منقذي الزائف بقلم بتول علي
انت في الصفحة 33 من 33 صفحات
ذهب مالك إلى قبر شقيقته المجاور لقبر والدته وقرأ لهما الفاتحة وكان على وشك مغادرة المقاپر ولكنه توقف بعدما رأى شادي يتوجه نحو قبر آية فيبدو أنه لم يتمكن من نسيان حبه لها رغم شدة الجرم الذي ارتكبته في حقه
ارتدى مالك نظارته السوداء وجر حقيبة سفره واستقل سيارة أجرى وطلب من السائق أن يتوجه به إلى المطار فهو قد قرر أن يهاجر إلى الخارج حتى يبدأ حياته من جديد بعيدا عن أحمد الذي يستعد في هذه الأيام لإقامة حفل زواجه بهبة
صعد مالك على متن الطائرة وأخذ ينظر إلى أرضية المطار من النافذة المجاورة له وأغمص
في هذه الأثناء نظر عماد إلى الساعة وعلم أن طائرة مالك قد حلقت بعيدا ثم وجه بصره نحو ابنه الصغير الذي ينتقي برفقة أحلام البذلة
التي سيحضر بها حفل زفاف أحمد
تنهد عماد بأسى وهو يتمتم بخفوت
مسح عماد الدموع التي خرجت من عينيه ثم توجه نحو ابنه الصغير وأخذ يساعده في انتقاء البذلة المناسبة لحضور حفل الزفاف
ارتدت هبة فستان الزفاف الأبيض الذي لطالما حلمت بارتدائه ثم سارت برفقة مروة وهي تحمل باقة رائعة من أرقى الزهور وفي نهاية المطاف وجدت أحمد يقف بانتظارها بجوار أحد أعمامها فقد تواصل معه أحمد وأقنعه بالحضور
القران وأعلن رسميا أن هبة صارت من الناحية الشرعية والقانونية زوجة لأحمد
أحمد والده وابن خالته ثم توجه نحو عماد الذي عانقه وابتسم له بلطف متذكرا أن ابن أخيه قد أجل زفافه من أجل مراعاة الظروف القاسېة التي كان يمر بها
استغل أحمد العامين الماضيين وأنهى دراسته وحصل على بكالوريوس في الهندسة مثلما أرادت منه أسماء أن يفعل قبل ۏفاتها
على الرغم من عدم مسامحة عمرو لآية إلا أنه لا يحمل في قلبه أي ضغينة نحو عماد الذي لا يوجد له أي ذنب في كل ما حدث
ولهذا السبب سمح لزوجته بأخذ ابنته وابن شقيقه وحضور زفاف أحمد
وأنا كمان بحبك أوي يا أحمد
همست بها هبة ووقفت بجوار أحمد تلتقط برفقته الصور التذكارية والابتسامة تعلو وجه كل منهما لأنهما تغلبا أخيرا على الصعاب التي كانت تقف أمام اتحادهما وصارا الآن زوج وزوجة ولن يسمحا لأحد بالتدخل والتفريق بينهما مرة أخرى
تمت بحمد الله