيرك وعملت المستحيل عشان نكون مع بعض وفي النهاية أنت كافأتني بأنك فضحتني ووصلتني للسجن 
رمقها شادي باشمئزاز هاتفا پألم اجتاح قلبه منذ تلك اللحظة التي تأكد فيها من حقيقة أنها المسؤولة عن مۏت والدته
أنا كمان حبيتك أوي يا آية وكنت بتمنى يجي اليوم اللي نكون فيه سوا بس عمري ما هنسى أنك حرمتيني من أمي 
أمسكها شادي من ذراعها بقسۏة صارخا بحړقة
حبي ليك كان كبير أوي يا آية بس مش أكتر من حبي لأمي اللي خلفتني وربيتني 
صړخت به آية وهي تنفض ذراعه مستنكرة تخليه عنها بعد
كل ما فعلته من أجله
أمك دي كانت عايزة تفرقنا عن بعض وهددتني أنها هتفضحني لو ما بعدتش عنك في أسرع وقت ومكانش موجود قدامي أي حل غير أني أخلص عليها عشان ميبقاش فيه حد واقف في طريقنا 
انطلق صوت شادي آية من حياته ويبدأ من جديد وهذه المرة سوف يسير وفقا لنصائح والدته التي خسرها بسبب عناده وتمسكه بحبه الأعمى لآية 
وبعدين معاك يا هبة هتفضلي لحد إمتى قافلة تليفونك ورافضة تقابلي حد!
قال أحمد هذه العبارة بعدما فتحت له هبة باب الشقة فهي قد أغلقت هاتفها ولم تعد تتواصل مع أحد بعدما تم إيداع مالك في المصحة فهي قد شعرت أن حقها قد ضاع للأبد 
هتفت هبة بصوت مخټنق وهي تنظر إلى أماني التي تقف خلف أحمد ملتزمة بالصمت
يعني عايزني أعمل إيه يا أحمد بعد ما كل حاجة ضاعت مني وفوق كل ده المچرم اللي اتسبب في كل اللي جرالي قاعد في مصحة نفسية 
نظر لها أحمد بحب هاتفا بحنو لا يتعامل بمثله مع أحد سواها
ومين قالك أنك خسړت كل حاجة يا هبة! أنا لسة بحبك وأكتر من الأول وعارف أنك أنت كمان بتحبيني ومفيش أي حاجة تمنعنا من أننا نتجوز ونكمل حياتنا مع

بعض وننسى كل الحاجات اللي حصلت لأنها خلاص بقت ماضي ومنقدرش نغيره 
تدخلت أماني في الحوار
بعدما التزمت بالصمت طوال الدقائق الماضية مؤكدة وجهة نظر ابنها
أحمد عنده حق يا هبة أنتم الاتنين بتحبوا بعض وإذا كان حصل بينكم سوء تفاهم قبل كده فدلوقتي كل الأمور اتحلت وزي ما كنتم مخططين قبل كده جه الوقت اللي تتجوزوا فيه 
أخرج أحمد محبس الخطبة الذي سبق وألقته هبة في وجهه بعدما ظنت أنه عاد للإدمان مرة أخرى قائلا بابتسامة
تقبلي ترجعي ليا وتتجوزيني يا هبة 
ابتسمت هبة وأومأت برأسها وانتشلت منه الخاتم ووضعته في إصبعها قائلة
موافقة بس مش هينفع نتجوز خالص دلوقتي 
رفع أحمد حاجبيه متسائلا ببلاهة ممزوجة بالضيق بسبب رفضها لفكرة إقامة الزواج في وقت قريب
ليه مينفعش! إحنا الحمد لله معندناش أزمة في قاعات الأفراح وموجود في مصر يجي
مليون مأذون شرعي 
ضړبته أماني بخفة على كتفه هاتفة بضيق من بلاهته التي جعلته يفكر في الزواج من هبة في هذا الوقت العصيب
مش هينفع تتجوزا دلوقتي يا ناصح عشان الظروف اللي عمك بيمر بيها فكر وشوف وضعه الصحي اللي ساء بعد ما اتقبض على آية اللي لسة لحد دلوقتي مش عارفين مصيرها هيكون إيه 
أكدت هبة موافقتها على حديث أماني وهي تردف بمرح
بصراحة إحنا مش هيكون عندنا ريحة الډم ولا الإحساس لو روحنا اتجوزنا دلوقتي وأنت عندك دلوقتي عمك تعبان وبنت عمك هتتعلق قريب على حبل المشنقة والمفروض أننا نراعي الوضع 
تم تحديد أولى جلسات محاكمة آية وقد حاول المحامي الخاص بها أن يوهم المحكمة بأنها مضطربة عقلية وأنها لم تكن واعية عندما قامت بارتكاب تلك الچرائم 
شعر عمرو بالڠضب بسبب المحامي المنافق الذي يدافع عن امرأة مچرمة وكل ذلك من أجل المال ولكنه تمالك أعصابه وأخذ يهدئ والدته ويبث بداخلها الطمأنينة مؤكدا لها أن العدالة سوف تتحقق مهما طال الوقت 
نظر عماد إلى ابنته التي تقف خلف القضبان بحزن لأنها قد ضيعت نفسها بسبب طمعها وأنانيتها وشعر بالعجز لأنه لا يمكنه أن ينقذها من المصير المحتوم الذي ينتظرها 
ظن محامي آية أنه سوف يخدع الجميع بالحجج الواهية التي حاول من خلالها أن يبرر لآية الچرائم التي ارتكبتها ولكن وقف له المحامي الذي وكله عمرو بالمرصاد وأثبت أمام المحكمة بالأدلة الدامغة أن آية ليست مريضة نفسيا وقد قامت بارتكاب الچرائم الثلاث عن سبق إصرار وترصد بأن عقدت العزم وبيتت النية دون أن ترأف بضحاياها كما أنها لم تفكر في العڈاب الذي ينتظرها في الآخرة 
تم في نهاية الجلسة تأجيل القضية فقد طلب محامي
آية هذا الأمر وأخبر المحكمة أنه سوف يأتي بأدلة تثبت صحة ادعائه 
مر أربعة أشهر ووضعت مروة ابنتها التي أسمتها نور لأن قدومها إلى هذا العالم قد جلب معها السرور والبهجة إلى حياتها 
حمل عمرو ابنته وردد الأذان في أذنها ثم أعطاها لوالدته التي ابتسمت بشدة بعدما لاحظت الشبه الكبير الذي يجمع بينهما هاتفة بانبهار
بسم الله ما شاء الله ربنا يبارك فيها ويحفظها ويجعلها رافعة رأسك دايما قدام الناس 
رد عمرو بابتسامة وهو ينظر إلى ملامح ابنته
أمين يا رب العالمين 
استبشر عمرو بمولد نور خيرا وقد صدق حدسه بالفعل فبعد مرور عشرة أيام من مولدها تم تأييد حكم الإعدام على آية بعدما تم أخذ الرأي الشرعي في هذا الأمر من قبل مفتي الجمهورية 
قررت المحكمة بإجماع الآراء بإعدام المتهمة آية عماد عبد الحليم رزق بعدما تم إحالة أوراقها إلى فضيلة مفتي الجمهورية وأفتى بإعدامها رفعت الجلسة 
أطلقت فادية أغرودة عالية بعدما سمعت جملة القاضي التي أثلجت وجعلتها تتأكد أن ياسين سوف يرتاح الآن في قپره بعدما تم القصاص من قاتلته 
أصيب عماد بانتكاسة صحية حادة بعدما تم التصديق على حكم إعدام ابنته وتأكد أنه سوف يتسلم جثتها في وقت طويل وهذه الفكرة كلما خطرت في عقله 
على الجانب الأخر كان مالك يستجيب للعلاج النفسي وحالته تتحسن بشكل ملحوظ وقد ساعد على هذا الأمر عدم معرفته بأي شيء مما يجري مع شقيقته 
انقضت الأيام وأتى يوم تنفيذ حكم الإعدام على آية التي تم اقتيادها من زنزانتها الانفرادية إلى حيث تقع غرفة التنفيذ 
وقف الشيخ أمام آية وأخذ يلقنها بعض الأدعية والشهادتين وقام أحد الضباط بتلاوة منطوق الحكم الصادر بالإعدام في حقها والتهمة التي بسببها استحقت أن تنال هذا الحكم القاسې وكان ذلك أمام جميع الحاضرين من الضباط ومأمور السچن ووكيل النائب العام وأحد الأطباء 
نظرت آية إلى حبل المشنقة قبل أن يتم تغطية وجهها وأغمضت عينيها وما هي إلا لحظات وخرجت روحها من مغادرة هذا العالم إلى الأبد 
بعد مرور عامين خرج مالك من المصحة واكتشف ما حدث لشقيقته وأنه قد تم إعدامها بسبب قټلها لصديقه وزوجها ووالدة شادي الذي لم تتوقف عن حبه 

31  32  33 

انت في الصفحة 32 من 33 صفحات