الجمعة 29 نوفمبر 2024

منقذي الزائف بقلم بتول علي

انت في الصفحة 33 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز

ذهب مالك إلى قبر شقيقته المجاور لقبر والدته وقرأ لهما الفاتحة وكان على وشك مغادرة المقاپر ولكنه توقف بعدما رأى شادي يتوجه نحو قبر آية فيبدو أنه لم يتمكن من نسيان حبه لها رغم شدة الجرم الذي ارتكبته في حقه 
ارتدى مالك نظارته السوداء وجر حقيبة سفره واستقل سيارة أجرى وطلب من السائق أن يتوجه به إلى المطار فهو قد قرر أن يهاجر إلى الخارج حتى يبدأ حياته من جديد بعيدا عن أحمد الذي يستعد في هذه الأيام لإقامة حفل زواجه بهبة 
حاول عماد أن يقنع مالك بالبقاء وحضور حفل زفاف أحمد وهبة ولكنه رفض وأصر على الرحيل قبل هذا الزفاف فهو لم يعد مرحب به في العائلة وهذه الحقيقة صارت واضحة أمامه ولا يمكنه إنكارها فهبة لا تطيق رؤية وجهه وأحمد يتجنب الحديث معه 
صعد مالك على متن الطائرة وأخذ ينظر إلى أرضية المطار من النافذة المجاورة له وأغمص
عينيه وتذكر جميع الذكريات التي مر بها والتي يريد أن يهرب منها بالسفر إلى أرض بعيدة عن بلاده التي نشأ وترعرع بها 
في هذه الأثناء نظر عماد إلى الساعة وعلم أن طائرة مالك قد حلقت بعيدا ثم وجه بصره نحو ابنه الصغير الذي ينتقي برفقة أحلام البذلة
التي سيحضر بها حفل زفاف أحمد 
تنهد عماد بأسى وهو يتمتم بخفوت
واضح كده أن مبقاش ليا غيرك آية راحت ومالك سافر وشكله مش ناوي يرجع تاني يا رب عوضني في ابني الصغير ومتوجعش قلبي عليه كفاية عليا الۏجع اللي عيشته وشوفته في الاتنين الكبار 
مسح عماد الدموع التي خرجت من عينيه ثم توجه نحو ابنه الصغير وأخذ يساعده في انتقاء البذلة المناسبة لحضور حفل الزفاف 
ارتدت هبة فستان الزفاف الأبيض الذي لطالما حلمت بارتدائه ثم سارت برفقة مروة وهي تحمل باقة رائعة من أرقى الزهور وفي نهاية المطاف وجدت أحمد يقف بانتظارها بجوار أحد أعمامها فقد تواصل معه أحمد وأقنعه بالحضور 
عقد المأذون
القران وأعلن رسميا أن هبة صارت من الناحية الشرعية والقانونية زوجة لأحمد 
أحمد والده وابن خالته ثم توجه نحو عماد الذي عانقه وابتسم له بلطف متذكرا أن ابن أخيه قد أجل زفافه من أجل مراعاة الظروف القاسېة التي كان يمر بها 
استغل أحمد العامين الماضيين وأنهى دراسته وحصل على بكالوريوس في الهندسة مثلما أرادت منه أسماء أن يفعل قبل ۏفاتها 
انطلقت الأغاريد من فم كل من أماني ومروة التي كانت تحمل ابنتها نور وتمسك بيدها الأخرى ابن ياسين الذي كبر قليلا والتحق بالمدرسة الابتدائية 
على الرغم من عدم مسامحة عمرو لآية إلا أنه لا يحمل في قلبه أي ضغينة نحو عماد الذي لا يوجد له أي ذنب في كل ما حدث
ولهذا السبب سمح لزوجته بأخذ ابنته وابن شقيقه وحضور زفاف أحمد 
ابتسمت هبة بسعادة بعدما همس أحمد بجوار أذنها وأخبرها أنه لم ير في حياته امرأة أجمل منها وأنه سوف يظل يحبها حتى نهاية حياته 
وأنا كمان بحبك أوي يا أحمد 
همست بها هبة ووقفت بجوار أحمد تلتقط برفقته الصور التذكارية والابتسامة تعلو وجه كل منهما لأنهما تغلبا أخيرا على الصعاب التي كانت تقف أمام اتحادهما وصارا الآن زوج وزوجة ولن يسمحا لأحد بالتدخل والتفريق بينهما مرة أخرى 
تمت بحمد الله

32  33 

انت في الصفحة 33 من 33 صفحات