الأحد 24 نوفمبر 2024

منقذي الزائف بقلم بتول علي

انت في الصفحة 21 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز

تقتنع بنسبة قليلة بحديث أحمد وفي هذه اللحظة طرح عقلها سؤال لم تتمكن من الإجابة عليه وهو هل يمكن أن يكون مالك هو المسؤول عما جرى معها وأنه يشعر بالغيرة من أحمد أم أن جواب مالك وصراحته في تمنيه حصول ابن عمه على أقصى عقۏبة نابعة من رغبته في أن يكون أحمد عبرة لكل من هم مثله من الأوغاد!
صحيح هي لا يمكنها أن تجيب على هذا الأمر إلا أنها صارت واثقة من شيء واحد وهو أنه يوجد شيء مريب متعلق بمالك وعليها أن تسعى لمعرفته في أسرع وقت 
شرود أحمد منذ عودته إلى المنزل جعل أماني تشعر بالاستغراب لأنها كانت تتوقع أن يحصل ابنها على طرف خيط من خلال مقابلته لخطيبته السابقة يمكنه من الوصول إلى حقيقة تلك الأدلة التي توجد بحوزة هبة لعل هذا الأمر يجعله يعلم كيف تم نشر تلك الصور المفبركة من هاتفه!
فرقعت أماني بإصبعيها حتى ينتبه لها ابنها الذي كان شاردا بذهنه في عالم أخر وبالفعل نظر لها أحمد قائلا
اتفضلي اقعدي يا ماما واضح أنك عايزة تقولي حاجة 
جلست أماني بجواره هاتفة بتساؤل وتمنت أن يمنحها ابنها جواب يريح قلبها
عملت إيه النهاردة مع هبة عرفت توصل لحاجة ولا مجهودنا كان على الفاضي
هز رأسه مؤكدا وصوله إلى شيء سوف يفيدهما لتبادر أماني بسؤاله بنبرة متلهفة
طيب ما تقول بسرعة أنت عملت إيه
بدأ أحمد يسرد عليها تفاصيل كل ما جرى واختتم حديثه بإخباره لها عن اكتشافه لخېانة يحيى التي لم يكن يتوقعها 
اتسعت عيني أماني هاتفة باستنكار
أنت قابلتها لوحدك من غير ما يكون فيه حد تاني قاعد معاكم!
أومأ أحمد وربت على كتفها مبررا موقفه بقوله
أيوة أنا كلمت طنط شيماء واتفقت معاها على كده عشان أضمن أن علاقتها هي ومروة بهبة متتأثرش بشكل سلبي لما تكتشف أنهم ساعدوني أقابلها 
هتفت أماني بضيق من عناده وعدم اتباعه لنصيحتها
طيب افرض دلوقتي يا ناصح هي راحت القسم واتبلت عليك وقالت أنك حاولت تهددها هتبقى تعمل إيه ساعتها يا أبو دماغ ناشفة
ظهرت ابتسامة واسعة على وجه أحمد وهو يمسك هاتفه قائلا
وأنت فكرك يا ماما أن حاجة زي دي هتفوتني مثلا أنا عارف كويس أن هبة مش هتعمل كده بس طبعا أنا عملت حسابي وسجلت كل كلمة اتقالت

عشان أكون ضامن أن المقابلة دي ميحصلش بسببها کاړثة 
شغل أحمد التسجيل فاستمعت له أماني وقامت بمدح ذكاء ابنها ولكن تغضنت ملامحها بعدما جلبت هبة سيرة يحيى وأنه أكد لها أن أحمد هو من قام بفبركة الصور 
ضړبت أماني فخديها قائلة بغيظ شديد فهي تتذكر الكثير من المواقف الصعبة التي
مر بها يحيى ولم يجد أحد يقف بجواره ويدعمه سوى أحمد
إخص عليه الواطي معقول بعد كل اللي أنت كنت بتعمله عشانه يروح يبيعك بالسهولة دي من غير
ما يفكر ولو لمرة واحدة في العيش والملح اللي كان بينكم!!
ظهر الحزن على ملامح أحمد الذي تحدث بنبرة مقهورة
أنا نفسي اټصدمت أول ما هبة قالت أنه أداها تسجيلات تثبت عليا أني فعلا فضحتها عشان أنتقم منها 
حكت أماني مقدمة رأسها وضغطت بكفها الأيسر على مسند الأريكة قائلة بضيق
طبعا لازم تتصدم لأن بعد كل اللي عملته عشانه راح خانك واتعاون مع مالك ضدك عشان يخلصوا منك بس أنا مش شايفة أن ده تصرف غريب منه لأنه اتغير خالص بعد ما اتصاحب على الشلة إياها واللي كانوا سبب في انحراف أفكاره وحياته كلها 
تنهدت أماني واستكملت حديثها بجدية
المفروض دلوقتي تكلم محمد ابن خالتك عشان يشوف صرفة تقدر من خلالها توصل ليحيى لأنه اختفى من فترة ومحدش عارف عنه أي حاجة 
اتصل أحمد بابن خالته وأخبره بكل ما جرى في حديثه مع هبة وأنه اكتشف حقيقة أن يحيى كان متواطئا مع مالك في تلك اللعبة القڈرة التي تم تدبيرها للإطاحة به من حياة هبة 
استمع محمد إلى حديث أحمد بإنصات وتركيز شديد ثم أردف بتفهم بعدما حلل الموقف ورأى مدى أهمية إيجاد يحيى والإمساك
به
تمام يا أحمد سيبني أنا أتصرف وأحاول أشوف يحيى ده راح فين داهية وأوعدك أن على بكرة هكون وصلتله ومش هسيبه غير لما أخليه يعترف بكل حاجة في محضر رسمي لأن اعترافه ده هيكون أصلا دليل على براءتك 
هتف أحمد بامتنان يشكر به شهامة ابن خالته الذي قرر أن يدعمه على الرغم من انشغاله بعلاج ظهره وساقيه فهو لا يزال حتى الآن يعاني من تبعات الإصابة التي تعرض لها بسبب شظايا القنبلة التي اڼفجرت وهو في إحدى المهمات وقد أجبرته تلك الإصابات التي تلقاها على الابتعاد عن مجال الشرطة إلى الأبد
متشكر جدا يا محمد الواحد مش عارف هو كان هيعمل إيه من غيرك 
أنهى أحمد المكالمة وذهب إلى غرفته حتى ينال قسطا من الراحة وهو على يقين أنه عندما يستيقظ في الغد سوف يتلقى اتصال من محمد وسوف يخبره أنه قد وصل ليحيى 
مالك يا عمرو سرحان في إيه
قالتها مروة مستغربة شرود زوجها منذ عودته من الخارج حيث يبدو من ملامحه أنه قد حدث شيء مهم جعل تفكيره منشغل إلى هذه الدرجة 
هتف عمرو بهدوء نافيا وجود أي خطب به فهو لا يريد أن يجعلها تتوتر وتشغل رأسها بشيء ليس متأكد منه لأنه لا يوجد بحوزته حتى هذه اللحظة دليل يثبت أنه توجد علاقة تربط بين آية وشادي
مفيش أي حاجة يا مروة اطمني ومټخافيش وأهم حاجة اوعي تنسي أن عندك ميعاد بكرة عند الدكتورة 
ابتسمت مروة بسبب اهتمام زوجها وحرصه عليها قائلة
أنا فاكرة كويس أوي موضوع الميعاد وعارفة أنك هتيجي معايا 
تلاشت ابتسامتها بشكل تدريجي وهي تتحسس بطنها وسألته باهتمام
قولي يا عمرو إحنا هنفضل نخبي لحد إمتى موضوع الحمل الوقت بيمر وبطني بدأت تكبر وأنا بقيت بداريها بالعبايات الواسعة أوي بس بعد ما يمر شهر كمان ساعتها الكل هيعرف أني حامل لأني هكون ساعتها دخلت في الرابع 
تأمل عمرو ملامحها وابتسم قائلا بهدوء
متقلقيش يا حبيبتي لو اللي في بالي طلع صح ساعتها هنكون خلصنا من آية وارتحنا منها 
وجهت نظراتها المتعجبة نحوه وضيقت عينيها هامسة بضيق
أه منك يا عمرو لو بس تفهمني أنت بتفكر في إيه بدل ما أنت عمال تتكلم بالألغاز ساعتها هرتاح وهبطل أشغل دماغي كل شوية بحكاية حملي اللي مخبياه عن كل الناس حتى عن أمي 
ابتسم عمرو وتحدث بنبرة مشاغبة بعدما 
متشغليش بالك اعتبري أن اللي في دماغي دي مفاجأة أنا بجهزها عشان أفرحك بس مستني لما أظبطها الأول 
نهضت مروة هاتفة بحنق وهي تتوجه نحو المطبخ
أنا لو فضلت أتحايل عليك من هنا لحد بكرة عشان تقولي مش هتقول حاجة وهتفضل تاكل بعقلي حلاوة وعشان كده يستحسن أن أنا أقوم أروح أعمل حاجة مفيدة وأخلص اللي ورايا بدل قعدتي جنبك اللي مفيش منها أي فايدة 
رفع عمرو حاجبيه وأشار
نحو نفسه هاتفا باستنكار وهو يبتسم
بقى أنا قعدتي معاك ملهاش لازمة!! ده أنت طلعت فعلا نكدية ومش وش نعمة و 
لم يتمكن من إكمال جملته بسبب الوسادة التي ألقتها مروة على وجهه ونظرات التحذير التي صوبها نحوه كانت كفيلة بجعله يلتزم الصمت ولا يتفوه بأي حرف 
دقت الساعة التاسعة صباحا في اللحظة التي قررت بها هبة أن تتصل بآية وتخبرها أنها لن تجعل توفيق يترافع عن قضيتها وسوف تقوم بتوكيل محامي أخر حتى يتولى القضية 
أنهت هبة المكالمة وتوجهت نحو المطبخ حتى تعد الفطور ثم جلست تتناول الطعام في هدوء وهي تستمع إلى آيات الذكر الحكيم التي يتم ترتيلها بصوت الشيخ محمد صديق المنشاوي على إذاعة القرآن الكريم 
انتهت هبة من تناول الطعام وقبل أن تحمل الأطباق جاءها اتصال من مالك الذي علم بقرارها من شقيقته وعبر عن ضيقه بقوله
إيه اللي أنت عملتيه ده يا هبة! مفيش محامي هيقدر يقف في وش صلاح حسين غير توفيق النمر وعشان كده لازم تخليه يمسك قضيتك 
احتدت نظرات هبة من تصرف مالك الذي أجج شكوكها قائلة بحزم
أنا قررت خلاص يا مالك ومش هرجع في قراري توفيق مش هينفع يمسك القضية لأنه واحد معندوش ضمير ولا مبادئ وأنا مش بحب أتعامل مع الناس اللي زيه 
حاول مالك أن يجعلها تتراجع عن هذا القرار الذي أطاح بكل ما كان يفكر به فهو قد ظن أنه استطاع إقناعها بالأمس ولكن يبدو أن حواره معها قد أتى بنتائج عكسية
طيب حاولي تفكري تاني في الموضوع وبلاش تتسرعي 
هتفت هبة بحدة تنهي بها الجدال الذي تراه بلا فائدة
أنا أخدت القرار ده بعد ما صليت صلاة استخارة وحسيت بالراحة وأكيد مفيش أي حد هيدبر ليا أموري أحسن من ربنا ولا أنت إيه رأيك يا مالك في الكلام ده
هتفه مالك بضيق لم يتمكن من إخفائه
براحتك يا هبة اعملي كل اللي أنت عايزاه 
أنهى مالك المكالمة وهو يلعن هذا الحظ الذي لم يحالفه وأخذ يفكر في طريقة أخرى تمكنه من التخلص من أحمد بعدما فشل
في فعل هذا الأمر مرتين الأولى عندما دبر لأحمد الحاډث الذي كاد يقضي على حياته والثانية عندما حاول أن يقنع هبة بقبول فكرة توفيق 
رائحة نتنة انتشرت في الأجواء وأزعجت الناس الذين يسكنون في البنايات المجاورة للبناية التي تصدر منها تلك الرائحة 
هتفت إحدى السيدات وهي تشعر بالتأفف
إيه القرف ده يا ستار يا رب واضح كده أن فيه قطة أو كلب ماټ وعفن جوة البيت ده 
وافقتها سيدة أخرى في الرأي قائلة
عندك حق يا أم لمياء الريحة فظيعة أوي ولا تطاق ولازم الشباب يدخلوا البيت ويشوفوا فيه إيه بالظبط طالما صاحب البيت مش بيرد على اتصالاتهم 
تمتمت أم لمياء بضيق وهي تمرر كفها الأيمن على حجابها
استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم أنا مش عارفة بجد إيه الناس دي يعني هو يروح يسافر ويسيب لينا القرف ده وكمان مطنش التليفونات ومش بيرد المفروض فعلا الشباب يدخلوا البيت ويشوفوا إيه سبب الريحة دي ولما البيه يرجع من سفره ميبقاش يزعل بقى ويتخانق معانا 
وبالفعل توجه الشباب نحو المنزل حتى يفتشوا عن مصدر تلك الرائحة الكريهة ولكن أوقفهم رجل مسن قائلا بنبرة جادة
استنوا عندكم يا شباب كلنا عارفين أن الزفت صاحب البيت لما يرجع ويعرف أننا دخلنا بيته من غير إذنه هيعمل مشكلة كبيرة وإحنا مش 
ظلت مشاعر الڠضب مسيطرة على مالك بسبب قرار هبة الذي أصابه بإحباط كبير وجعله يتساءل بينه
20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 33 صفحات